وارسو: اقر رئيس بولندا السابق الكسندر كواسنيفسكي لاول مرة الاربعاء ان وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي اي ايه) اقامت سجنا سريا في بلاده، وذلك عشية نشر مجلس الشيوخ الاميركي لتقرير يقول ان السي اي ايه استخدمت التعذيب في التحقيق مع المشتبه في انهم من تنظيم القاعدة.

وقال كواسنيفسكي انه عندما كان رئيسا مارس الضغط على الولايات المتحدة لانهاء عمليات التحقيق الوحشية التي كانت تمارسها السي اي ايه في سجن سري اقيم في بولندا في 2003. وصرح للاعلام المحلي "قلت (للرئيس الاميركي السابق جورج دبليو) بوش ان هذا التعاون يجب ان ينتهي، وقد انتهى". جاءت تصريحاته بعد يوم من تقرير لمجلس الشيوخ كشف عن استخدام السي اي ايه لطرق تعتبر تعذيبًا اثناء التحقيق مع سجناء بعد هجمات 11 ايلول/سبتمبر على الولايات المتحدة.

وتولى كواسنيفسكي الرئاسة في بولندا من 1995 حتى 2005، وقال انه ناقش مخاوف بولندا بشان نشاطات السي اي ايه في بلاده وجهًا لوجه مع بوش في البيت الابيض في 2003. وقال ان بوش اصرّ على ان الطرق التي تستخدمها الوكالة "لها فوائد كبيرة في ما يتعلق بالشؤون الامنية". الا ان التقرير قال ان تلك الطرق لم تكن فعالة.

وقال الرئيس السابق ان "الاميركيين كانوا يقومون بنشاطاتهم بسرية تامة اثارت قلقنا. وتحركت السلطات البولندية لانهاء هذه النشاطات، التي تم ايقافها بضغط من بولندا". اضاف ان بولندا وافقت على "تعزيز تعاونها الاستخباراتي" مع الولايات المتحدة في اطار الحلف الاطلسي عقب هجمات 11 ايلول/سبتمبر، الا انه اكد انه لم يكن على علم بان السي اي ايه كانت تمارس التعذيب في منشآتها السرية.

واوضح ان بولندا سمحت للسي اي ايه باحتجاز المشتبه في ضلوعهم في الارهاب على اراضيها بشرط ان تتم "معاملتهم كاسرى حرب"، مضيفا ان الولايات المتحدة لم توقع مطلقا مذكرة تفاهم تتضمن هذا الشرط. واضاف انه يجب ملاحقة منتهكي القوانين الدولية التي تحظر التعذيب قضائيا.& وكانت المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان انتقدت بولندا في تموز/يوليو لتواطؤها في التعذيب على اراضيها لشخص سعودي واخر فلسطيني ارسلا لاحقا الى معتقل غوانتانامو. وذكرت تقارير اعلامية سابقة ان السي اي ايه اقامت سجونا سرية في كل من افغانستان وليتوانيا وبولندا ورومانيا وتايلاندا.

برلين: وسائل تعذيب السي آي إيه انتهاك للديموقراطية"

صرح وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير ان اساليب التعذيب التي مارستها وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي اي ايه) وكشف عنها تقرير مجلس الشيوخ الاميركي تشكل "انتهاكا خطيرا للقيم الديموقراطية" و"خطأ جسيما".

واشاد شتاينماير في مقابلة تنشر الخميس بالرئيس الاميركي باراك اوباما بسبب كشفه عن هذه المعلومات، فيما وصفها بخطوة شفافة تختلف بشكل تام عن نهج سلفه جورج بوش.& وقال الوزير "ان ما كان يعتبر في ذلك الوقت صوابا وامرا تم في اطار القتال ضد الارهاب الاسلامي، غير مقبول وخطأ جسيم".

واضاف "يجب ألا يتكرر هذا الانتهاك الخطير لقيمنا الديموقراطية والليبرالية". واضاف ان "الرئيس اوباما خرج عن سياسات سلفه. وانفتاح واشنطن الجديد في الاعتراف باخطائها ووعدها العلني بان لا يتكرر مثل ذلك الامر ابدا هو خطوة مهمة نرحّب بها".

من جهته اشاد الاتحاد الاوروبي الاربعاء بنشر مجلس الشيوخ الاميركي تقريرا يؤكد ان وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) عذبت معتقلين بعد هجمات 11 ايلول/سبتمبر 2001 وراى فيه "مرحلة ايجابية".

وقالت كاترين راي المتحدثة باسم القسم الدبلوماسي في الاتحاد الاوروبي في لقاء اعلامي ان التقرير "يثير اهمية القضايا المتعلقة بانتهاك حقوق الانسان من قبل السلطات الاميركية واشخاص يعملون لمصلحة وكالة" الاستخبارات المركزية الاميركية.

واضافت "ان تقرير مجلس الشيوخ يمثل مرحلة ايجابية لمواجهة برنامج وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية للاعتقال والاستجواب، علنا ونقده" معتبرة ان الرئيس باراك اوباما "وضع رسميا حدا لها" عند توليه مهامه في 2009. كما اشادت بـ"تعهد الرئيس اوباما باستخدام سلطته كاملة لمنع استخدام مثل هذه الوسائل في المستقبل".

وقالت ان الاتحاد الاوروبي "يدين كل اشكال التعذيب وسوء المعاملة مهما كانت الظروف بما في ذلك مواجهة الارهاب"، مضيفة "هذا جزء من سياستنا في مجال حقوق الانسان".

ورفضت المحدثة من جهة اخرى التعليق على مشاركة دول اوروبية في برنامج وكالة الاستخبارات الاميركية في الوقت الذي ادانت فيه المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان بولندا في تموز/يوليو بتهمة "التواطؤ" في اعمال تعذيب على اراضيها طالت فلسطينيا وسودانيا قبل نقلهما الى غوانتانامو. كما اشير الى وجود قواعد سرية للمخابرات الاميركية في رومانيا وليتوانيا، بحسب تقرير برلماني اوروبي في 2007.
&