تسلمت الدكتور مها منيف المدير التنفيذي لـ quot;برنامج الأمان الأسري الوطنيquot; من الرئيس الأميركي باراك أوباما جائزة quot;أشجع امرأةquot;، تقديرا لجهودها في مكافحة العنف الأسري.


الرياض: كيف لا تكون الدكتور مها منيف quot;أشجع امرأة في العالمquot;، وهي التي قالت وحاربت ظاهرة العنف الأسري كثيراً في المجتمع السعودي الذي باتت هذه الظاهرة فيه تشكل أعلى مستوياتها في العام الماضي مقارنة بالسنوات الماضية، إذ بلغت 576 قضية تعنيف ضد المرأة والطفل، مما يستوجب معها وقفة جادة ومدروسة ووضع خطط استراتيجية بعيدة المدى لاحتواء هذه الظاهرة ووأدها في مهدها. فهيئة حقوق الانسان السعودية أعنت عن تلقيها 576 حالة تعنيف لدى كافة فروعها في السعودية العام الماضي، مقارنة بـ 292 شكوى لعام 2012.
في الأمس، قدّم الرئيس الأميركي باراك أوباما، السبت، جائزة quot;أشجع امرأةquot; للمدير التنفيذي لـ quot;برنامج الأمان الأسري الوطنيquot; في السعودية، مها المنيف، تقديرا لجهودها في مكافحة العنف الأسري. وكان أوباما قد قرر خلال زيارته إلى الرياض منح الجائزة بنفسه إلى منيف، التي لم تستطع السفر إلى واشنطن لاستلام الجائزة بداية شهر مارس، حسبما أعلن البيت الأبيض. ومنحت وزارة الخارجية الأميركية جائزة quot;أشجع امرأةquot; إلى مها المنيف، تقديرا لجهودها وفعالية برنامجها، وذلك ضمن مجموعة من النساء حول العالم quot;الشجاعاتquot; اللواتي استطعن إحداث تغيير إيجابي في مجتمعاتهن.
وكان من المقرر أن تستلم المنيف جائزتها من سيدة أميركا الأولى ميشيل أوباما، خلال حفل ضخم أقيم بواشنطن في بداية الشهر الحالي، لكنها لم تحضر بسبب عملية جراحية أجرتها.
وكانت على قائمة هذا العام الدكتورة السعودية مها المنيف التي لم تحضر شخصيا لقبول الجائزة، لكن السيدة الأولى قالت إن مها وهي المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني وعضوة في الشبكة العربية لحماية الطفل من الإيذاء قامت بجهود جبارة لمكافحة العنف الأسري والعنف ضد الأطفال، وقالت ميشيل أوباما إن جهود المنيف ساهمت في وضع أول تشريع حكومي ضد العنف الأسري وجعله جريمة يعاقب عليها القانون.
ومن المعروف أن المنيف قضت أكثر من 10 سنوات وهي تكافح ضد العنف الأسري والتعريف به من خلال حملات توعية، وتحمل الدكتورة مها بكالوريوس في الطب والجراحة من جامعة الملك سعود والبورد الأميركي في مجال طب الأطفال ومكافحة العدوى، وعلم الوبائيات، والبورد الأميركي في إيذاء الأطفال وعضو الجمعية الأميركية لطب الأطفال. وتقلدت عدة مناصب، آخرها المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني، وعضوة في الشبكة العربية لحماية الطفل من الإيذاء، وفي لجنة ضحايا العنف الأسري في مدينة الملك عبد العزيز الطبية ومستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى.
وحصدت عدة جوائز في هذا المجال مثل جائزة المرأة الأكثر ريادة التي تمنح للقيادة النسائية الرائدة في القطاع العام، في عطاءاتها الموصوفة بأنها quot;لا تعد ولا تحصى في الدفاع وحماية الطفل من الإيذاء والعنف الأسريquot;. ولم تتوقف عن المطالبة بإنشاء مرصد لإحصاءات العنف الأسري، وكرسي بحث في إحدى الجامعات السعودية لدراسة مسبباته وتصحيح المفاهيم الخاطئة حوله.
ويربط بعض المختصين بين البطالة وانتشار العنف الأسري بصورة كبيرة، موضحين أن وجود أب أو ابن عاطل عن العمل يكون سبباً في ممارسة العنف ضد أحد أو بعض أفراد الأسرة، مرجعين ممارسة سلوكيات عنيفة، داخل المنزل وخارجه، إلى معاناة العاطل النفسية والمادية، حيث أوردت دراسة حديثة، حول انتشار العنف الأسري في المجتمع السعودي، أن 45 في المائة من الأطفال السعوديين يتعرضون لصور من الإيذاء في حياتهم اليومية، فيما وصل 83 في المائة من الحالات التي تتعرض للعنف الأسري إلى دور الملاحظة والتوجيه والرعاية عن طريق الشرطة، وأن 72 في المائة من الضحايا يصلون عن طريق أحد الوالدين.
أخيراً تختم الدكتورة منيف،لتقول:quot;أشعر بالفخر؛ لأني مثلت بلادي خير تمثيل، وما قمت به من عمل في مجتمعي الصغير في هذا الكون قد تم تقييمه عالمياً، والاعتراف بآثاره الإيجابية، بالإضافة إلى أن هذه الجائزة تؤكد أن المرأة السعودية وصلت إلى مستوى عالٍ من التعليم والمهنية، وهي قادرة على الإبداع وتغيير المجتمع للأفضل؛ من أجل دفع عجلة التنمية في وطننا، وهذا يُغير الصورة النمطية للمرأة السعوديةquot;.