أكد رئيس الوزراء العراقي السابق اياد علاوي إصراره على خوض الانتخابات رغم أجواء الترهيب، مستبعدًا أن تكون انتخابات الأربعاء نزيهة.


استبعد اياد علاوي، رئيس الوزراء العراقي السابق ورئيس القائمة الوطنية العراقية، أن تكون انتخابات الأربعاء نزيهة. وقال في حديث صحافي إن فظاعة الأساليب المستخدمة لترهيب المعارضة تصاعدت من جديد، quot;والتهمة المشحونة سياسيًا بأنني كنتُ عضوًا في حزب البعث الصدامي تُنبش من جديد، ويراد بهذا التكتيك تهميش مرشحي المعارضة القادرين على الفوز بعدد كبير من الأصواتquot;. واشار إلى ساقه اليمنى التي يجرها بدلًا من أن يمشي عليها قائلًا إنها هدية من صدام حسين عندما حاول عملاء الدكتاتور السابق اغتياله في لندن اواخر السبعينات، بسبب معارضته للنظام البعثي.

لكن علاوي أكد اصراره على خوض الانتخابات رغم اجواء الترهيب التي تحدث عنها، قائلًا: quot;أرى من واجبي أن اتخذ موقفًا من أجل الشعب العراقي والديمقراطية والحرية والمصالحةquot;. واعرب عن ثقته بأن تتمخض سياسة المصالحة عن حكومة اغلبية رغم هذه الأجواء المشحونة.

فقد حليفيه

وقال رئيس القائمة الوطنية في حديث لمجلة شبيغل اونلاين إنه على اقتناع بجدوى سياسة المصالحة، وإلا ما كان ليدعو اليها. أضاف: quot;كثير من العراقيين يدركون الآن أن الأمور لا يمكن أن تستمر على هذا النحو وأن العنف والتطرف الديني يدمران العراق والبلد ذاهب إلى التفككquot;.

ورفض علاوي الرأي القائل بأن رئيس الوزراء نوري المالكي ما زال يتمتع بتأييد واسع، قائلًا إن المالكي فقد حليفًا واسع النفوذ هومقتدى الصدر، الذي يشير إلى رئيس الوزراء علنًا بوصفه الطاغوت، quot;وسماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الاسلامي ايضًا له قاعدة عريضة من المؤيدين ويمكن أن يصبح السباق متعادلًاquot;. واعتبر علاوي حركته قوة ثالثة، مع الكرد الذين قال إنهم اقوياء في كردستان العراق، quot;ويمكن أن نفوز إذا جرت انتخابات حرة حقًاquot;.

ونفى علاوي أن تكون تحذيراته من حدوث تزوير وسيلة للتستر على شعبيته المحدودة، quot;فلننتظر ونرَ ما سيحدث في الانتخابات، إذا كانت شفافة ونزيهة ونخسر فيها، مع ذلك فإني سأقبل بالنتيجةquot;.

فاز ولكن!

كان ائتلاف العراقية الذي قاده علاوي في انتخابات 2010 فاز بأكبر عدد من المقاعد، لكن المالكي تولى رئاسة الحكومة لأنه كان أذكى في المناورة السياسية. لكن علاوي رفض هذا الرأي قائلًا إن المالكي تولى رئاسة الحكومة نتيجة صراع مرير على السلطة، quot;فالكثير من حلفائي وانصاري تعرضوا للاعتقال، و16 منهم قتلوا ونحو 500 مُنعوا من ممارسة العمل السياسي، بزعم انهم كانوا مسؤولين بعثيين، وهذا كله تضافر لدفعنا إلى الهامش، لكننا سنفوز رغم ذلكquot;.

وحصل ائتلاف العراقية بزعامة علاوي في الانتخابات السابقة على واحد وتسعين مقعدًا،بزيادة مقعدين على ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي، لكن رئاسة الحكومة رغم ذلك آلت إلى المالكي. وفي هذا الشأن، قال علاوي إن الرئيس جلال طالباني تعرض في عام 2010 لضغوط قوى خارجية، وهو نفسه اعترف بذلك لاحقًا، ولهذا السبب لم يمنحنا نحن التفويض بتشكيل حكومة في غضون 45 يومًا رغم الحقيقة الماثلة في أن هذا هو ما ينص عليه الدستور.

أضاف علاوي: quot;بقدر تعلق الأمر بالضغط الايراني، أؤكد أن خطًا احمر شديد الوضوح كان مرسومًا، فعلاوي والقائمة العراقية ليس مسموحًا لهما بالحكم، وحاول عدة قادة اقليميين بينهم قادة روسيا وتركيا والكويت وقطر أن يقنعوا ايران لتغيير استراتيجيتها لكنهم فشلوا، وليس لديّ شيء ضد القيادة الايرانية وفي الواقع كنتُ كثيرًا ما اراعيها خلال رئاستي للحكومة. ولكني لا أدعو إلى اقامة حكم ديني بل أنا علماني ضد تسييس الدينquot;.

تدخلات خارجية

عن موقف الولايات المتحدة، قال: quot;ان واشنطن تخشى طهران وتدخلاتها، واعتقد أن الحسابات الاميركية كانت تذهب إلى انني إذا تسلمتُ مقاليد الحكم ضد مشيئة ايران فإن طهران ستدفع العراق إلى مزيد من الفوضى، فكان منعي من المجيء إلى الحكم أهون الشرين، وذلك تدخل في شؤون العراق الداخليةquot;.

