دعا ديفيد كاميرون لعدم السماح لمن يريدون أن يهدموا عملية السلام أن ينجحوا في ذلك عبر إطلاق الصواريخ، فيما قال محمود عباس إن القيادة الفلسطينية لم تتسلم أي طلب لتمديد المفاوضات، وفي حال حصولها على هذا الطلب ستقوم بدراسته وستحدد موقفها بناء عليه.


قال رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون إن الدولة الفلسطينية لا تتحقق من خلال العنف بل من خلال المفاوضات، وذلك في إشارة لإدانته إطلاق صواريخ من غزة ضد إسرائيل.
وتحادث كاميرون، الخميس، مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيت لحم وقال إنه سعيد بزيارة فلسطين ولقاء الرئيس عباس في أول زيارة لفلسطين كرئيس للوزراء، حيث تركز النقاش حول عملية السلام والمفاوضات.
وأعرب كاميرون خلال مؤتمر صحفي مشترك مع عباس عن اعتقاده ان تحقيق السلام يتطلب اتخاذ قرارات صعبة وان الفلسطينيين شركاء في السلام.
والتقى كاميرون في أول زيارة لإسرائيل والمناطق الفلسطينية، الأربعاء، مع نظيره الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والقى خطابا امام الكنيست الإسرائيلي.
وقال ان بريطانيا كان لها تجارب في المفاوضات، وستقوم بكل ما بوسعها من أجل إنجاح المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، وأضاف:quot;ونريد أن نرى حل دولتين دولة فلسطينية قابلة للحياة بناء على حدود 1967 بجانب إسرائيل مع تبادل للأراضي، والقدس مدينة مقدسة للديانات الثلاث ويجب أن تكون عاصمة للدولتين، وغزة جزء رئيس من الدولة الفلسطينيةquot;.
اطلاق الصواريخ
وقال رئيس الحكومة البريطانية quot;انه يجب أن لا نسمح لمن يريدون أن يهدموا عملية السلام أن ينجحوا عبر إطلاق الصواريخ، وأدنا هجمات يوم أمس وفخامتكم أدنتم ذلك، وأعلم أنكم تفهمون أن الدولة الفلسطينية لا تتحقق من خلال العنف بل من خلال المفاوضات، وتحدثت مع فخامتكم ومع رئيس الوزراء الإسرائيلي ووجدت أن الرغبة موجودة، وأنا أحث الطرفين على الاستفادة من الفرصة الموجودة'.
وأضاف أن quot;بريطانيا تريد أن تساعد الفلسطينيين على بناء مؤسسات واقتصاد قوي، واتفقنا على تقديم دعم لـ100 شركة فلسطينية للاستثمار في المناطق 'ج'، وهذا يساعد النشاطات الزراعية وسيعزز الاقتصاد الفلسطيني بشكل كبير، وسنساعد على تنظيف حقول ألغام في الضفة من أجل استخدامها بالزراعةquot;.
وأوضح كاميرون أنه quot;سعيد أن المركز الثقافي البريطاني سيفتتح من جديد في القدس الشرقية، لإحياء المدينة دون أن ننسى أن هذا سيفيد إسرائيل حيث يوجد اقتصاد جديد يجد شريكا له، وهذه النظرة المستقبلية ليست سهلة والخطوات ستكون صعبة، ولكن سنساعدكم على تحقيق هذاquot;.
وقال إن quot;بريطانيا تعمل على تقليص الفجوة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ونشجع الجانبين على تحقيق حل الدولتين عبر اتخاذ قرارات صعبة، لا يوجد طريقة واحدة يجب أن يكون هناك نوع من التنازل وهذا يتطلب شجاعة، ودورنا أن نشجع القادة لان النتيجة ستكون هامة جدا وكبيرة جداquot;.
تمديد المفاوضات
من جهته، قال عباس إن القيادة الفلسطينية لم تتسلم أي طلب لتمديد المفاوضات، وفي حال حصولها على هذا الطلب ستقوم بدراسته وستحدد موقفها بناء عليه.
وأضاف: quot;نحن اتفقنا على تسعة أشهر للمفاوضات ولدينا أمل أن نصل إلى شيء ملموس ومحسوس في هذه الفترة، لم نناقش مسألة التمديد ولم تطرح عليناquot;.
