يرى البعض أن لزيارة رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع إلى السعودية أهمية كبيرة في تحريك ملف رئاسة الجمهورية بعد الحراك الدولي الذي شهده لبنان من وفود روسية وفرنسية وأميركية.

بيروت: تكتسب زيارة رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع إلى السعودية أهمية كبيرة في تحريك ملف رئاسة الجمهورية ويؤكد النائب عاطف مجدلاني ( المستقبل) في حديثه لـ"إيلاف" أن أهمية زيارة رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع إلى السعودية تكمن في الانفتاح على محيطنا، وكذلك على المملكة العربية السعودية التي كانت دائمًا السباقة في مساعدة لبنان، في تعرضه للإرهاب، واليوم رأينا كيف المملكة العربية السعودية تساعد لبنان، وبخاصة الجيش اللبناني كي يصبح جيشًا قويًا ويحارب "الإرهاب" الذي يواجهه، ويواجه كل الصعاب وأيضًا حماية حدوده، ويكون العمود الفقري الذي يعتمد عليه الوطن.
السعودية ورئيس الجمهورية

ولدى سؤاله أي دور للسعودية بتحريك عملية انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان؟ يجيب مجدلاني :" لبنان ليس بجزيرة وتنعكس عليه أحوال المنطقة ولكن أعتقد أن الكلمة الأخيرة والفصل تبقى للبنانيين مع الأخذ بالاعتبار الدور الخارجي وأهميته وحضوره.

ويلفت مجدلاني إلى أن الشق الخارجي في موضوع رئاسة الجمهورية ليس وحده اللاعب الاساس، فالسعودية كانت دائمًا تشجع وتطلب من اللبنانيين التفاهم والذهاب إلى انتخاب رئيس للجمهورية، والعائق أمام انتخاب رئيس للجمهورية هو الموقف الإيراني الذي يمنع حزب الله والتيار الوطني الحر من الذهاب إلى المجلس النيابي وتأمين النصاب لانتخاب رئيس للجمهورية.

زيارة جعجع

وردًا على سؤال هل زيارة جعجع إلى السعودية لطرح نفسه كمرشح أم للتفاوض على اسم مرشح توافقي؟ يجيب مجدلاني:" لا يمكن معرفة الهدف الأساسي للزيارة إنما جعجع طرح المبادرة التوافقية وكان السباق في ذلك، في حال لا يوجد امكانية لانتخاب أحد من الطرفين أي 8 و14 آذار لرئاسة الجمهورية اللبنانية، وقد أعلن استعداده الانسحاب من المعركة في حال انسحب الفريق الآخر، و14 آذار اكدت مباركتها على هذا الموقف، ودعت الى التوافق على مرشح توافقي، لأنه واضح تمامًا أنه لا سمير جعجع ولا رئيس تكتل التغيير والاصلاح ميشال عون لديهما الإمكانية للوصول إلى رئاسة الجمهورية.

السعودية وعون

ولدى سؤاله هل زيارة جعجع إلى السعودية تقطع الطريق أمام ترشيح عون لرئاسة الجمهورية؟ يقول مجدلاني إن المملكة العربية السعودية لا تتدخل بالشؤون اللبنانية الداخلية، الواضح تمامًا أن السعودية تسعى لتقريب النظر بين اللبنانيين وإرساء قواعد التفاهم بينهم، ولم تتدخل يومًا بأي شأن لبناني داخلي واليوم الواضح تمامًا أن العائق أمام انتخاب رئيس للجمهورية هو الموقف الإيراني كما ذكرت سابقًا، الذي يمنع حزب الله من تأمين النصاب في المجلس النيابي.

موقف القوات اللبنانية

اما مستشار رئيس القوات اللبنانية وهبي قاطيشا فيؤكد أن السعودية مشهود لها التعاون مع الدولة، وهذه سياستها منذ الخمسينات، ويشير إلى أنه بسبب الحراك الدولي الفرنسي والروسي لإعادة صناعة رئيس، كان من الواجب التعاون مع السعودية.

ويلفت قاطيشا إلى أن الحراك الدولي هو الذي دفع رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع إلى الذهاب الى السعودية للتحاور حول الانتخابات الرئاسية، مشددًا على أن مواقف القوات اللبنانية ليست انعزالية أو فردية "لأننا طرحنا حلول وحذرنا من أنه في حال عدم تبني الحلول ستأتي جهة خارجية وتتدخل بالانتخابات الرئاسية".

ويشير إلى أن الفريق الآخر لم يستجب لهذه الحلول، والحراك الدولي هو لايجاد حل لهذه المسالة التي طالت.