وتابع علاوي قائلًا إن الرئيس الاميركي اوباما اتصل به حين كان الفرقاء العراقيون يحاولون التوصل إلى اتفاق على تقاسم السلطة. وجرى الاتفاق على أن يكون المالكي رئيس الوزراء ويصبح علاوي رئيس مجلس السياسات الاستراتيجية العليا. وقال علاوي: quot;اوباما وعدني بدعم هذا الحل بل ارسل سفيره ليكون شاهدًا على المفاوضات بين رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني والمالكيquot;.

تولى المالكي رئاسة الحكومة، وبقي علاوي بلا مجلس للسياسات الاستراتيجية العليا يترأسه. وفي هذا الشأن، قال علاوي إن اتفاقية تقاسم السلطة لم تسفر عن نتيجة. وكشف علاوي أن الأسد اتصل به ودعاه إلى دمشق مع وفد من 12 نائبًا في البرلمان، quot;والأسد قال لي إنه حاول دعم ائتلافنا لدى الايرانيين، ولكنه لم ينجح، وقال ايضاً إنه سمع من اصدقاء في تركيا ودول اخرى أن اميركا لم تعد تدعم ائتلافنا بل تقف وراء المالكي، كما تقف ايرانquot;.

بفأس!

وعن انتخابات الأربعاء ونفوذ ايران، قال إن الظروف تغيّرت، ولدى ايران ما يكفي من المشاغل، بما في ذلك الأزمة السورية والوضع في لبنان، ولهذا السبب لم يعد لديها نفوذ واسع، كما كان لديها قبل اربع سنوات، quot;كما تنظر ايران إلى بلدنا على أنه منطقة عازلة بينها وبين سوريا ولبنان المأزومينquot;. وأضاف: quot;ليس هناك شيء اسمه حملة انتخابية في العراق، لأن لا أحد عمليًا يستطيع الظهور بأمان امام الجمهورquot;.

وتذكّر علاوي محاولات الاغتيال التي تعرض لها بما فيها محاولة كادت تتكلل بالنجاح. وقال: quot;كنتُ محظوطًا في الرابع من شباط (فبراير) 1978 وتمكنتُ في النهاية من العودة إلى الحياة الطبيعية بعد اشهر في المستشفى، لكن زوجتي لم تتمكن قط من التغلب على آثار ذلك الاعتداء. فأُصيبت بكآبة حادة وتوفيت لاحقًا نتيجة ذلكquot;.

وروى علاوي ما حدث قائلًا انه كان طالب دراسات عليا في مجال الطب في بريطانيا ويعيش في منطقة سَري جنوبي انكلترا. وذات ليلة، في الثالثة فجرًا، quot;في البداية حسبتُ أن الظل الذي رأيته كان حلمًا ثم رأيتُ فأسًا ضخمة تقترب نحوي، فأدركتُ أن شيئًا أفزعني وكانت عيناي مفتوحتين وأن احدًا كان يركلني، وتقدم صوبي جسم يلمع واشتبكتُ مع هذا الظل وحاولت أن اركله كما ركلني، حاولتُ النهوض لكني لم استطع، أحسستُ بماء ساخن ينساب على وجهي وصدري. استمر هذا نحو 30 ثانية قبل أن تضيء المرحومة زوجتي النور. اكتشفتُ أن رجلاً كان يهاجمني بفأس، وأنا مضرج بدمي. رأيتُ ساقي مهشمة قريبًا من مستوى ركبتي. انقضَّت زوجتي على المهاجم وعضته من يده فهاجمها. تمكنتُ من انتزاع سلاحه وضربته على ساقه. هرب مع شركائه الذين لم ألحظ وجودهم من قبلquot;.

في مهب الريح

وعن استمرار دوامة العنف في العراق اليوم، قال علاوي: quot;أنا على الأقل حاولت كرئيس وزراء أن اكسر هذه الحلقة الشيطانية، وكنتُ أميز بين الارهابيين وما يُسمى المقاومةquot;. وأكد أنه حاول اجراء حوار مع هؤلاء قائلًا: quot;ان الناشطين في حركة المقاومة الذين غالبيتهم من السنة، جزء من شعبنا، وهم يشعرون بالتهميش والتمييز ضدهم من جانب حكومة المالكي، وعلينا دمجهم لا مقاتلتهم، كما سعيتُ إلى فتح حوار مع بعثيين سابقين، حين لم يكن هناك ما يثبت مسؤوليتهم شخصياً عن أي جرائمquot;.

وقال علاوي انه حين كان رئيس وزراء زار محافظة الانبار ومراكز ما يُسمى الانتفاضة مثل الفلوجة. quot;وأن بعثيين وعلماء دين سنة انضموا اليّ في محاربة الارهابيينquot;. وعن فشله في تحقيق المصالحة، قال علاوي: quot;البلد كله في مهب الريح، والوضع الأمني يزداد ترديًا كل يومquot;.

ويعيش علاوي في منزل محاط بحراسة مشددة، وهو لا يخرج من دون حماية واسعة. وفي هذا الشأن، قال علاوي: quot;أنا طبيب وسياسي. الأسلحة غريبة عليّ. ولكن عندما انتهت ولايتي تلقيتُ كهدية وداعية من احد الملوك العرب رشاشًا صغيرًا ظل طيلة سنوات محفوظًا في صندوق لطيف في البيت. وقبل اربعة اشهر سحبتُ الصندوق الذي علاه الغبار وأخرجتُ منه السلاح. أراني حراسي كيف يجري تنظيفه وحشوه واستخدامه. صدقوني لم أفكر قط أن يصل بي الوضع إلى هذه الحالquot;.