روما: دعا البابا في مباركته التقليدية لمناسبة عيد الميلاد الخميس الى وقف "الاضطهاد الوحشي" للجهاديين في العراق وسوريا ومناطق اخرى في العالم من نيجيريا الى باكستان منددا باعمال العنف بحق الاطفال وسط حالة من "اللا مبالاة". وبدا البابا متأثرا ومستاء في الرسالة التي وجّهها الى 1,2 مليار كاثوليكي على خلفية حروب وتطرف ديني.

ومن دون ان يسمّيه شدد البابا على تجاوزات تنظيم "الدولة الاسلامية". وقال "اسأل الله المخلص ان ينظر الى اخواننا واخواتنا في العراق وسوريا الذين يعانون منذ زمن من آثار النزاع الحالي والى الذين يتعرّضون لاضطهاد وحشي، لانهم ينتمون الى مجموعات اتنية ودينية مختلفة".

واشار لبابا في الرسالة التي نقلتها تلفزيونات العالم الى "الاشخاص المشتتين النازحين واللاجئين من اطفال وراشدين ومسنين في المنطقة والعالم اجمع". واعرب عن الامل في "ان يحصلوا على المساعدات الانسانية اللازمة للاستمرار في فصل الشتاء وان يعودوا الى ديارهم". والرسالة تتعلق بـ150 الف مسيحي عراقي فروا من تنظيم "الدولة الاسلامية" امضوا ميلادا حزينا في بغداد او مخيمات في كردستان العراق.

وقال غسان المسيحي الكلداني وهو يضم ابنه في السابعة من العمر في قاعة مدرسة في بغداد حيث لجأ "ليس هناك مستقبل هنا. اي مستقبل ينتظر اولادي؟ ما يضمن ان يبقوا على قيد الحياة؟". واضاف البابا "فليواسي المسيح اسر الاولاد الذين قتلوا في باكستان في الاسبوع الماضي" في اشارة الى الاشخاص الـ149، وبينهم 133 طالبا الذين قتلوا في بيشاور على يد مجموعة من طالبان.

ودعا "لان يعم السلام في نيجيريا، حيث تتم مجددا اراقة الدماء، وينتزع العديد من الافراد من كنف اسرهم، ويحتجزون رهائن او يقتلون" على يد جماعة بوكو حرام الاسلامية.
وفرضت ولايتان في شمال شرق نيجيريا قيودا صارمة على التجول خشية من هجمات لبوكو حرام خلال عيد الميلاد. وغصت ساحة القديس بطرس بالزوار الذين قدر عددهم بـ100 الف شخص.

ووجه البابا رسالة قوية حول استغلال الاطفال في العالم وقال "هناك الكثير من الاطفال الذين يتعرضون لتجاوزات ويتم استغلالهم امام اعيننا ووسط صمتنا". واشار الى "الاطفال الذين يقتلون تحت القصف بما في ذلك حيث ولد المسيح (في الارض المقدسة)".

ومنددا ايضا بـ"اللامبالاة" اسف البابا للاطفال "الذين يقتلون قبل ان يبصروا النور" في ادانة ضمنية للاجهاض. وقال البابا "فلينقذ المسيح الاطفال الكثيرين ضحايا العنف والاتجار او الاطفال الجنود". كما دعا الى الحوار في ليبيا وجنوب السودان وجمهورية افريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديموقراطية لكي يعم السلام.

واعرب عن تضامنه مع الضحايا الافارقة لفيروس ايبولا مجددا "دعوة ملحة الى تقديم المساعدة والعلاج اللازمين". وفي سيراليون منعت الاحتفالات بعيد الميلاد ورأس السنة في اطار مكافحة وباء ايبولا الذي ينتشر ايضا في غينيا حيث اعلن منع الاحتفالات في نهاية السنة "طبقا للضرورات الصحية" وليبيريا حيث لم تمنع احتفالات لكن الكثير من السكان يستعدون لنهاية سنة حزينة اثرت على القدرات الشرائية للدول الثلاث.

وهذه السنة الثانية التي يترأس فيها البابا فرنسيس الذين بلغ الثامنة والسبعين من العمر ويتمتع بشعبية كبيرة في العالم، قداس عيد الميلاد. وليل الاربعاء الخميس وفي قداس منتصف الليل، طلب البابا من الكاثوليك مواجهة الاوضاع "الصعبة جدا" بـ"المحبة والاعتدال".

