أكد مفتي الاحتجاجات السنية في العراق الشيخ عبد الملك السعدي ان اي مبادرة حل مع المالكي في محافظة الانبار الغربية مشروطة بعدم اجهاض الثورة وتنفيذ جميع مطالب المحافظة نافيا إجراء مباحثات مع امير الدليم زعيم عشائرها الشيخ السليمان واكد ان الحل هناك هو بيد ثوار العشائر.


أسامة مهدي من لندن: قال مكتب مفتي الاحتجاجات السنية في العراق الشيخ عبد الملك السعدي، ان بعض اجهزة الاعلام تتحدث هذه الايام عما تقول ان الشيخ السعدي قد بارك مبادرة أو اتفاقية عن طريق أمير الدليم رئيس مجلس ثوار العشائر الشيخ علي الحاتم بدعم من المالكي وأكد ان هذه المعلومات غير صحيحة.

واشار في بيان صحافي الخميس حصلت quot;ايلافquot; على نصه الى ان الشيخ السعدي لا علم له بأي مبادرات تدرس في عمان ولا في غيرها ولم يؤخذ رأيه فيها ولا يعلم ما هي تلك المبادرات ولا يعلم أصلا إن كانت هناك مبادرات أو لا.

واوضح ان الشيخ علي الحاتم قد زار الشيخ زيارة ودية عادية في مجلس له مفتوح في عمان يحضره العشرات من عامة الناس وقد تكلم الحاتم أمام الجميع بكلام عام ووصفٍ للأحوال والأوضاع المأسوية في محافظة الأنبار وفي أهلها ولم يطرح أي مبادرات أو آراء، وقد أشار إلى أن الوضع يحتاج إلى حل دون أن يذكر أيَّ تفاصيل، والشيخ يتفهم أمر الوضع إلاَّ أنه لم يعطه أيَّ كلام أو رأي فأمر المبادرات والحلول يحتاج إلى دراسة مع جميع العقلاء الثقات الموجودين في ميدان المعركة من ثوار العشائر وكذا مع باقي الخبراء والعلماء والمتخصصين الوطنيين الشرفاء بشرط أن لا يكون الحل أو المبادرة مجهضة للثورة وأن يحفظ هذا الحل كرامتنا ويحقق جميع مطالبنا.

وشدد على ان الشيخ السعدي quot;لا شيء عنده في الخفاء بل إنما يطرحه على رؤوس الأشهاد فلا شيء عنده تحت الطاولة؛ إذ لا ناقة له فيها ولا جمل بشكل خاص ولا يطمع في منصب أو حطام دنيا، بل يطمع في حفظ عقيدة ودماء وكرامة وحقوق أهلناquot;.

يذكر ان محافظات بغداد والأنبار وصلاح الدين وديإلى وكركوك ونينوى تشهد منذ 23 كانون الأول (ديسمبر) عام 2012 تظاهرات احتجاج واعتصامات تطالب بإطلاق سراح المعتقلات والمعتقلين الأبرياء ومقاضاة quot;منتهكي أعراضquot; السجينات فضلاً عن تغيير مسار الحكومة وإلغاء المادة 4 إرهاب وقانوني المساءلة والعدالة والمخبر السري واصدار عفو عام وإلغاء الاقصاء والتهميش لمكونات عراقية.

اجتماع عمان بين النفي والتأكيد

وفي وقت سابق اليوم اشار المالكي الى ان العراق مصمم على حسم المعركة مع داعش حيث إن قواته المسلحة بيدها الان زمام المبادرة وقال quot;سنتحرك بقوة لهزيمتها والبدء باعمار الرمادي وطردها من الفلوجة وبقية المناطق وتعويض اهالي المحافظة عن الاضرار التي لحقت بهم جراء العمليات العسكرية.

وقال ان موضوع الفلوجة لن يطول لانه اخذ اكثر مما يستحق من التريث والحرص على حياة المواطنين الذين غادروها ولم يبق فيها غير القتلة والمجرمين واصبح لزاما تحريرها واعادة سكانها اليها.

