يزور الملك المغربي محمد السادس دولة الغابون منذ الخميس، حيث التقى رئيسها علي بانغو أونديمبا بالقصر الرئاسي في ليبرفيل، أجريا جولة مباحثات من دون حضور أي من الوفدين.

أكثر من أخوة
وعن هذه الزيارة، قال محمد المدناوي الفيلالي، القنصل الشرفي لجمهورية الغابون في مدينة الدارالبيضاء، في حديث صحافي، إن ما بين المغرب والغابون علاقات أخوية وعائلية وتاريخية، تعود إلى عهد الملك الحسن الثاني، quot;وهي علاقات قوية، مبنية على أسس متينة، وسوف ترون خلال هذه الزيارة الملكية رغم قصرها أنها ستكون مثمرة، لأن البلدين تجاوزا ما يمكن اعتباره علاقة بين بلدين وأصبحا شبه دولة واحدة، فما يضر بمصالحنا يضر بمصالح الغابون، والعكس صحيحquot;.
أضاف: quot;الغابون بحاجة إلى الكثير من الأمور، وليس فقط في المجال الزراعي، بل أيضًا في المجالين الصناعي والتجاري، ونحن بصدد الحديث عن بلد له إمكانيات مهمة من معادن وطبيعة سخية. وللمغرب من المؤهلات البشرية والكفاءات ما من شأنه أن يغني هذا البلد الشقيق عن الاعتماد على بلد آخرquot;.
أمن غذائي
وفي إطار هذا التعاون العميق، وفي تعزيز للأمن الغذائي الأفريقي، ترأس الملك المغربي والرئيس الغابوني الخميس حفل توقيع شراكة استراتيجية بين البلدين في مجال الأسمدة، في مشروع هو الأول من نوعه، قادر على إبراز ريادة أفريقية حقيقية في مجال تثمين الفلاحة في قارة خصبة، لكن لم يستغل 80 بالمئة من أراضيها، من خلال إنتاج أسمدة فعالة من الفوسفات والأمونياك، ملائمة لخصوصيات مختلف النظم الإيكولوجية للأراضي الأفريقية، ومماثلة للأنظمة الإيكولوجية الموجودة في قارات أخرى، إلى تثمين المؤهلات الفلاحية لصالح التنمية البشرية المستديمة. وابتداءً من العام 2018، تصل الطاقة الإجمالية لإنتاج المشروع إلى مليوني طن من الأسمدة سنويًا، تصدر بالدرجة الأولى إلى الدول الأفريقية.
وسيتم إحداث وحدات لإنتاج الأسمدة في الغابون لإنتاج الأمونياك من الغاز الغابوني، هي الأولى من نوعها، وأخرى في المغرب لإنتاج الحامض الفسفوري من الفوسفات المغربي.
وسيساهم المشروع في إستحداث نحو 5000 فرصة عمل في الغابون والمغرب، إلى جانب تبادل الخبرات والمهارات بين البلدين في التدريب الأكاديمي والبحث والتنمية، عبر جامعة محمد السادس للبوليتكنيك ومدرسة التدبير الصناعي التابعة لها.
ويقول الفيلالي إن أرض الغابون خصبة صالحة لكل شيء، quot;لكن مع الأسف لم يتوجه البلد الشقيق نحو هذا النوع من الزراعة، بل إن جميع المواد الفلاحية التي أخضعت للتجربة هناك أعطت نتائج واعدة جدًا، بل إن بعض المنتجات يمكن أن تحقق محصولين أو ثلاثة في العام الواحد، بفضل سخاء الطبيعة، وهذا ما سيتم تحقيقه بدعم من المغربquot;.

رعاية طبية
وفي خلال الزيارة، قام الملك محمد السادس والرئيس أونديمبا الخميس بزيارة معهد علاج السرطان في المركز الاستشفائي الجامعي في أوغوندجي شمال ليبيرفيل. واستمعا لشرح حول المعهد المتطور، الذي أنجز بشراكة مع مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان.
وتشكل هذه المنشأة خطوة هامة في مجال التكفل بالأشخاص المصابين بداء السرطان، وفي تحسين العرض الصحي في الغابون. ويشرف طاقم طبي مغربي على تقديم الخدمات الطبية في المعهد، الذي يضم جناحًا تقنيًا وآخر للاستشفاء بطاقة استيعابية تقدر بنحو 18 سريرًا. والمركز، مزود بتقنيات حديثة في مجال الكشف ومحاربة السرطان، وبجهاز للتصوير بالاشعة ومختبر وثمانية وحدات للعلاج الكيميائي، ومصلحة لطب وجراحة القلب والامراض الجلدية والانف والأذن والحنجرة وامراض الكبد والجهاز الهضمي وجراحة الاعصاب والدماغ وطب العيون وجراحة المسالك البولية وطب الاسنان الى جانب جناح للاستشفاء، وصيدلية. ويضم 160 سريرًا.