دعا زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر عناصر القوات المسلحة إلى التمرد على قائدها المالكي، وعدم إطاعة أوامره، بالتصويت له في الاقتراع الخاص لعناصر هذه القوات، البالغ عددهم أكثر من مليون فرد، الاثنين المقبل.


أسامة مهدي: جاء ذلك في جواب للصدر على سؤال وجّهه إليه أحد قادة الجيش العراقي، قال فيه quot;بعض المقربين من السيد رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة (نوري المالكي) نقل إلى قيادات القوات المسلحة والأجهزة الأمنية ما يشير إلى أن وجود هذه القيادات مرهون بوجود المالكي على رأس الدولة، وأن عليهم أن يقوموا بالضغط على مرؤوسيهم ومنتسبيهم لمصلحة قائمة رئيس الوزراء.. فما هو رأيكمquot;؟.

هنا، أجاب الصدر على هذا السؤال، طالبًا من أفراد القوات المسلحة أن يصوّتوا بحرية وديمقراطية بعيدًا عن الضغوط، وداعيًا القادة إلى أن يتركوا أفراد الجيش يصوّتون، حيث يشاؤون، في إشارة إلى عدم الالتزام بتعليمات التصويت لائتلاف المالكي الانتخابي quot;دولة القانونquot;.

وقال الصدر في نص إجابته:
بسمه تعالى
السلام على جيش العراق الحر الأبي، الذي أخذ على عاتقه حماية العراق والعراقيين ورحمة الله وبركاته.. إعلموا إخوتي وأحبتي أن فيكم الشجاع البطل، وأن فيكم المحبّ لوطنه ودينه وعقيدته وتراب أرضه وسمائه.. ولكم من الله الشكر على ما أبديتموه من بسالة بوجه الطغاة والإرهابيين، وما أبديتموه من حب وولاء لكل العراقيين، وما أبديتموه من سلم وسلام للعزل والمواطنين.. ونحن معكم لدفع عدوكم، لا مع الميليشيات والإرهابيين، الذين يملأون أرض الوطن دمارًا وطائفية وقتلًا وتفخيخًا.

شتان بين الباني والهدام
وليس مثلي من يبعد المحبين والوطنيين عن ذلك الجيش الهمام، بل نبعد كل بعثي وكل ميليشياوي وكل طائفي وكل ذي عقيدة فاسدة وكل من يريد المصالح الشخصية والفئوية، وكذب كل من قال عنكم إنكم لستم عن العقيدة تدافعون، وتبًا لكل الأصوات التي تعاديكم ما دمتم مع الحق سائرون، فشتان بينكم وبين جيش الهدام (صدام حسين)، الذي كان يقاتل عن خوف وديكتاتورية، واليوم أنتم تضحّون بأنفسكم من أجل العراق طوعًا.

ثم أنصحكم بأن تكونوا مع الشعب وللشعب، وألا تنحازوا لنفر دون نفر، ولا لجهة دون جهة، ولا لعقيدة دون غيرها، فلستم عن الحكومة تدافعون، ولا للشر تنصرون، بل للشعب لا غير، فحيا الله الشجعان ونصركم الله أيها الأبطال.. وكما عهدنا بالجيوش كصمام أمان للشعب، فعليكم أن تصوّتوا بحرية وديمقراطية بعيدًا عن الضغوط، واتركوا أفراد الجيش يصوّتون حيث يشاؤون، من دون أذى ولا ضرر... وأنا على يقين أنكم لن ترضوا بالذل والهوان، فأنتم الأحرار في أصواتكم، كما الأحرار في دفاعكم، فسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مقتدى الصدر

وكان الصدر اتهم الأربعاء الماضي بعض المرشحين بإنفاق أموال الدولة واستخدام الإدارات الحكومية لمصلحتهم، من خلال استغلال المال العام وإدارات الدولة وسياراتها لتلك الدعايات، التي وصفها بالبغيضة، والتي تكرّس الدكتاتورية والحزب الواحد.
أضافأن غالبية الدعايات، التي يدور رحاها كلما اقتربت فترة انتخابية تشريعية أو رئاسة جديدة، تصرف لها أموال بملايين، بل المليارات، بغير حساب quot;ولعل المرشح نفسه غير منتفع من تلك الدعايات الانتخابية، لأنها بلا تعقل ولا دراسة تخصصية لكي يستفيد منها في مآربه، فكيف بالآخرين، الذين استقطعت منهم تلك الأموال، فحرموا من متطلبات الحياة الضروريةquot;.

سأصوّت للمصلحة العامة
وعمّن سينتخب لدى إدلائه بصوته في الانتخابات البرلمانية المقبلة، أوضح الصدر قائلًا quot;سأذهب إلى التصويت والاقتراع، وسأنتخب من أراه مناسبًا للعراق والعراقيين، لا من أجل نفسه وعائلته واستحصال المغانم الشخصيةquot;.

وفي ما يخص تصريحات القيادي في التيار الصدري كرار الخفاجي بأن كتلة الأحرار الصدرية ستحرز 70 مقعدًا في مجلس النواب الجديد، وأن رئيس الوزراء المقبل سيكون صدريًا، أجاب الصدر بالقول: quot;من كان مع الله كان الله معه، وكل من يريد خدمة العراق وشعبه، فأتمنى أن يكون له الظفر والنصرquot;.

يذكر أن أبناء القوات المسلحة العراقية، الذين يقارب عددهم المليون عسكري في قوات الجيش والشرطة، سيدلون بأصواتهم، في تصويت خاص، الاثنين المقبل قبل يومين من الاقتراع العام، ليتمكنوا من المشاركة في حماية الناخبين.

وقالت مفوضية الانتخابات إن مجموع الناخبين المسجلين للتصويت الخاص لعناصر القوات الأمنية بلغ مليونا و23 ألف ناخب، إضافة إلى 26 ألفا و350 ناخبًا من النازحين والمهجرين في مختلف محافظات البلاد.