وسط مخاوف من التقسيم، نفت واشنطن أن يكون الوضع في أوكرانيا نتيجة لصراع بين الشرق والغرب، بينما حذر تقرير من أن كييف مفلسة وتحتاج الى 21 مليار دولار فوراً.

بعد اجتماع في واشنطن مع نظيره البريطاني وليام هيغ، الثلاثاء، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن الوضع في أوكرانيا ليس نتيجة صدام مصالح الشرق والغرب، ودعا جميع الشعوب للمساعدة في جلب الاستقرار إلى أوكرانيا.
وصرح كيري عقب الاجتماع بأن quot;الطرفين ملتزمان بدعم جهود الشعب الأوكراني الرامية إلى تحقيق الديمقراطيةquot;.
وتواجه الإدارة الجديدة في أوكرانيا معارضة من الجوار الناطق باللغة الروسية.
وكانت روسيا التي تدعم الرئيس المعزول فيكتور يانوكوفيتش قد حذرت دولاً أخرى من محاولة الاستفادة بشكل أحادي من الوضع في أوكرانيا، وقال وزير الخارجية سيرغي لافروف إن quot;سياسة عدم التدخلquot; الروسية سوف تستمر.
إصلاحات
ومن جهته، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إنه يجب على القيادة الجديدة في اوكرانيا أن تظهر أنها مستعدة لاجراء اصلاحات والتصدي للفساد المستشري في مقابل الحصول على دعم طويل الاجل من المجتمع الدولي.
وأضاف هيغ أنه وكيري ناقشا مساعدة مالية عاجلة لاوكرانيا التي تضرر اقتصادها بشدة بسبب اشهر من الاحتجاجات والعنف في الشوارع. واضاف أنه سيجتمع مع مسؤولين من صندوق النقد الدولي يوم الاربعاء لبحث هذا الامر.
لكنه اوضح أنه لكي تكون اوكرانيا مؤهلة لمساعدة دولية فإنها بحاجة الى تلبية شروط للتوصل الى برنامج إقراض مع صندوق النقد الدولي، وأن تظهر تصميماً على التصدي quot;لانتشار ثقافة الفساد على مدى سنوات كثيرة.quot;
وأبلغ هيغ الصحافيين quot;لكي يحدث اصلاح اقتصادي من المهم التصدي بحسم لثقافة الفساد التي انتشرت على مدى سنوات كثيرة، حتى يكون بمقدور المجتمع الدولي أن يرى أنه ستكون هناك استمرارية وتصميم على التصدي لهذه المسائل، وبالتالي يمكن تقديم دعم دولي طويل الاجل على اساس معقولquot;.

وحدة أوكرانيا
وسئل هيغ عن مخاوف من أن اوكرانيا ربما تنقسم الى منطقتين إحداهما مؤيدة للغرب والأخرى مؤيدة لروسيا بعد دعوات من سكان منطقة القرم، التي تشيع فيها اللغة الروسية، الى الانفصال عن اوكرانيا، فقال quot;استقلال وسلامة اراضي اوكرانيا شيء مهم للغايةquot;.
وقال: quot;هذا هو السبب في أننا جميعًا نحن الذين نقدم افضل نصائحنا للسلطات في اوكرانيا نقول: شكلوا حكومة شاملة.. أشركوا الشعب... من المهم للاوكرانيين أن يتخذوا معًا هذه القرارات.quot;
وحث وزير الخارجية البريطاني زعماء اوكرانيا الجدد على تشكيل حكومة تمثل مختلف التيارات يمكنها تشجيع توافق سياسي والعمل مع كل من الغرب وروسيا.

مخاطر التقسيم
وكان الرئيس الأوكراني الموقت أوليكسندر تيرتشينوف قد حذر من مخاطر الانقسام في البلاد بعد عزل سلفه فيكتور يانوكوفيتش. وقال تيرتشينوف أمام البرلمان إنه يريد الاجتماع بجهات قانونية لمناقشة مخاطر احتمال انفصال المناطق التي تقطنها عرقيات روسية.
وكانت عدة مناطق تتحدث الروسية في أوكرانيا قد احتجت على عزل الرئيس الموالي لروسيا واحلال ادارة تميل الى الاتحاد الأوروبي مكانه.
وكان بعض المتحدثين بالروسية في مدينة سيفاستوبول قد استبدلوا العلم الأوكراني بالروسي في بعض الأبنية الحكومية المحلية.
وعارضت روسيا بشدة التغييرات في أوكرانيا، ووصف رئيس الوزراء الروسي ديميتري مدفيديف الإدارة الجديدة بأنها مكونة من quot;أشخاص قاموا بتمرد مسلحquot;.
جسور مع روسيا
وفي لندن، تطرقت افتتاحية صحيفة (الإندبندنت) إلى الوضع في أوكرانيا. وقالت الصحيفة إن quot;على أوروبا وأميركا بناء جسور مع روسيا حول مستقبل أوكرانيا، لأن أي بديل آخر ليس من مصلحتناquot;.
وأضافت الصحيفة أن الأزمة الأوكرانية هي في بدايتها، فحتى صباح غد تبقى أوكرانيا التي تحتل المرتبة السابعة في عدد سكانها في أوروبا من دون أي حكومة.
وأفادت الصحيفة أن أوكرانيا دولة مفلسة، فعملة بلادها الهريفنيا انخفضت بنسبة 12 في المئة منذ بداية العام الجاري، مضيفة أنه تبعاً لوزير المالية في حكومة تصريف الأعمال فإن أوكرانيا تحتاج إلى 21 مليار دولار أميركي بين الآن ونهاية عام 2015.
وشددت الافتتاحية على أنه ينبغي أن لا ننسى أن الأزمة الاقتصادية في البلاد هي التي حركت الشارع الأوكراني ، وطالبت بتنحية الرئيس المخلوع فيكتور يانوكوفيتش الذي بدوره قبل المساعدة الروسية والانضمام إلى الإتحاد الاقتصادي الأوراسي المدعوم من قبل روسيا، عوضاً عن الإنضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وأوضحت الصحيفة أنه بعد عزل يانوكوفيتش، فإن الغرب شعر بأنه ربح الحرب الجيو- سياسية حول مستقبل أوكرانيا، مضيفة أنه في حال تم التوصل إلى استقرار في أوكرانيا، فإن على روسيا والإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة العمل معاً عوضاً عن معاملة البلاد وكأنّها جائزة في حرب خاسرة.
وختمت الصحيفة بالقول إن ما من أحد بإمكانه التنبؤ بمصير الأزمة الأوكرانية، إلا أن من الممكن أن تنتهي بتقسيمها، إلا أنه من الضروري التنويه بأن الأزمة الأوكرانية تعد فرصة نادرة لبناء جسر من الثقة بين الشرق والغرب.