ووجه البابا رسالة بالفيديو الى الكوريين الذين ذكرهم بزيارته في آب/اغسطس الماضي الى كوريا الجنوبية. واكد في هذه الرسالة التي بثتها القناة الكورية الجنوبية كي بي اس ان "الاحتفال الكبير على شرف الشهداء (الكاثوليك في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر في كوريا) واللقاءات ما زالت حية في ذاكرتي".

من جهة اخرى، وجه الرئيس الايراني حسن روحاني تمنياته بعيد الميلاد الى قادة العالم والبابا فرنسيس آملا في التعاون من اجل "نشر السلام والامن والرفاهية في العالم". وفي رسالة الى الحبر الاعظم ندد روحاني، وهو رجل دين معتدل بالذين "يحاولون احداث انقسامات بالعنف ويقضون على الكرامة الانسانية". وفي كوبا سبقت الاحتفالات هدية لم يكن الكوبيون يتوقعونها تتمثل بالتقارب مع الولايات المتحدة.

وقد منعت وينجو كبرى مدن اقليم جيجيانغ شرق الصين، التي تضم عددا كبيرا من المسيحيين، عددا من المدارس من الاحتفال بعيد الميلاد، معتبرة انه "غربي". وذكرت صحيفة غلوبال تايمز الخميس ان وزارة التعليم في الحكومة المحلية امرت بعدم تنظيم اي حدث "مرتبط بعيد لميلاد" في المدارس والمعاهد والجامعات، مؤكدة ضرورة "تشجيع المدارس على مزيد من الاهتمام بالاعياد التقليدية الصينية".

وتوصف وينجو بانها "قدس الشرق" نظرا الى نشاط البناء والى وجود عدد كبير من المسيحيين فيها. وفي جامعة تشيان شمال الصين منعت اي احتفالات بليلة الميلاد، واجبر الطلاب على مشاهدة افلام طويلة تمجد الفيلسوف كونفوشيوس، كما ذكرت شبكات للتواصل الاجتماعي.

وكان طلب البابا فرنسيس الاربعاء من الكاثوليك مواجهة الاوضاع "الصعبة جدا" ب"المحبة والاعتدال" وذلك في عظته خلال قداس الميلاد بالفاتيكان.

&ودعا المؤمنين في العالم باسره للصلاة حتى في ظل الصعوبات والنزاع والحروب "ايها السيد، اعطني النعمة والمحبة في الاوضاع الحياتية الصعبة جدا، اعطني النعمة لمواجهة كل ما احتاج اليه والاعتدال في اي نزاع".
&
وامام حوالى خمسة الاف شخص تجمعوا في كاتدرائية القديس بطرس، القى البابا عظة "خلال قداس منتصف الليل" الاحتفالي في ذكرى ميلاد يسوع المسيح بمغارة بيت لحم.
&
واضاف البابا الارجنتيني في عظته وهو يتأمل وجه المسيح الذي رفع عن تمثال يمثله وشاحا عند بدء القداس "بما ان العالم يحتاج الى المحبة اليوم، هل نملك الشجاعة كي نتقبل بمحبة الاوضاع الصعبة والمشاكل من الذي يقف الى جانبنا او اننا نفضل الحلول الموضوعية وربما الانجع ولكنها تفتقد الى حرارة الانجيل؟".
&
وفي حديثه عن "الحلول الموضوعية والفعالة"، ندد البابا بانحراف المجتمع المعاصر وكذلك ببعض زعماء الكنيسة الذين انتقدهم بقسوة في خطاب القاه الاثنين &حول "الافراط في في التخطيط واللامبالاة تجاه الاخرين".
&
وقال ايضا ان "البسطاء رأوا نور هبة الله" في الميلاد ولكن "المتغطرسين الذين يقيمون القوانين حسب معاييرهم الشخصية والذين يمارسون عادات منغلقة لم يروه".
&
وقال ايضا "يجب ان نواجه الحياة بالطيبة والوداعة". واضاف في الميلاد "الله مغرم بطفولتنا واراد ان يكون طفلا كي يلتقي بنا". واوضح "هو يتحمل ضعفنا والامنا وقلقنا ورغباتنا وحدودنا" ولكنه لم يشر الى اوضاع محددة.
&
واعتبر البابا ايضا ان الله "كان ربما عدل" عن ارسال يسوع الى الارض "لمواجهة فساد الرجال والشعوب" ولكنه اظهر "صبره".
&