القاهرة: قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن مصر لم تبادر في أي مرحلة بأي موقف سيء تجاه تركيا/ ولكن هناك مواقف من الصعب تفهمها وهي مسألة من وجهة نظرنا متضاربة ومتناقضة ولا نعلم من يعبر عن الموقف التركي.
&
وأضاف شكري خلال مؤتمر صحافي عقده اليوم لاستعراض حصاد عام 2014: هناك اليوم عبارات "ناقضة وأمس عبارات إيجابية منفتحة"، ثم يأتي من ينقضها وأصبحت حلقة لن نضيع جهدنا في محاولة التعقيب عليها لأنها إساءات أصبحت مستهجنة على المستوى العالمي، وظهر هذا الاستهجان في فقد تركيا لمقعد غير دائم في مجلس الأمن ووجود حالة من عدم الثقة الدولية للسياسات التي تنتهجها تركيا وإنتهاجها مواقف عدائية ليس لها ما يبررها.
&
ووصف شكري العلاقات الشعبية بين البلدين بأنها علاقات قديمة مستمرة، ويكن الشعب المصري للتركي كل الاحترام والتقدير والمودة، ونحن واثقون من أن الشعب التركي له التقدير نفسه تجاه الشعب المصري.. أما السياسة فهذه ربما مدفوعة بفكر عقائدي ووجهة نظر تهدف الى تحقيق مصلحة على حساب المنطقة العربية وعلى حساب مصر، ولكن بدون شك هذه السياسة ليست إيجابية، ولا تسهم في التقارب بين مصر وتركيا، ولكن عندما تستقر وتأخذ منحى آخر يبعد عن التدخل في شؤون مصر ومحاولة الانقضاض على إرادة الشعب المصري يكون دائما عندنا الرد والاستعداد والتفاعل الايجابي، ولكن لن نجهد أنفسنا في أن نوضح قصور هذا التوجه التركي، ولن نشتت جهودنا في كل مناسبة أن نعلق على الاعتداءات التركية والتي مللنا منها.
&
وردا على سؤال حول التقارب السعودي الإيراني - الأميركي وإذا كانت لمصر خطوة تجاه إيران.. قال شكري إن هذا الامر من التعقيد أن نصوره بهذه البساطة ولا أعلم إذا كانا هناك بوادر تقارب سعودي إيراني.
&
وأضاف ..على حد علمي هناك بعض المؤشرات لم تكتمل، والمفاوضات الجارية ليست مع أميركا فقط، وإنما بين إيران والدول الست لازالت لم تصل إلى نتيجة، ونأمل أن تصل الى نتيجة تؤكد على عدم توجه إيران نحو حيازة سلاح نووي، وهو الذي سيقلب التوازن الاستراتيجي في المنطقة، ويؤدي إلى مخاطر ضخمة لإنتشار الاسلحة النووية فإذا ما تم التوصل الى حل سياسي للأزمة فهو مكسب للمنطقة واستقرارها، لأن إيران دولة كبيرة تحظى بإمكانيات.. ودولة لها وجودها وتأثيرها في محيطها الاقليمي، وعلينا أن نتعامل معها في إطار من المصلحة المتبادلة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية مع الأخذ في الاعتبار أن الكيان العربي كتلة واحدة والأمن القومي العربي كتلة واحدة وأمن الخليج هو جزء من الأمن القومي المصري والعكس صحيح، وعندما تكون الظروف مواتية لكل هذه العناصر بشكل يخدم المصلحتين العربية والايرانية والمصرية فنحن شركاء في هذه المنطقة، ولا بد أن نصل الى نقطة ارتكاز مبنية على مبادئ تحقق المصلحة للجميع.
&
وحول ارتباك العلاقات المصرية - الأميركية من ناحية ومع الاتحاد الأوروبي بسبب الملف الحقوقي المصري، قال شكري إن هناك اهتماما من الدول الاوروبية بالملف الحقوقي ولكن ليس من المقبول أن يدعي أحد أنه أكثر حرصا على مصلحة الشعب المصري من الشعب المصري نفسه ومن يضعون ثقتهم في من يمثلهم.. لافتا الى أن الشعب المصري استطاع خلال 4 سنوات أن يغير نظامين للحكم من خلال قدرته على التأثير والتصدي لما لا يراه غير مناسب، وفي النهاية الشعب المصري هو الذي يحكم على الملف الحقوقي وهو الذي يحكم على المناخ الحقوقي في مصر إذا ما كان راضيا عما هو متوافر عن ملف حقوق الانسان وكرامة الشعب المصري وقادر على تحقيق العدالة الاجتماعية ولن يتخاذل عما حققه الشعب المصري من طموحات والتفاعل مع الشركاء لبناء القدرات والاستفادة من تجاربهم وهي تجارب يحتذى بها ولابد من مراعاة خصوصيات كل مجتمع ولا يمكن أن نقبل حكما غير حكم الشعب المصري على أوضاعه، فهو صاحب القرار، ويضع ثقتة في قيادته، وله أن يقدر ويشير إلى رضاه عن أوضاعه، ولا يمكن أن يكون لطرف أجنبي أن يحدد ويصف ما يحدث في مصر بوصف لايكون متسقا مع ما يراه الشعب المصري.
