يبدو أن شهر العسل بين داعش والتنظيمات المسلحة في العراق، والذي حقق انتصارات عسكرية واسعة على الأرض، قد انتهى قبل اكتماله بالإعدام والاختطاف والقتال الذي أسقط العشرات من عناصر الطرفين، الامر الذي ينذر بتقلص قدرات المسلحين على تحقيق هدفهم المعلن بالسيطرة على البلاد واسقاط نظامها.


لندن: تشهد ساحات العمليات المسلحة في العراق منذ الساعات الاخيرة اشتباكات وعمليات إعدام واختطاف بين مسلحي تنظيم دولة العراق والشام الاسلامية "داعش" وتنظيم جيش النقشبندية بزعامة نائب الرئيس العراقي السابق عزة الدوري والجيش الاسلامي في العراق وجيش انصار السنة بسبب محاولات داعش الهيمنة على المشهد العسكري وفرض سيطرته الكاملة على ساحات المواجهات العسكرية واخضاع الجماعات المسلحة الاخرى لإرادته وممارساته على الارض.

ففي محافظة كركوك (225 كم شمال شرق بغداد) تستمر اشتباكات بين تنظيمي داعش وجيش النقشبندية في عدد من قرى ناحية الرياض جنوب غرب المحافظة في تنافس على كسب مواطئ قدم على الارض، واثر اعلان داعش مصادرة السلاح من جميع التنظيمات المسلحة الأخرى وعدم السماح لها بأي نشاط الا بعد مبايعتها.

وقد قتل في هذه الاشتباكات 17 مسلحًا من عناصر التنظيمين بينهم 9 من افراد جيش النقشبندية و8 من عناصر داعش الذي قام ايضاً بإختطاف أحد قيادي النقشبندية، وهو عضو بقيادة قطر العراق لحزب البعث المنحل قرب منطقة حمرين جنوب كركوك.

وعلى الصعيد نفسه، اكد مصدر أمني في محافظة ديالى (65 كم شمال شرق بغداد) اعدام تنظيم داعش ثلاثة من أشقاء قيادي بارز في تنظيم الجيش الإسلامي. وقال المصدر إن "داعش اعدم ثلاثة من اشقاء القيادي في الجيش الاسلامي هو ابو جاسم الجبوري بأطراف منطقة حمرين (55 كم شمال شرق بعقوبة) عاصمة المحافظة. واشار الى أن اعدام اشقاء الجبوري ادى الى تأزم العلاقة بين داعش والجيش الاسلامي وسط تأكيدات بأن الجبوري توعد بالانتقام لأشقائه.

جاء ذلك بعد يوم من تأكيد الشيخ أحمد الدباش مؤسس الجيش الإسلامي في العراق أن رجاله يحاربون جنبًا إلى جنب مع عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام من أجل استرداد بغداد حتى لو كان ذلك يعني التسبب بدفع البلاد نحو حرب أهلية.

وأوضح أحمد الدباش (47 عامًا)، في تصريح صحافي، أن الآلاف من رجاله يشاركون بالفعل في العمليات المسلحة التي يقودها تنظيم داعش عبر شمال العراق، والتي باتت تهدد الآن أبواب العاصمة بغداد. وأكد الدباش أن جيشه لا يتشارك الفكر المتطرف نفسه مع داعش ملمحًا في هذا السياق إلى أن رجاله قد يلجأون يومًا ما لحمل السلاح ضد زملائهم الجهاديين.

وقد شارك الجيش الإسلامي في البداية مع القاعدة بعمليات قتالية ضد قوات التحالف الغربي اثر احتلال العراق عام 2003 في جميع أنحاء العراق حتى بات الدباش واحدًا من أبرز المطلوبين من جانب واشنطن لدرجة إن الحكومة الأميركية وصفته بأنه واحد من الإرهابيين البارزين في عام 2006.
&
داعش يقيم محاكم شرعية

وفي محافظة ديالى نفسها، أصدر تنظيم داعش وثيقة أسماها "وثيقة السعدية" تم نشرها في اطراف ناحية السعدية بالمحافظة تمنع رفع أية راية غير راية التنظيم. ونقلت وكالة "السومرية نيوز" عن مصدر في الناحية قوله إن "الوثيقة تتلخص بثلاث نقاط رئيسية يمنع فيها التنظيم رفع أي راية غير رايته (والالتزام بقرارات المحكمة الشرعية للتنظيم، اضافة الى تحذير من فتح أي قنوات تعاون مع اعداء داعش.

كما شكل التنظيم 4 محاكم شرعية في محافظة نينوى (375 كم شمال غرب بغداد) حيث استخدم كنيسة وثلاثة جوامع مقرات لمحاكمه، اضافة الى تشكيل محكمة شرعية أخرى في محافظة صلاح الدين وعاصمتها تكريت (175 كم شمال غرب بغداد).

وأعلن داعش اخضاع جميع سكان المناطق تحت سيطرته لإحكام هذه المحاكم، منذرًا بعقوبات صارمة ضد المخالفين للشريعة الاسلامية. وفي قضاء بيجي التابع لمحافظة صلاح الدين، انشأ داعش محكمة شرعية في منطقة الصينية التي يسيطر عليها المسلحون بشكل كامل.