وشدد بالقول إن الامر امام الحسم الان بعد ان انحاز اهلها الى جانب الدولة في سعيها لطرد الارهابيين الغرباء منها.

وكانت تقارير اشارت هذا الاسبوع الى عقد اجتماع في عمان بين طارق نجم مستشار رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وأمير الدليم رئيس عشائر الثوار في الانبار علي حاتم السليمان ووزير المالية السابق رافع العيساوي اضافة الى عدد من شيوخ ووجهاء محافظة الانبار لحل ازمة الانبار وايقاف التداعيات الامنية التي تشهدها منذ فترة طويلة لكن نجم نفى ذللك.

وكان السليمان نفسه قد اكد قبل ايام انه في عمان بمهمة من اجل إيجاد حلول لأزمة الأنبار.وانه عائد الى الانبار قريبا.

وسبق لامير عشائر الدليم والذي يقاتل القوات الحكومية العراقية ان اعلن منتصف شباط (فبراير) الماضي عن مبادرة باسم quot;ثوار عشائر الانبارquot; تتضمن ست نقاط لحل الأزمة في محافظة الانبار تقضي بسحب الجيش خلال مدة اقصاها 72 ساعة وايقاف القصف العشوائي للسكان، مؤكدًا الاستعداد لقتال مسلحي داعش.

وأكد قبول عشائر محافظة الانبار أي مبادرة لحل ازمة المحافظة، quot;خاصة مبادرات شيوخ العشائر في الفرات الاوسط والجنوب لإنهاء ازمة محافظة الانبار شريطة أن يوقف الجيش قصفه العشوائيquot;.

وشدد امير عشائر الدليم على رفض التفاوض مع السلطات في ظل استمرار قصف أحياء مدن المحافظة.

وعرض مبادرة لحل أزمتها تقوم على 6 أسس هي: اصدار المالكي اوامره بوقف القصف العشوائي فورًا، وسحب الجيش من مدن الانبار في مدة أقصاها 72 ساعة ويتولى اهلها حفظ الامن فيها .. وفي حال التزام المالكي بذلك، فإن ثوار العشائر يلتزمون بعدم التعرض للقوات لدى انسحابها.

وقال إنه يمكن بعدها استقبال أي وفد عشائري للتفاوض وبحث الازمة وصولاً الى حلها.

واشار الى وجود جماعات اجنبية في اشارة الى تنظيم داعش تقوم بقتل افراد الشرطة وقطع رؤوسهم داعيًا الى مواجهتها ومشاركة العشائر في التصدي لها.

واكد أن المعركة في الانبار لا تقودها داعش أو القاعدة وانما هي معركة بين العشائر والمالكي الذي عادة ما يتهم العشائر بأنها تقاتل مع تنظيم داعش الارهابي.

ومنذ بداية العام الحالي، يسيطر مقاتلون مناهضون للحكومة من رجال العشائر مع مسلحين من تنظيم quot;داعشquot; على الفلوجة وعلى اجزاء من الرمادي المجاورة، حيث تشكل سيطرة التنظيمات المسلحة على مدينة الفلوجة حدثًا استثنائيًا نظرًا الى الرمزية الخاصة التي تطبع المدينة التي خاضت حربين شرستين مع القوات الاميركية عام 2004.

وكان الهجوم الاميركي الاول، الذي هدف الى اخضاع مسلحي المدينة، شهد فشلاً ذريعًا حول الفلوجة التي تحولت سريعاً الى ملجأ لتنظيم القاعدة وحلفائه الذين تمكنوا من السيطرة وفرض امر واقع فيها، بينما قتل في المعركة الثانية حوالى الفي مدني اضافة الى 140 جندياً اميركياً في ما وصف بأنها المعركة الاقسى التي خاضتها القوات الاميركية منذ حرب فيتنام في ستينات القرن الماضي.