&
وحول سد النهضة الإثيوبي ومخاطره على الأمن المائي المصري والتحرك المصري خلال المرحلة المقبلة أكد شكري أن هناك إدراكا مصريا كاملا لما يمثله السد من مخاطر وما هي المراحل المختلفة لبنائه وكيف يتم ادارة المفاوضات على المستوى الفني والسياسي وتوقيتات إدارة الملف.
&
وقال إنه إذا تجاوز الموضوع فكرة المفاوضات سيصبح من العبث الاستمرار فيها من الأساس، لافتا إلى ان المرحلة التي نحن بها الآن هي مرحلة بناء الثقة وتحديد مبادئ وإقرار مبدأ عدم الاضرار بأي طرف من الطرفيين والعمل على الشق الآخر وهو التنمية، سواء كان من خلال السد والعلاقات المصرية -الاثيوبية والاستثمارات والاستفادة مما يتم من فرص تنموية في أثيوبيا.
&
وفيما يتعلق بعلاقة بلاده مع قطر قال شكري :من الواضح أن هناك رغبة للم الشمل وتجاوز هذه الفترة لبناء جسور من التواصل بين البلدين تتسق مع رغبة الشعبين وتقديرهما المتبادل .واكد ضرورة أن يأخذ هذا التوجه شكلا عمليا في إطار تركيز السياسات وأن تكون التوجهات متسقة مع الإطار العربي العام ..
&
وفي ما يخص العلاقات المصرية - الأميركية وموعد اجراء الحوار الاستراتيجي بين البلدين قال شكري إن الحوار الاستراتيجي المصري الأميركي جرى تأجيله لتعارض موعده مع ارتباطات بوزير الخارجية الأميركي جون كيري.. لافتا إلى أنه تلقى اتصالا من كيري أشار خلاله إلى أنه سيوافي القاهرة بموعدين بديلين لعقد الحوار الاستراتيجي ..متوقعا أن يكونا بعد فترة الأعياد.
&
من ناحية أخرى وردا على سؤال حول مشاركة مؤسسات دولية في متابعة الانتخابات البرلمانية المقبلة في مصر قال شكري إن متابعة الانتخابات أمر يرجع الى اللجنة العليا للانتخابات.. مؤكدا أنه فور صدور قرار بهذا الشأن من اللجنة ستتم إحاطة كل الدول به لتقرر الأسلوب الذي سوف تفعله للمشاركة والمتابعة، وهذا مرهون بقرار اللجنة ..مؤكدا انه إذا اتخذ القرار من اللجنة العليا للانتخابات سنشجع شركاءنا على التواجد.
&
وأكد أن مصر نجحت في التصدي للهجمات بعد ثورة 30 يونيو والهجمة الشرسة التي تعرضت لها من أطراف عديدة لعدم الادراك والفهم الكامل لحقيقة الأوضاع في مصر ..كما أن هناك أطرافا كان لها مصلحة في الترويج للفهم المغلوط واستخدام ذلك لتطويع إرادة الشعب المصري التي تمثلت في ثورة 30 يونيو.
&
وأشار إلى أنه تدريجيا كان هناك تحول في مواقف بعض الدول تجاه مصر وأطراف كانت لها تركيزها على قضايا بعينها وحاولوا استغلال الفرصة في إيجاد مساحة اوسع للنفاذ إلى الدوائر المصرية، ولكن هذه الهجمات هدأت الآن بفضل تكاتف أجهزة الدولة جميعا.
&
وأوضح أن وجود قيادة سياسية عقب الانتخابات الرئاسية تتمتع برصيد شعبي ووطني في مصر مثل أرضية مواتية لأن يتم صياغة سياسة مصرية تستعيد وضعها الإقليمي وقدرتها على التأثير في محيطها العربي والإقليمي وكان هناك جهد مبذول لاستعادة صلات مصر على الساحتين الافريقية والعربية وكانت هناك رغبة في عودة مصر من تلك الأطراف.