قال وزير المالية العراقي السابق رافع العيساوي إن العراق يتفكك الآن، وإن السنة قادرين على إلحاق الهزيمة النكراء بالمسلحين، بشرط واحد... أن يتنحى نوري المالكي عن رئاسة الوزراء.

إعداد عبدالاله مجيد: في مقابلة مع صحيفة فايننشيال تايمز، أكد وزير المالية العراقي السابق رافع العيساوي أن سنة العراق قادرون على الحاق الهزيمة بالمسلحين إذا شُكلت حكومة جديدة جامعة لا يكون نوري المالكي رئيسها.

وأجرى الشخصية السياسة العراقية البارزة محادثات بشأن الحكومة الجديدة مع مسؤولين اميركيين وسياسيين كرد وشيعة، في اطار البحث عن حل سياسي للأزمة التي تهدد بتفكك العراق.

تفكك العراق

ونوه العيساوي بدعوة وزير الخارجية الاميركي جون كيري خلال زيارته للعراق إلى ضرورة التحرك السريع والشروع بمفاوضات بين ممثلي المكونات الرئيسية للشعب العراقي، من اجل تشكيل حكومة شاملة. وقال العيساوي: "تفكك العراق يحدث الآن".

وجاءت تصريحات العيساوي عقب تحذير رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني من أن بقاء المالكي يدفع الكرد إلى العمل من اجل الاستقلال.
وكان العيساوي غادر محافظة الانبار بعد أن اعتقلت اجهزة المالكي الأمنية افراد حمايته في اواخر العام 2012، بتهمة ضلوعهم في أنشطة ارهابية، وهي تهمة يرفضها العيساوي قائلا انها ذات دوافع سياسية.

شرعية في الشارع

يتسم موقف العيساوي بأهمية بالغة لأن ما تعرض له من ملاحقات يعكس بنظر الغالبية العظمى من السنة ما يتعرض له ابناؤهم على ايدي الأجهزة التي ترتبط مباشرة بمكتب المالكي. كما ارتبطت قضيته باندلاع موجة الاحتجاجات والاعتصامات التي اجتاحت المحافظات السنية منذ اواخر العام 2012.

وقال توبي دوج، الباحث المختص بشؤون العراق في كلية لندن للاقتصاد: "العيساوي هو السياسي السني الوحيد الذي له شرعية في الشارع".

والمعروف أن العشائر السنية قامت بدور حاسم في قصم ظهر تنظيم القاعدة في العام 2007 ولكنها ترفض الآن القتال تحت راية المالكي بعد الذي فعله برجال الصحوات، بما في ذلك تراجعه عن تعهداته السابقة بدمجهم في المنظومة الأمنية العراقية أو تأهيلهم مهنيًا لتعيينهم في وظائف أخرى.

إنهاء التمييز

قال العيساوي لفايننشيال تايمز: "نحن سنطرد المسلحين إذا رأينا حقوقنا تتحقق". وحمَّل العيساوي رئيس الوزراء المنتهية ولايته مسؤولية انهيار الجيش العراقي قائلا أن المالكي هو الذي فتح الطريق امام المسلحين في المحافظات السنية، لأنه لم يستجب للمطالب الشعبية، مثل الافراج عن آلاف السنة المعتقلين من دون تهم أو محاكمة، وانهاء التمييز ضد السنة في تجنيدهم للانخراط في صفوف القوات المسلحة أو في تنفيذ قانون اجتثاث البعث انتقائيًا ضدهم.

وقال العيساوي انه لتغيير هذا الوضع، "نحتاج لتلبية حاجات المحافظات السنية، وحينذاك سنكون قادرين على الحاق الهزيمة بالمسلحين". واضاف: "ذلك سيكون صعبًا لكنه ممكن".

صلاحيات سنية

أعرب العيساوي عن تأييده للدعوة إلى محاربة المسلحين بالضربات الجوية، شريطة ألا تكون القوة الضاربة بيد هذه الحكومة أو الميليشيات الشيعية. كما أيد منح المحافظات السنية صلاحيات أوسع لادارة شؤونها على غرار المحافظات الثلاث التي تشكل اقليم كردستان في اطار النظام الفيدرالي.

وعاد العيساوي إلى معركته السياسية مع المالكي قائلا أن احد موظفيه في وزارة المالية اكتشف قبل ثلاثة اشهر على اعتقال افراد حمايته أدلة على وجود محاولة لسحب 7 مليارات دولار من الوزارة بناء على اوامر صادرة عن حكومة المالكي.

وتمكن الموظف من تصوير اللص. وبدلا من فتح تحقيق طلبت حكومة المالكي من الموظف الذي اكتشف محاولة السرقة أن يستقيل.

لمرشح غير المالكي

ولاحظ العيساوي أن هناك مرشحين آخرين لرئاسة الحكومة من داخل البيت الشيعي مثل ابراهيم الجعفري رئيس الوزراء السابق وعادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية السابق واحمد الجلبي زعيم المؤتمر الوطني.

وأكد العيساوي قائلًا: "ليس لدينا اعتراض، لكن عليهم أن يقدموا مرشحًا مناسبًا خلال الأيام القليلة المقبلة". واشار العيساوي إلى أن الأحزاب الشيعية تتعرض لضغوط ايرانية، ومن هنا ترددها في ترشيح رئيس وزراء من كتلة أخرى غير كتلة المالكي.