أسفرت الحوادث الجوية الأخيرة بما فيها تحطم ثلاث طائرات ماليزية وطائرة جزائرية عن خوف واسع النطاق من السفر جوًا. ويقول خبراء إنه شعور طبيعي يعقب كل حادث، ولكن الخوف من السفر جوًا خوف لا اساس له وغير عقلاني على الاطلاق.

إعداد عبد الاله مجيد: تؤكد الاحصاءات أن السفر جوًا طريقة أمينة إلى حد يثير الملل بسبب خلوه من الحوادث عمومًا، سواء كانت الاحصاءات تتحدث عن شركات طيران أميركية عملاقة أو ناقلات وطنية أخرى في انحاء العالم.

ويبين أحدث تقرير عن السلامة الجوية في العالم أن عام 2013 شهد 90 حادثاً جوياً تعرضت لها طائرات ركاب مدنية، ولكن تسعة حوادث فقط أسفرت عن مقتل اشخاص بلغ عددهم الاجمالي 173 شخصًا.

وقد يبدو هذا الرقم كبيرًا، وإذا عرفنا أن 350 شخصاً قُتلوا في تحطم الطائرتين الماليزيتين خلال الأيام الماضية، فإن الأرقام قد تبدو حتى ضخمة. ولكنها ارقام مأخوذة خارج سياقها المتمثل باقلاع نحو 32 مليون طائرة في رحلات جوية عام 2013، بحسب أرقام المنظمة الدولية للطيران المدني.

ويعني هذا أن أقل من رحلة واحدة من بين كل 300 الف رحلة تعرضت إلى حادث، وأن رحلة واحدة من بين كل ثلاثة ملايين رحلة جوية تعرضت إلى حادث أسفر عن مقتل اشخاص.

مشاعر الخوف

وإذا كانت هذه الأرقام تعني ان احتمالات الموت من جراء السفر جوًا ضئيلة، فإن الخوف من السفر جواً نفسه يمكن أن يقتلك فعلاً. وعلى سبيل المثال، إن أعدادًا غفيرة من الأميركيين أصبحوا يتجنبون السفر جوًا بعد هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001. وفي النهاية عاد الأميركيون إلى السفر جوًا بعد أن اكتشفوا أن السفر بالسيارة مسافات طويلة أخطر بكثير من السفر جواً.

وتنقل صحيفة الغارديان التي نشرت هذه الاحصاءات عن البروفيسور الألماني غيرد غيغرنتسر أن عدد الأميركيين الذين قُتلوا في حوادث طرق ارتفع بواقع 1595 شخصاً خلال العام، الذي اعقب هجمات 11 أيلول (سبتمبر).

وبقدر ما يتعلق الأمر بوسائل النقل، فإن احتمالات الموت خلال السفر إلى أي مكان بدراجة نارية تزيد 3000 مرة على احتمالات الموت خلال السفر جوًا. واحتمالات الموت خلال السفر بسيارة أو شاحنة تزيد نحو 100 مرة على احتمالاته خلال السفر جوًا. وحتى السفر بالقطار تزيد احتمالات الموت فيه مرتين على احتمالات الموت خلال السفر جوًا.

أقل الاحتمالات

واياً تكن زاوية النظر في تحليل هذه الأرقام، فإن احتمالات الموت خلال السفر جوًا تكون أقل الاحتمالات، اقل حتى من الموت مصعوقاً بالبرق الذي قتل العام الماضي 23 شخصًا في الولايات المتحدة وما بين 6000 إلى 24 الف شخص في انحاء العالم.

وكان زهاء 55 مليون شخص في انحاء العالم رحلوا عن هذه الدنيا عام 2013، أي 7.9&اشخاص من بين كل 1000 شخص يموتون كل سنة. وأكبر سببين للوفاة هما مرض القلب والسرطان، فيما يأتي الموت نتيجة حوادث جوية بين آخر الأسباب.

الفستق قد يقتلك!

وفي حين أنه من المستبعد أن تنتهي حياتك اثناء السفر جوًا، فإن الفستق الذي تتناوله خلال الرحلة يمكن أن يقتلك إذا كانت لديك حساسية منه علماً بأن 4600 أميركي يقضون اختناقاً اثناء الأكل كل عام وتُسهم البدانة في ما لا يقل عن 110 آلاف وفاة بالامكان منعها.

وبالتالي، فإن احتمالات الموت خلال السفر جواً احتمال ضئيلة ضآلة احتمالات أن يعض انسان كلباً وليس والعكس. وبالمناسبة، فإن الأرقام تبين أن 32 أميركياً ماتوا العام الماضي بعد أن عضتهم كلاب.