وأوضح الرئيس الفلسطيني أن الجانب الفلسطيني لم يطلب اتفاق إطار، بل أن الجانب الأميركي هو من اقترح، وقال:quot;نحن قلنا عندما نرى هذا الاتفاق نحكم عليه، وعندما يصلنا سنقول رأينا فيه، فنحن نريد أن يكون الاتفاق منسجما مع الشرعية الدوليةquot;.
من جهة أخرى، قال الرئيس عباس فيما يتعلق بمقاطعة إسرائيل quot;نحن لم ندعو لمقاطعة إسرائيل بل نتعامل معها، ومن غير المنطقي أو المعقول أن نقول أننا نقاطع إسرائيل، وإنما نقاطع وندعو للمقاطعة لكل ما يجري في المستوطنات، لان الاستيطان غير شرعي ولابد من مقاطعة منتجات إسرائيل الآتية من المستوطناتquot;.
التصعيد العسكري
وفيما يتعلق بالتصعيد العسكري في قطاع غزة، قال عباس إن quot;قوات الاحتلال الإسرائيلي قتلت بدم بارد ثلاثة فلسطينيين في الضفة الغربية وثلاثة آخرين في غزة، ولم نسمع أي تنديد أو اعتذار عن هذه الأعمال من قبل الحكومة الإسرائيلية، وبالأمس جرت عملية إطلاق صواريخ من غزة وقامت إسرائيل بالرد عليها، ونحن نشجب العدوان والتصعيد العسكري بكل أشكاله بما فيها الصواريخquot;.
وأكد عباس أن اللقاء مع كاميرون بحث السبل الكفيلة لتعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، وركز على أهمية التعاون في مختلف المجالات، وقال:' استعرضنا آخر تطورات عملية السلام في الشرق الأوسط، ومجمل المعوقات التي تعترضها، وكانت فرصة لدينا لتبادل الرأي حول ما يحدث لمنطقتنا وللجوار'.
وأضاف الرئيس الفلطسني quot;ذكرنا مجددا لدولة رئيس الوزراء كاميرون أننا سنواصل الجهود من أجل التوصل إلى حل سلمي وسياسي يحقق السلام والاستقرار في منطقتنا، ينهي الاحتلال الذي بدأ عام 1967 وصولا لإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، التي نريدها مدينة مفتوحة ليتمكن أصحاب الديانات السماوية الثلاث الصلاة فيها، في إطار حل الدولتين لتجسيد دولة فلسطين التي تعيش إلى جانب دولة إسرائيل بأمن وحسن جوارquot;.
جهود أوباما وكيري
وتابع قائلا: لا يفوتنا أن نثمن الجهود التي يقوم بها الرئيس الأميركي بارك أوباما، ووزير خارجيته جون كيري، للدفع بالعملية السلمية للوصول إلى غايتها المنشودة خلال الأشهر التسعة المحددة للمفاوضات، وفي نفس الوقت لا ننسى أن نثمن الدور الهام الذي تلعبه اللجنة الرباعية الدولية بما فيها روسيا، ودول الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والدول الصديقة والشقيقة في العالم.
وخص عباس بالذكر الجهود القيمة في هذا المجال للاتحاد الأوروبي والمتمثلة في بياناته وقراراته وإجراءاته التي تؤكد كلها ضرورة إيجاد حل للصرع الفلسطيني-الإسرائيلي وفقا للمرجعيات الدولية، وتؤكد أن الاستيطان غير شرعي وفقا للقانون الدولي، وهو الموقف الذي أكده مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية في التاسع من هذا الشهر، والذي أكد مجددا دعمه للموقف الفلسطيني ومساندته لعملية السلام التي ترعاها الولايات المتحدة الأميركية، على أن تكون على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وعدم القبول بالدولة اليهودية'.
وأعرب الرئيس الفلسطيني عن أمله بأن تتطور العلاقات الفلسطينية البريطانية في مختلف المجالات، وقدم شكره لرئيس الوزراء على زيارته القيمة لفلسطين، وقال:' أرحب بكم على هذه الأرض المقدسة ضيفا عزيزا قادما من دولة عزيزة وشعب عظيم'.
وحول موضوع المصالحة، قال عباس: quot;نحن نعرف أن الدولة تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة ولابد أن يحصل هذا ولذلك نحن نسعى لمصالحة مع حماس من أجل أن تعود وحدة الوطن الفلسطيني، ولذلك نحن حريصون على الوصول للانتخابات، وهذا ما نردده وهذا ما نريد أن نصل إليهquot;.