وجّه نائب الرئيس العراقي نوري المالكي اتهامات قاسية لرئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني بالتواطؤ مع تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، والتستّر على إقامته قواعد عسكرية غرب الموصل واتباع سياسة التسويف مع قيادة عمليات المدينة للتنسيق مع البيشمركة لمواجهة التنظيم قبل احتلالها وفتحه منافذ ومطارات الإقليم للإرهابيين ليتحركوا بحرية.


أسامة مهدي: نفى المالكي الذي شهدت فترة رئاسته الحكومة العراقية بين عامي 2006 و2014 خصومة وخلافات حادة مع الاكراد ومع بارزاني بشكل خاص، نفيًا قاطعًا أن يكون تلقى اتصالا هاتفيا من بارزاني قبل، واثناء هجوم تنظيم داعش على مدينة الموصل الشمالية، او ان يكون اقترح تنفيذ عملية عسكرية مشتركة بين الجيش والبيشمركة ضد التنظيم، كما قال في تصريحات له أخيرا.

وكان بارزاني قال في تصريحات متلفزة الاثنين الماضي أن "الجيش العراقي لم يقاوم داعش في الموصل، لان ولاءه لم يكن وطنيا.. ولم يسمح المالكي للضباط الكفوئين بقيادة الجيش، ولم تكن هناك عقيدة عسكرية ممكن بناء الجيش عليها، فالعقيدة العسكرية هي الولاء الشخصي، وكان هناك فساد كبير جداً، وكل هذا ادى الى عدم مقاومة الجيش، وسبب سقوط&الموصل& يعود إلى خذلان القادة العسكريين الذين جاؤوا من بغداد على أساس أنهم يقودون العمليات، ومع أول قذيفة هاون سقطت في معسكر الغزلاني، تركوا المعسكر، وهربوا وهذا أدى إلي إنهيار بقية القطاعات العسكرية".

أضاف في تصريحاته "هناك بيئة حاضنة لداعش بسبب سياسة الحكومة السابقة، فقد كانت سياسة فاشلة وخلقت بيئة مناسبة جدا لداعش.. قبل سنة بالضبط كانت لدينا معلومات ان داعش يحاول تأسيس قواعد في غرب الموصل.. أنا بعثت خبرا الى السيد المالكي، وحذرته ان هناك محاولات، وهذا خطر كبير، دعنا نقوم بعملية عسكرية مشتركة، ثم أنا اتصلت به هاتفيا، ولم يعر الموضوع أي أهمية.. وقبل دخول داعش الى الموصل بثلاثة ايام ايضا عرضنا على المالكي مساعدة البيشمركة ودخولها الى الموصل لمنع سقوط الموصل، لكنه رفض".

وفي رده على هذه التصريحات اضاف المالكي قائلا "في الوقت الذي تسطر فيه قواتنا المسلحة من الجيش والشرطة الاتحادية ومقاتلي الحشد الشعبي ملاحم بطولية في تصديها المشرف لتنظيم داعش الارهابي وحلفائه من البعثيين والنقشبنديين ، يطلق بارزاني تصريحات ومواقف اقل ما يقال عنها انها عملية لخلط الاوراق لتضليل الرأي العام في داخل العراق وخارجه" كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي اطلعت "ايلاف" على نصه.

واتهم المالكي بارزاني بأنه كان يمتلك معلومات مؤكدة عن قيام تنظيم داعش بإقامة قواعد عسكرية في غرب الموصل قبل احتلالها في حزيران (يونيو) الماضي. وقال ان تصريحات رئيس الاقليم "تثير اكثر من علامة استفهام حول توقيتها والاهداف الخفية التي تقف خلفها".. مشيرا الى انه كان اصدر تحذيرات من توفير ملاذات آمنة وغرفة عمليات في محافظة اربيل لأزلام النظام السابق والمطلوبين للقضاء العراقي والارهابيين، وكيف تحولت اربيل الى منصة سياسية لاطلاق التصريحات المعادية للعملية السياسية والقوات الامنية واثارة الفتنة الطائفية وللحكومة، التي كان يشارك فيها الاكراد وممثلون عن بارزاني نفسه، وآخرها عقد مؤتمر طائفي في اربيل اليوم، يتزعمه محكومون بالاعدام على خلفية الاتهامات بالارهاب.

واتهم المالكي سلطات الاقليم "بفتح المنافذ الحدودية والمطارات للإرهابيين ليتحركوا بحرية في وقت كانت تمارس اشد الاجراءات وبذرائع شتى ضد المواطنين العراقيين، الذين كانوا ينوون زيارة مدن اقليم كردستان، وحتى قبل سقوط مدينة الموصل". واشار الى ان الجهات المعنية في الاقليم التزمت سياسة التسويف مع قيادة عمليات الموصل التي كانت تحاول تنسيق الجهود المشتركة مع البيشمركة لمواجهة تنظيم داعش الارهابي، "وخاصة بعدما اصدر المالكي الاوامر لقيادة طيران الجيش بتنفيذ غارات عسكرية على مقاتلي داعش بعدما بدأ مقاتلوه بالزحف باتجاه مدينة اربيل" عاصمة اقليم كردستان.

واضاف المالكي ان سلطات الاقليم لم تكتف بتوجيه البيشمركة بالوقوف متفرجة على ما يجري في الموصل، بل قامت بإصدار الاوامر للاستيلاء على عدد من المواقع ونهب الآليات والاسلحة والمعدات العسكرية التابعة للجيش العراقي، وان المعركة ليست بين الاكراد وداعش، وانما بين داعش وجيش المالكي والشيعة، كما نصت عليه احدى الوثائق التي نحتفظ بها".

وقال انه طلب من رئاسة الاقليم دفع البيشمركة الى المشاركة في مواجهة داعش وعن طريق وزارة الداخلية فجاء الجواب بالرفض بحجة وجود مشاكل يجب حلها قبل اي مشاركة وهذا على خلاف ما ورد سابقا من ان رئاسة الاقليم عرضت والمالكي رفض.

واشار المالكي الى انه التزم الصمت، وعدم الرد على اكثر من اساءة "لتلافي الظاهرة السلبية التي تعاطاها الاعلام، وتسببت بزيادة الفجوات بين اطراف العملية السياسية ولم يكن عن ضعف او انعدام الحجة، وانما ترفع وحرص على تصفية الاجواء، لكن مطالبة المراقبين والمواطنين اجبرتنا على هذا التوضيح، آملين ان تتوقف ماكينة التزوير والتزييف، ونتجه نحو البناء والإعمار وإصلاح العلاقات بين مكوّنات العملية السياسية".
&