طالب أحمد الجربا جون كيري برد مناسب على النظام السوري يرقى إلى حجم الجرائم الجماعية التي يرتكبها ضد الإنسانية. وطمأن خلال رسالة له إلى رئيس أرمينيا وبطريركها إلى أن ما يشاع عن إبادات بحق أقليات أرمنية في كسب محض شائعات.


بهية مارديني: أكد الجربا التزام الجيش الحر بحماية المدنيين، لافتًا في رسالة وجّهها إلى كيري، تلقت إيلاف نسخة منها، إلى آلة النظام التضليلية، عبر الإدعاء بأن مجموعات مسلحة تستهدف المواطنين المسيحيين والأماكن المقدسة، وخاصة في منطقة كسب.

في غضون ذلك، أكد الجربا لسيرج سركيسيان رئيس جمهورية أرمينيا ولصاحب القداسة بطريرك كيليكيا آرام الأول كشيشيان أن quot;الائتلاف الوطني يحاول جاهدًا أن يبقي على النسيج المجتمعي السوري موحدًا، وأن الأرمن هم جزء مهم وفاعل وأساسي من نسيجنا الوطنيquot;.

وناشد رئيس الائتلاف عدم التأثر بالإعلام المضلل، كما طمأن الجميع إلى أنه قام بزيارة إلى المنطقة، وإطلع quot;بشكل مفصل على الوضع هناك، وأعطى تعليمات واضحة لمقاتلي الجيش الحر بأن عليهم حماية المدنيين كافة في المناطق التي يحررونها، مهما كان انتماؤهم العقائدي أو الثقافي، وأن الكنائس والأديرة وحرية الدين والمعتقد وحتى الاختلاف السياسي لن يكون إلا محترمًاquot;. وشدد الجربا على quot;أنّ هذا حق لا نؤمن به فقط، بل نقاتل من أجلهquot;.

براميل وتشويه ونزوح
كما أكد رئيس الائتلاف الوطني في رسالته التي وجّهها إلى وزير الخارجية الأميركي أن نظام الأسد شنّ في الأسابيع الأخيرة حملة قصف مركزة على مدينة حلب، وبشكل متزايد أيضًا على العاصمة دمشق، مستخدمًا البراميل المتفجرة، ليقتل ويشوّه عشرات المدنيين، بمن فيهم الأطفال، ويدمّر أحياء بكاملها، ويسبب عملية نزوح جماعي للمدنيين، الذين يحاولون الهرب حفاظًا على أرواحهم.

وقال الجربا quot;نحن ما زلنا ننتظر ردًا مناسبًا يرقى إلى حجم الجرائم الجماعية التي ترتكب ضد الإنسانية في سورياquot;، كما حث قادة المجتمع الدولي، وخاصة إدارة الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها، على اتخاذ موقف من الإبادة الجماعية، التي يتعرّض لها الشعب السوري، والتدمير الممنهج لواحدة من أقدم المدن في العالم.

حماية الأقليات
بالتزامن مع هذا، أضاف الجربا: quot;تجري معركة رئيسة في منطقة الساحل، في محافظة اللاذقية، وكالمعتاد فقد لجأ نظام الأسد إلى الدعاية الرخيصة، ليصرف الانتباه عن الجرائم البشعة التي يقوم بها، وكي ينسب إلى المقاومة الثورية زورًا ارتكاب خروقات في حقوق الإنسان، وخاصة في ما يتعلق بالأقليات الدينية، إذ يدّعي المدافعون عن النظام أن مجموعات مسلحة تستهدف المواطنين المسيحيين، وتخرب الأماكن المسيحية المقدسة، وخاصة في مدينة كسب والتي يقطنها الأرمنquot;.

وأشار الجربا إلى أن بعض مؤيدي النظام ذهبوا quot;إلى حد استخدام صور بشعة مأخوذة من فيلم رعب من الدرجة الثالثة على أنها صور لمسيحيين قتلوا باستخدام الصلبان المسيحية، ويمكن لأي شخص أن يجد تلك الصور على الإنترنت. لكن هذه المحاولات الضعيفة لخداع الرأي العام العالمي قد نجحت للأسف في إقناع بعض الشخصيات المعروفة، والتي تداولتها من دون التحقق منهاquot;.

وشدد الجربا على quot;أن كل هذه الاتهامات عارية من الصحة، وقد تم دحضها من قبل أهالي كسب، من خلال وسائل الإعلام عامة، كما إن محافظ كسب فازغن شاباريان، الأرميني الأصل، نفى بشكل قاطع في مقابلة مع قناة تلفزيونية أرمينية مقتل أي شخصquot;.

