دعا مقاتل بريطاني متشدد ينتمي لدولة العراق وبلاد الشام الإسلامية الجهاديين البريطانيين&للعودة إلى ديارهم، وحث المسلمين في المملكة المتحدة على هجمات انتقامية ثأراً لمقتل طالبة سعودية.


نصر المجالي: قال أبو رشاش البريطاني إن أبو بكر البغدادي زعيم (داعش) أصدر أوامر له، ولـ"الجهاديين" البريطانيين إلى العودة بعد انتهاء القتال في العراق وسوريا. ودعا أبو رشاش في تغريدات على موقع (تويتر)، المسلمين في بريطانيا لحمل "السكاكين" والانتقام بالقتل، ثأراً لمقتل طالبة الدكتوراه السعودية ناهد المانع (32 عاماً) في مدينة كولستر بمقاطعة إيسيكس.

ونشرت صحيفة (التايمز) اللندنية، تقريراً على صفحتها الأولى قالت فيه إن الطالبة السعودية قتلت طعناً بالسكين صبيحة الثلاثاء الماضي، وهي في طريقها للجامعة "بسبب زيّها الإسلامي".

وأضاف تقرير محرر الحوادث في (التايمز) شون أونيل أن الشرطة قالت إن أحد الخطوط الرئيسية في التحقيق في الجريمة هو أن الفتاة كانت ترتدي العباءة والحجاب. وقالت شرطة مقاطعة ايسيكس، حيث وقع الحادث، إنها تتعامل مع جرائم الكراهية بجدية تامة، ولكن لا توجد لديها أدلة كافية على أن الفتاة قتلت بسبب دينها.

دراسة التهديدات

وإلى ذلك، فإن محققي مكافحة الارهاب في لندن بدأوا بدراسة عميقة لتهديدات أبو رشاش البريطاني، وكذلك أوامر أبو بكر البغدادي لعودة الجهاديين البريطانيين الى بلادهم، وما يحتمل أن يكون وراء ذلك من تهديد للمملكة المتحدة.

وهذه هي المرة الأولى التي تصدر فيها&أوامر علنية من البغدادي، الذي رصدت الولايات المتحدة مبلغ عشرة ملايين دولار، مقابل القبض عليه، لمقاتليه البريطانيين ممن هم على درجة عالية من التدريب، بالعودة إلى ديارهم للقيام بعمليات (جهادية).

وقال أبو رشاش في تغريداته: "كيف يتجرأ هؤلاء على مسِّ مسلمة، لقد خرج هؤلاء الكفار عن السيطرة، وإنني أدعو أي أخ لتناول سكين والقتل كما فعلوا في كولشستر".

وقارن في تغريدة أخرى بين مقتل الجندي البريطاني لي ريغي على أيدي متشددين نيجيريين مسلمين العام الفائت، وبين مقتل الطالبة السعودية قائلاً: هم قتلوا جندياً، أما هؤلاء القتلة في كولشستر قتلوا بدم بارد ضحية بريئة.

تحذيرات كاميرون

وكان رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون حذر يوم الأربعاء من أن بريطانيا لا تستطيع أن تتجاهل الفوضى في العراق وسوريا بسبب المخاطر والتهديدات التي يمكن أن يسببها "الجهاديون البريطانيون" في حال العودة إلى المملكة المتحدة.

وشدد كاميرون على أن بريطانيا لن تتساهل حيال اقامة "نظام اسلامي متطرف" في العراق من قبل الجهاديين "الذين يعتزمون ايضاً مهاجمتنا هنا" في بريطانيا.

واعلن رئيس الوزراء البريطاني أمام مجلس العموم أثناء جلسة المساءلة الاسبوعية، "أخالف رأي الذين يعتبرون أن الوضع لا علاقة له بنا، وان قيام نظام اسلامي متطرف في العراق لن يؤثر علينا. إن الذين ينتمون إلى هذا النظام، واضافة الى رغبتهم في زيادة مساحة سيطرتهم، يعتزمون ايضًا مهاجمتنا هنا" في بريطانيا.

واضاف كاميرون أن تهديد الجهاديين البريطانيين العائدين إلى البلاد لتنفيذ هجمات ارهابية بات "اكثر خطورة لدى العائدين من سوريا والعراق منه للعائدين من منطقة افغانستان وباكستان".

تشريع ضد الارهاب

وقال "سنضع تشريعًا يجعل من التخطيط لهجمات ارهابية في الخارج امرًا غير قانوني. لقد اعتقلنا اناسًا على الحدود، وصادرنا جوازات سفرهم".

واضاف كاميرون الذي ترأس اجتماعًا لمجلس الامن القومي، بعد ظهر الأربعاء، لتقييم الوضع، "نقدر حتى اليوم عدد البريطانيين الذين يقاتلون في صفوف تنظيم (الدولة الاسلامية في العراق والشام) بـ400، لكن هذا الرقم يستند إلى ما يحصل في سوريا اكثر منه في العراق حيث لدينا القليل جداً من المعلومات".

ويشار في الختام، الى أن البغدادي المعروق باسم (الشبح)، زعيم تنظيم (داعش)، يسيطر على ما بين ثلاثة آلاف وخمسة آلاف مقاتل صادر وتركز أجهزة الأمن على التهديد الذي تشكله عودة المقاتلين الأجانب. ورغم أنه يطلق على البغدادي لقب (أسامة بن لادن الجديد) إلا أن شبكة القاعدة بزعامة المصري أيمن الظواهري نأت بنفسها عن أفعاله.