الإعلام الممانع واحد في بلدين، في لبنان وسوريا. وهو كان يذيع المعلقات عن جرائم quot;الجماعات الارهابيةquot; في الحرب السورية، إلى أن وقفت مراسلاته الفخورات بإنجاز الجيش السوري في العتيبة على الجثث، يدسنها بلا وجل، في نقل مباشر لمجزرة ارتكبتها قوات النظام السوري وعناصر حزب الله، راح ضحيتها بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان ما لا يقل عن 175 شخصًا.


بيروت: إعلام الممانعة والمقاومة والرفض قال إن هؤلاء الذين انتشرت جثثهم على طول الطريق في منطقة منبسطة ما بين ميدعا والضمير باتجاه النشابية والعتيبة، عند خط التماس بين الجيش السوري الحر وقوات الأسد وحزب الله، مسلحون من جبهة النصرة وفصائل إسلامية أخرى، وقعوا في كمين محكم، وصور الجثث الممزقة تشفيًا وشماتة.

فـquot;التلفزيون العربي السوريquot; وquot;المنارquot; الناطقة بلسان حزب الله بالغا في تمجيد هذا النصر المبين، وأرسلوا مراسليهم لـ quot;يكزدرواquot; بين أشلاء الجثث، وليؤكدوا أنها لعناصر النصرة والاسلاميين، والدليل اللحى التي أطلقوها. والسؤال: quot;إن كان كمينًا في معركة عسكرية قاسية، فكيف تم تقييد أيدي بعض القتلى؟quot;.

وبحسب المنار، كان رتل المسلحين متجهًا إلى الأردن، فيما قالت وسائل إعلامية أخرى مؤيدة للنظام إنه آت من القلمون نحو الغوطة. أما تلفزيون الأسد فقرب عدساته إلى وجوه القتلى، بينما كانت المذيعة تلقي الشعر حمدًا لبسالة حماة الديار، الذين استطاعوا قتل هؤلاء الارهابيين، الذين قالت المنار إنهم سعوديون وكويتيون وقطريون وشيشانيون.

مدنيون

وأصدر جيش الإسلام بيانًا أكد فيه أن لا وجود لأي عنصر من عناصر جيش الإسلام بين الضحايا الذين ظهرت صورهم في الأفلام المتداولة، ونقلت التقارير عن يوسف البستاني، الناطق باسم اتحاد تنسيقيات الثورة، تأكيد أن ضحايا المجزرة من المدنيين. قال: quot;يظهر في الفيديو المعروض عن الكمين المفترض دمية لدب صغير بين الجثث، فهل يحمل إرهابي دمية إلى المعركة؟quot;.

ونسب البستاني إلى أحد الناجين قوله: quot;صفّت قوات النظام الجرحى والمصابين الذين لم يستطيعوا الانسحاب ميدانيًا بإطلاق النار المباشر عليهم، ولا وجود لعناصر من فصائل إسلامية أو لجيش الإسلام بين الضحايا، بل أعداد كبيرة من المدنيينquot;.

وعرضت قناة المنار مقاطع مصورة لتفجيرات ضخمة ينبعث منها دخان أسود كثيف، بينما الجثث واضحة أن أصحابها قتلوا بالرصاص، وظهرت المنطقة المحيطة بها بلا أي آثار حرائق. فكيف كانت المعركة إذًا؟ واين ذهبت الحرائق في الأحراش المقصوفة بالقذائف؟

وبينت الصور المتداولة مدى التنكيل في جثث القتلى، وجرافات تجمع الجثث وكأنها مهملات.

جرائم حرب

ودعا المرصد السوري لحقوق الإنسان المنظمات الحقوقية الدولية للضغط على الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن لإحالة ملف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكب في سوريا على محكمة الجنايات الدولية، أو إحداث محاكم دولية مختصة لمحاكمة قتلة الشعب السوري.

من ناحية أخرى، كشف المكتب الحقوقي الموحد في الغوطة الشرقي حقيقة هذا الكمين، الذي تميزت بعرضه قناة المنار. وبحسب المكتب الموحد، وقع الكمين بالقرب من بلدة العْتيبِة، أثناءَ محاولة عشراتِ المدنيين الخروج من الغوطة الشرقية باتجاه الأردن، قبل أنْ يَتعرَّضوا لانفجارينِ كبيرينِ بواسطة ألغام أرضية، أعقبهما إمطار النازحين بالأسلحة الرشاشة.

وادعت قنوات النظام وايتامه في لبنان بأن القتلى من الجيش الحر وجيش الإسلام، الأمر الذي نفاه جيش الاسلام في بيان أوضح فيه أن عدد القتلى هو 45 شخصًا.