أوضح رئيس الائتلاف أن أهالي كسب quot;تركوا مدينتهم بشكل مؤقت، كما فعل السوريون في مناطق أخرى، عندما تقترب منهم المعارك أو يخشون قصف قوات النظام الجوي والمدفعي، وقد طمأنهم الثوار إلى أنه لن يلحق بهم أي أذى، ولم تحدث أية حالة لخرق لحقوق الإنسان في كسب وفي أي مكان آخر في تلك المنطقة من جانبناquot;.

ضد مافيا الأسد
وجدد quot;التزام الائتلاف الوطني السوري والجيش السوري الحر بحماية كل المدنيين السوريين، وصون أرواحهم وممتلكاتهم وحقوقهم، بما فيهم الأقليات في سوريا، وكما قلت للمقاتلين في كسب خلال زيارة لي إلى الجبهة في الأسبوع الفائت، فإن معركتنا هي ضد مافيا الأسد الحاكمة وأي شخص يحمل السلاح دفاعًا عن هذا النظام، وحربنا ليست ضد العلويين أو الأرمن أو المسيحيين أو أي طائفة أخرى. وقد قام بالالتزام بهذه المبادئ في الكثير من المناسبات كل من هيئة أركان الجيش السوري الحر ووزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة وجميع أعضاء الائتلاف، الذي يضم المسيحيين والسنة والعلويين والتركمان والأكراد وكل الأعراق والأديان في سورياquot;.

وشدد الجربا على أن الائتلاف الوطني السوري والجيش السوري الحر سيستمران في quot;الانخراط بشكل فاعل في القتال ضد نظام الأسد وجميع القوات المتطرفة التي تقاتل في سوريا تحت راية طائفية، بما في ذلكداعش وحزب الله. وسيكون ممثلنا في واشنطن العاصمة على استعداد دائم لتزويد مسؤولي الخارجية بكل التفاصيل اللازمة عن الخطوات الملموسة التي اتخذناها لحماية المدنيين من الأطياف كافة، ورفض الطائفية بكل أشكالهاquot;.

رسالة إلى رئيس أرمينيا وبطريرك كيليكيا
وفي رسالة إلى كل من سيرج سركيسيان رئيس جمهورية أرمينيا، وإلى صاحب القداسة بطريرك كيليكيا آرام الأول كشيشيان، قال رئيس الائتلاف الوطني quot;إن الائتلاف يحاول جاهدًا أن يبقي على النسيج المجتمعي السوري موحدًا، وأن الأرمن هم جزء مهم وفاعل وأساسي من نسيجنا الوطنيquot;.

أضاف أن quot;الائتلاف الوطني يناضل من أجل حرية الشعب السوري، ومن يقدّر الحرية ويقاتل من أجلها، يتحلى بأسمى القيم الإنسانية. لقد ملأت أخبار كسب الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وما ينقل فيه الكثير من الإجحاف والتزوير والكذبquot;، مناشدًا quot;ألا تتأثروا بالإعلام المضللquot;، كما تمنى quot;أن تطلبوا من أخوتنا الأرمن السوريين أن يقفوا إلى جانب الحق، وإلى جانب أهلهم المطالبين بالحرية والكرامة على أرض سوريا العزيزةquot;.

وطمأن الجربا الجميع إلى أنه quot;في الأسبوع الفائت قام بزيارة إلى المنطقة، وإطلع بشكل مفصل على الوضع هناك، وأعطى تعليمات واضحة إلى quot;مقاتلينا بأن عليهم حماية كل المدنيين في المناطق التي يحررونها، مهما كان انتماؤهم العقائدي أو الثقافي، وأن الكنائس والأديرة وحرية الدين والمعتقد وحتى الاختلاف السياسي لن يكون إلا محترمًا، وهذا حق لانؤمن به فقط، بل نقاتل من أجلهquot;.

وشدد الجربا على أنquot; الطائفة الأرمنية الكريمة عاشت على مدى مئة عام في سوريا، وكانوا في كل العهود مع إخوانهم السوريين معززين مكرمين، وسيبقون كذلكquot;.

وعبّر عن ترحيبه quot;بتصريحات نائب المجلس الوطني الأرمني تيفان بوغيوسيان، الذي زار المنطقة، لقلقه على مصير الأرمن في ظل العمليات العسكرية، حيث قال إنه لا توجد ضحايا من الأرمن في كسب، كما أفتخر أنني أنتمي شخصيًا إلى قبيلة ساعدت إخواننا الأرمن أيام محنتهم الأولى عام 1915quot;. كما رحّب الجربا quot;بأية زيارة تريدون القيام بها أو موفد من قبلكم إلى منطقة كسبquot;.