أكدت واشنطن على لسان مسؤولين أميركيين كبيرين اليوم دعمها للمالكي في رفض تشكيل حكومة طوارئ في العراق، معتبرة أنها مخالفة للدستور، داعية إلى تشكيل حكومة شاملة في أسرع وقت ممكن.


لندن: قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية ماري هارف في مؤتمر صحافي في واشنطن إن بلادها لا تؤيد تشكيل حكومة طوارئ موقتة لأنها "عملية منفصلة عن اطار الدستور". واضافت: "نحن بطبيعة الحال لا نؤيد هذا الشيء، وهو الامر الذي رفضه رئيس الوزراء نوري المالكي ايضًا".

وأوضحت أن المالكي قد اكد لوزير الخارجية جون كيري خلال اجتماعهما الاثنين الماضي التزام الحكومة العراقية في تشكيل الحكومة الجديدة وفق الدستور، وما انتجت عنه الانتخابات البرلمانية. وشددت على ضرورة تشكيل "حكومة شاملة طبقاً للعملية الدستورية في اسرع وقت ممكن" معتبرة ان "ذلك هو ما يحتاج اليه العراق حاليا".

ورفضت هارف تأكيد التقارير التي تحدثت عن مساعدات عسكرية من قبل إيران وسوريا إلى العراق ودعت دول جوار العراق إلى "عدم تأجيج التطرف والانقسامات الطائفية. واكدت المتحدثة الاميركية على ضرورة تشكيل حكومة شاملة طبقا للعملية الدستورية في اسرع وقت ممكن، معتبرة أن "ذلك هو ما يحتاج اليه العراق حاليًا.

ومن جهته، قال وزير الخارجية الاميركي جون كيري، اليوم الخميس، إن بلاده لم تطالب العراق بتشكيل حكومة انقاذ وطني، واشار إلى أن الإدارة الأميركية دأبت على حث القادة العراقيين على تشكيل حكومة توحد العراقيين جميعاً وبأسرع وقت ممكن.

واضاف كيري عقب لقائه مسؤولين في حلف شمال الأطلسي "الناتو" في بروكسل إن محادثاته مع المالكي والمسؤولين العراقيين في وقت سابق هذا الأسبوع لم تتناول مفهوم حكومة إنقاذ وطني.. موضحاً أن "بلاده لم تطرح هذا المطلب وإنه لم يطرحه أثناء مباحثاته الأخيرة مع المسؤولين العراقيين في بغداد". واشار إلى أن "الإدارة الأميركية دأبت على حث القادة العراقيين على تشكيل حكومة توحد العراقيين جميعًا وبأسرع وقت ممكن".

وكان المالكي رفض امس الدعوات التي اطلقتها قوى سياسية، في مقدمتها الوطنية بزعامة اياد علاوي، ومتحدون للاصلاح بزعامة اسامة النجيفي، وجبهة الحوار الوطني بزعامة صالح المطلك، لتشكيل حكومة انقاذ وطني، ووصفها بأنها محاولات لمصادرة ارادة الناخبين والالتفاف على الاستحقاقات الدستورية وانقلاب على الدستور والعملية السياسية.

يأتي هذا الموقف الاميركي في وقت أعلن نائب الرئيس العراقي خضير الخزاعي امس أن الرئاسة ستصدر خلال يومين المقبلين مرسومًا جمهوريًا لانعقاد مجلس النواب الجديد الثلاثاء المقبل لتولي مهمة اختيار الرئاسات الثلاث، فيما توقع مصدر نيابي عراقي صدور المرسوم اليوم الخميس، وأن تكون جلسته الاولى هذه الثلاثاء المقبل بروتوكولية ومن دون نتائج حاسمة.

وأكد الخزاعي خلال اجتماعه في بغداد الاربعاء مع مساعد وزير الخارجية الاميركي بريت ماكورك والسفيرالاميركي ستيفن بيكروفت، حيث تم بحث التطورات الامنية والسياسية في العراق.. التزام رئاسة الجمهورية بالمسار السياسي والديمقراطي للعملية السياسية في البلاد والتوقيتات الدستورية..

وأشار إلى أنّ رئاسة الجمهورية ستصدر مرسومًا جمهوريًا خلال اليومين المقبلين تدعو خلاله البرلمان الجديد لعقد اولى جلساته. وشدد على أن العملية السياسية لن يعوق تقدمها الارهاب والجماعات المسلحة". وستتولى الجلسة الاولى للبرلمان اختيار الرئاسات الثلاث للجمهورية والبرلمان والحكومة.

يذكر أن العراق يعاني حاليًا من انهيارات امنية خطيرة دفعت برئيس الوزراء نوري المالكي إلى إعلان حالة التأهب القصوى في البلاد في العاشر من الشهر الحالي بعد سيطرة مسلحي داعش على محافظة نينوى بالكامل وتقدمهم نحو محافظات صلاح الدين وكركوك وديإلى والانبار وسيطرتهم على بعض مناطقها قبل أن تتمكن القوات الأمنية من استعادة السيطرة على العديد من المناطق.