في أحدث تحرك نحو إحياء جهود التسوية السلمية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، يتحادث وزير الخارجية الأميركي جون كيري، غداً الإثنين، مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو وكذلك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف.


نصر المجالي: سيتحادث كيري يوم الثلاثاء في لندن مع عدد من وزراء الخارجية العرب وكبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات لإطلاعهم على نتائج لقاءاته في روما، وتأتي مهمة كيري الراهنة لبحث المقترحات التي تتردد في أروقة الأمم المتحدة لإقامة دولة فلسطينية وافاق مجمل العملية السلمية في الشرق الأوسط.

وعلم أن وزراء الخارجية العرب سيحثون كيري على ألا تستخدم الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لعرقلة مشروع قرار بهذا الشأن.

وقبيل اجتماعه مع كيري نتانياهو إنه مصمم على مقاومة المبادرة التي ينوي الفلسطينيون التقدم بها الى الامم المتحدة والتي ستطالب اسرائيل انهاء احتلالها للاراضي الفلسطينية في غضون عامين.

التطرف الإسلامي

وقال نتنياهو إن من شأن ذلك "جلب التطرف الاسلامي الى قلب القدس" حسب تعبيره، وانه لن يسمح بذلك. وقال "نواجه هجوما دبلوماسيا محتملا يهدف الى اجبارنا من خلال قرارات تصدرها الامم المتحدة على الانسحاب الى خطوط 1967 في غضون سنتين".

وقال نتنياهو إن "انسحابا كهذا سيسمح للمتطرفين الاسلاميين بالوصول الى قلب القدس ومشارف تل ابيب." واضاف انه سيثير الموضوع مع كيري ونظيره الايطالي ماتيو رينزي في روما يوم الاثنين.

وتابع رئيس الحكومة الإسرائيلية في تصريحات أمام مجلس وزرائه يوم الأحد "سأبلغهما (كيري ورينزي) أن إسرائيل تقف إلى حد كبير كجزيرة منعزلة أمام موجات التطرف الإسلامي التي تجتاح الشرق الأوسط بأكمله."

وأضاف أن إسرائيل تواجه الآن هجوما دبلوماسيا محتملا "لإجبارنا" على مثل هذا الانسحاب خلال سنتين.

وقال نتانياهو: "سيؤدي ذلك إلى جلب العناصر الإسلامية المتطرفة إلى ضواحي تل أبيب وإلى قلب القدس. لن نسمح بهذا. سنرفض هذا بقوة انطلاقا من الشعور بالمسؤولية. لا شك أن هذا سيكون مرفوضا".

واشنطن والفيتو

ومن جهته، قال وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان لراديو الجيش الإسرائيلي إنه يبدو أن الولايات المتحدة "ليست حريصة على استخدام حق النقض" فيما يتعلق بقضية إقامة دولة فلسطينية وتسعى إلى "أقصى درجات التنسيق" مع نتانياهو.

لكن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي يوفال شتاينيتز قال للصحفيين إن الولايات المتحدة ستستخدم الفيتو ضد أي اقتراح مناهض لإسرائيل. وتابع "هذا ما كان يحدث دائما وهذا ما نأمل في أن يحدث".

يذكر ان القيادة الفلسطينية تنوي التقدم بمشروع قرار الى مجلس الامن التابع للامم المتحدة يطالب بانهاء الاحتلال الاسرائيلي بحلول شهر تشرين الثاني (نوفمبر) 2016.

وانهارت محادثات السلام التي تتوسط فيها الولايات المتحدة ويقودها كيري في ابريل (نيسان) الماضي، ومنذ ذلك الوقت يبذل الفلسطينيون جهودا أحادية في الأمم المتحدة من أجل إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة المحاصر تكون عاصمتها القدس الشرقية.

ووزع الأردن مشروع قرار صاغه الفلسطينيون على مجلس الأمن المؤلف من 15 عضوا الشهر الماضي يدعو لإنهاء الإحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، كما تبذل فرنسا وبريطانيا وألمانيا جهودا لصياغة مشروع قرار خاص يمكن أن يحصل على توافق أكبر.

وفي الختام، يشار الى انه كثيرا ما اختلف نتانياهو وواشنطن بشان المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية، مما دفع وسائل الاعلام الإسرائيلية إلى التكهن بأن الولايات المتحدة قد تخفف من معارضتها للخطوات أحادية الجانب المتعلقة بإقامة دولة فلسطينية.