مع التطورات في أوكرانيا، تربط تحليلات بين السيناريو الأوكراني وبين سيناريو مشابه من الممكن أن يحدث مستقبلًا في إيران.


أشرف أبوجلالة من القاهرة: بينما تتوجه الأنظار صوب التظاهرات الشعبية الجريئة التي شهدها ميدان الاستقلال في العاصمة الأوكرانية كييف، يتلمس البعض تشابهًا مثيرًا للاهتمام ربما يختمر تحت السطح في تلك الأثناء، وقد يطيح في النهاية بالرئيس حسن روحاني وآية الله علي خامنئي.

ليست منفتحة

رغم أن الاتفاق الموقت الذي تم إبرامه أواخر العام الماضي مع إيران بخصوص ملفها النووي أدى الى إقدام مجموعة شركات على تجديد شراكات أعمالها مع طهران، إلا أن مسؤولين أميركيين كباراً حاولوا كبح جماح تلك الحماسة التي تولدت تجاه الاقتصاد الإيراني. ويكفي ما قاله أخيرًا وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن أن إيران ليست منفتحة على الأعمال.

ونقلت مجلة فوربس الأميركية عن منتقدي الاتفاق الموقت قولهم إن هذا الاحتفاء السوقي بإيران هو كسب مفاجئ لطهران، سينتقص من الموقف التفاوضي لمجموعة 5+1 في جولة المفاوضات الحالية. ولفت المنتقدون كذلك إلى أن هذا الإقبال المتزايد من جانب الشركات العالمية على إيران سيضع ضغوطًا على الحكومات المتحالفة من أجل القبول بصفقة سيئة لصالح أرباح الشركات ونمو الوظائف.

قوة الطموح

يكمن الخطر بالنسبة للمسؤولين الإيرانيين في الحقيقة التي اكتشفها الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش، وهي المتعلقة بالقوة الكبرى لطموحات وتطلعات الشعب المتنامية. فالمشكلة الكبرى التي قد تحدث في إيران هي التي قد تنجم عن انهيار طموحات الشعب الإيراني، حال فشل المفاوضات الجارية مع الغرب، وبدء انصراف كبرى الشركات العالمية عن التعاون مع نظيرتها الإيرانية في مختلف المجالات.

فنفس هذه التجربة المحبطة هي التي مر بها الشعب الأوكراني، وأيقظت بداخلهم روحًا ثوريةً، قادتهم في الأخير إلى النزول بأعداد كبيرة في الشوارع للمطالبة برحيل النظام الحاكم.

فبعدما تطلع الأوكرانيون لمستقبل أكثر رخاءً وازدهارًا من خلال التكامل اقتصاديًا وثقافيًا بشكل أكبر مع الاتحاد الأوروبي، وتقليل الاعتماد على علاقة البلاد القديمة بروسيا، كما كانوا يتمنون، لم يكلل حلمهم بالنجاح، ما أدى الى تفجر طاقات الغضب لديهم.

جولة اعتذار

وتشدد فوربس على ضرورة أن ينتبه المسؤولون الإيرانيون لما حدث في أوكرانيا، وأن يراقبوا كل التطورات هناك عن كثب، خشية أن تتحول انتصارات روحاني الأخيرة إلى جولة اعتذار.

وأكدت المجلة أنه بعد سنوات من العزلة الاقتصادية والسياسية، ومن تقلص قوتهم الشرائية، وتراجع آمالهم في مستقبلهم، قد يصاب المواطنون الإيرانيون بصدمة كبرى حال انصراف الشركات العالمية عن الاستثمار في بلادهم.

ومع ارتفاع سقف تطلعاتهم، يتعين على روحاني وخامنئي أن ينظرا للتجربة الأوكرانية وأن يتعلما منها، خصوصًا أن المواطنين لن يرضوا بعد ذلك بالعودة لحياة العزلة التي عاشوها لفترة طويلة.