روما: أعلن مدير إدارة أوروبا قي وزارة الخارجية السفير وليد الخبيزي أن الوفد الدبلوماسي الكويتي الذي يترأسه حصل على تعهد ايطاليا التي تستعد لتولي رئاسة الاتحاد الأوروبي في النصف الثاني من العام الحالي بدعم اعفاء الكويتيين من شرط الحصول على تأشيرة quot;شنغنquot; لدخول دول الاتحاد.

وقال الخبيزي لوكالة الانباء الكويتية (كونا) بمناسبة اختتام المباحثات في روما التي وصفها بالناجحة ان ايطاليا تعتزم تقديم الطلب الكويتي رسميا الى المفوضية الأوروبية في اجتماعها المقرر في الـ 27 من آذار (مارس) الجاري مشفوعا بتأييدها القوي وذلك في إطار علاقات الصداقة والتعاون القوية والحرص المتبادل على تنميتها.

وعبر عن سروره البالغ لنجاح زيارة العمل الى روما التي جاءت تلبية لدعوة من الحكومة الايطالية لمناقشة وتنسيق خطوات طلب الكويت الى الاتحاد الأوروبي لاعفاء مواطنيها من تأشيرة quot;شنغنquot; والذي وافقت ايطاليا على تبنيه.

وأضاف أن المباحثات التي أجراها الوفد المشترك من وزارتي الخارجية والداخلية أسفرت عن الاتفاق على التنسيق مع الجانب الايطالي لوضع خارطة طريق وجدول عمل quot;لاستيفاء الاستحقاقات الفنية والسياسيةquot; للطلب الكويتي ورعايته لتسهيل الحركة أمام مواطنيها الذي يصب في تعزيز العلاقات المتبادلة بأشكالها المختلفة.

وثمن الخبيزي الموقف الايطالي وما أبدته من استعداد تام لتبني طلب الكويت لدى الاتحاد الأوروبي بعد أن استعرض الوفد الكويتي خلال جلسات العمل التي استمرت يومين ما تم انجازه والاستعدادات التي اتخذتها السلطات الكويتية وما وفرت من امكانات لتلبية كافة متطلبات الاعفاء من التأشيرة الأوروبية.

وذكر أن الوفد بحث آفاق التعاون المشترك بين الطرفين لاسيما أن اللجنة المشتركة الكويتية - الايطالية سوف تعقد اجتماعها المقبل بالتزامن مع دورة رئاسة ايطاليا للاتحاد الأوروبي اعتبارا من يوليو المقبل والذي من شأنه أن يعضد طلب الكويت كما يعزز فرص العمل الثنائي المشترك في اطار التعاون الخليجي - الأوروبي.

وفي هذا الصدد نوه مدير ادارة أوروبا بوزارة الخارجية الكويتية الى أن سفير الكويت لدى ايطاليا الشيخ علي الخالد الذي يتابع التنسيق مع الحكومة الايطالية سوف يتولى وضع الجدول التفصيلي لخطوات العمل القادمة وانجاز الترتيبات المتفق عليها لدعم هذا الملف الذي يحظى باهتمام خاص من قبل النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح والحكومة الكويتية.

وقال إن فريقا من الوفد ضم المدير العام للادارة العامة للجنسية ووثائق السفر العميد الشيخ مازن جراح الصباح ومساعد المدير العام للادارة العامة للهجرة العميد طلال معرفي قام بزيارة ميدانية الى مطار روما الدولي حيث اطلعوا على آلية العمل والأجهزة المتقدمة المستخدمة والمنظومة الأمنية في المنافذ الحدودية.

وأشار الى أن الفريق الفني اطلع كذلك على نظام العمل بجواز السفر الرقمي حيث بحث أشكال التنسيق الفني والتقني مع السلطات الايطالية والاستفادة من خبرتها في اعتماد هذا النظام المتطور بالكويت باعتباره أحد مستلزمات الانضمام الى الدول المعفية من تأشيرة quot;شنغنquot;.

كما أشار الى أن مباحثاته على رأس الوفد الكويتي تناولت كذلك العلاقات الثنائية في مختلف المجالات لاسيما التعاون المثمر القائم في المجالات الصحية والعسكرية والثقافية والعمل على زيادة أعداد الطلبة الكويتيين الذين يلتحقون بالدراسة والتأهيل في ايطاليا مع تعزيز مشاركة الشركات الايطالية في الخطة التنموية وفي تنفيذ المشروعات العملاقة في الكويت.

وأوضح الخبيزي أن الجانبين الكويتي والايطالي سوف يعقدان لهذا الغرض عدة اجتماعات ثنائية منها اجتماع تحضيري لرسم أطر وآفاق تطور التعاون المشترك وتحديد الموضوعات التي سيتم التركيز عليها.

وقال ان زيارة الوفد الكويتي لروما تأتي عقب زيارة عمل الى العاصمة البلجيكية بروكسل حيث قام الوفد الذي عقد اجتماعات ومباحثات مع مسؤولين بالاتحاد الاوروبي بتقديم طلب الى المفوضية الأوروبية من أجل اعفاء المواطنين الكويتيين من الحصول على تأشيرة quot;شنغنquot; لدخول البلدان الأوروبية الموقعة على اتفاقية حرية التنقل فيما بينها.

كما أعلن مدير ادارة أوروبا في وزارة الخارجية الكويتية عن زيارة قريبة الى دولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة التي سبقت في طلب الاعفاء من تأشيرة السفر الأوروبية للاطلاع على تجربتها والاستفادة من خبرتها في هذا الملف.

ومن جانبه أكد الشيخ علي الخالد على الأهمية الخاصة التي توليها الكويت لموضوع اعفاء مواطنيها من تأشيرة quot;شنغنquot; التي قال انها سوف تخدم مختلف فئات المجتمع الكويتي الذين يحتاجون ويرغبون في السفر الى أوروبا مما ييسر كثيرا عليهم وعلى أعمالهم.

وعول على دور ايطاليا الرئيسي الفعال والمؤثر في دعم ورعاية طلب الكويت حسبما لمس من قبل كبار المسؤولين وفي مقدمتهم رئيس مجلس الشيوخ الايطالي ييترو غراسو الذي التقاه الأسبوع الماضي منوها الى عمق العلاقات الثنائية المتميزة التي تربط الكويت بايطاليا التي كان لها موقف مشرف في مساندة الحق الكويتي أمام الغزو الصدامي الغاشم وشاركت بجنودها في دحره في معركة التحرير.

وشدد على أهمية الدفعة العميقة التي شهدتها العلاقات الثنائية بين البلدين عقب الزيارة التاريخية لحضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه في عام 2010 وما أسفرت عنه من زخم كبير عكسته الزيارات المهمة المتبادلة على أعلى المستويات وآخرها زيارة رئيس الوزراء الايطالي للكويت الشهر الماضي وترحيب ايطاليا اليوم بتبني ورعاية طلب الكويت لدى الاتحاد الأوروبي والتعاون في المحافل الدولية.

كما أكد الخالد في سياق هذه العلاقات الاستراتيجية أهمية الزيارات المتكررة لكبار المسؤولين والوفود الرسمية المتبادلة في التنسيق الثنائي لمساعي وخطوات اعفاء الكويتيين من تأشيرة quot;شنغنquot; واعداد الترتيبات لاجتماع اللجنة الثنائية المرتقبة بين الكويت التي تترأس حاليا مجلس التعاون وايطاليا التي تترأس في يوليو المقبل الاتحاد الأوروبي والتي تتزامن مع الذكرى الخمسين لبدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.