يسلط تقرير بريطاني الضوء على تنامي نفوذ الشيخة موزة والعائلة الحاكمة في قطر، ويعدد استثماراتهم بالمليارات التي استخوذت على عقارات واسهم ومراكز تسوق وتجارة، وهذا النفوذ لا يبدو متناغما مع القمع والانتهاكات التي تشهدها قطر بسبب سياسات حكامها.


أشرف أبوجلالة من القاهرة: بعد قيامها العام الماضي بشراء ثلاثة من أبرز العقارات الموجودة في منطقة "ريغينت بارك"، التي تبعد مسافة قصيرة عن مسجد لندن المركزي، تم الإعلان قبل أسبوع عن قيام الشيخة موزة بنت ناصر آل مسند بتحويل تلك العقارات إلى قصر واحد كبير مساحته 33 ألف قدم مربع، حيث تم تخصيص غرف للألعاب، ومصاعد مزدوجة، وصالة للألعاب الرياضية وطقم حمام سباحة مصنوع من حجر بورتلاند.

وهو ما حول ذلك القصر ليصبح أكثر المنازل الخاصة غلواً في المملكة المتحدة.

مغامرة موزة

علقت عليه صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية بقولها إن مغامرة الشيخة موزة، التي تمزج في طلتها بين النمط الغربي الحديث والشكل العربي التقليدي، في سوق العقارات بالعاصمة البريطانية لندن، لا يمكن أن توصف في واقع الأمر بأنها عملية خاصة ببناء منزل فحسب، وإنما خطوة مرتبطة بأعمال الشركات، حيث سيتم تحويل ذلك القصر الجديد لمقر لندني لعائلة آل ثاني، التي تخدم أعمالها التجارية دولة قطر.

حكام قطر في بريطانيا

ومضت الصحيفة تقول إن حكام قطر أصحاب المليارات هم ملاك برج شارد، متجر هارودز، القرية الأولمبية، مبني السفارة الأميركية في ساحة غروسفينور، جزء من سوق كامدن، نصف أغلي مبني سكني في وان هايد بارك، موقع ثكنات تشيلسي، بالإضافة إلى 8 % من بورصة لندن.

ويكفي ما يقال عن أن هؤلاء الحكام القطريين الأثرياء يمتلكون في لندن أكثر ما تمتلكه هيئة "عقارات التاج" البريطانية.

وأشارت الصحيفة إلى أن العقارات 1،2 و3 بقصر كورنوول تيراس سيكون المقر اللندني لنجل الشيخة موزة، حاكم دولة قطر الحالي، وهو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي يبلغ من العمر 34 عاماً، وسبق أن خلف والده في حكم البلاد العام الماضي.

القوة الناعمة

وفي سياق تقريرها الذي عنونته بـ"الشيخ موزة: الوجه غير المقبول لتوسع قطر عالمياً"، أكدت الصحيفة أن الشيخة موزة تمثل واحدة من أكثر العائلات قمعاً في العالم، على الرغم من أن مهمتها عندما كانت تسافر رفقة زوجها، حاكم البلاد السابق، كانت تتركز كما كان يقال على تجسيد "القوة الناعمة" والجانب الساحر والمميز للعائلة التي تحكم بلدا إسلاميا، حيث تعاقب المثلية بالإعدام، وحيث تواجه السيدات تقييداً شديداً في حرياتهن وحيث يُعامَل العمال الأجانب بنظام السخرة نتيجة لتجريدهم من حقوقهم وإجبارهم على مباشرة العمل في ظروف غاية في الخطورة. وهذا ما يجعل الشيخة موزة رمزاً لجوانب الغموض العميقة التي تمنح قطر مثل هذه الوضعية غريبة الأطوار. بالإضافة إلى قيامها بتطوير روعة وفخامة العاصمة، الدوحة، من خلال الاستغلال القاسي للعمالة الوافدة.

مأساة العمالة في قطر

وتابعت الصحيفة بتأكيدها أن المثال الأكثر شناعة على هذا الأمر هو ذلك الخاص بالـ 964 حالة وفاة التي وقعت بين العمال المهاجرين وتم تسجيلها عامي 2012 و2013، والذين استقدم كثيرون منهم للعمل في مشروعات التجهيز لمونديال 2022.

سياسات متناقضة

ولفتت الصحيفة إلى أن قطر، ورغم صغر مساحتها، فقد استطاعت أن تفرض نفوذها بالمنطقة، فهي لم تقم فحسب بتمويل حركة حماس، وثوار ليبيا وسوريا والإخوان المسلمين في مصر، بل نجحت كذلك في الحفاظ على علاقاتها بالولايات المتحدة، التي تعتبر حماس منظمة إرهابية، وبإيران التي تدعم نظام الرئيس بشار الأسد.

ورغم استحالة تأكيد قيام الشيخة موزة بأي دور مباشر في هذا النمط من سياسة القوة، إلا أن هناك شائعات تتحدث عن أنها أقنعت زوجها بدعم ثوار ليبيا للإطاحة بالقذافي. كما يقال إنها مَن دفعت الحكومة القطرية لشراء متجر الهارودز، كما أنها هي من لعبت الدور الكبير في إتمام عملية شراء دار الموضة والأزياء الايطالية "فالنتينو".