بدأ المواطن العراقي يشعر بالخوف والقلق مما ستؤول إليه الأوضاع بعد إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، التي جرت أول أمس، حيث إن قادة القوائم المتنافسة بدأوا يتطلعون إلى بعضهم بالريبة والشك والاتهام بالتزوير والابتزاز.
عبد الجبار العتابي من بغداد: ما أن أغلقت صناديق الانتخابات مساء الأربعاء حتى راحت التسريبات تنطلق بشائعات الفوز والخسارة للقوائم المتنافسة، وبدأ كل جمهور يهلل لقائمته، ومعها بدأت الانفعالات السلبية والإيجابية تظهر على السطح بشكل مخيف، يتوزّع ما بين شماتة بالهزيمة وتحذير من التزوير، ومن ثم المهاترات التي وصفها البعض بالرخيصة من قبل بعض الكتل في محاولات منها لتبرير خسارتها الفادحة.
نلوي إصبعه
أولى تلك البشائر، التحذير الذي أطلقته كتلة الأحرار الصدرية للمفوضية العليا للانتخابات من quot;رد فعل قويquot; في حال إعلانها نتائج غير حقيقية، فيما راح المتنافسون يشيرون إلى سرقة أصواتهم إلى حد قول أحد أعضاء كتلة متنافسة: من يسرق أصواتنا نلوي إصبعه، وحقنا نطالب به، ولن نتنازل عنه.. وقريبًا يعلن نصرنا الساحق.
فيما كانت الصدمة عندما أشار رئيس المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم إلى فوز قائمته (المواطن) ووعد العراقيين جميعًا بمرحلة تختلف عن السابقة، فيما يرى البعض من المتابعين أن هذه النتائج الاستباقية تمثل كيدًا بالآخرين وشماتة بهم، موضحين أنها تهيئ مشاعر المواطن البسيط للغليان في حال جاءت النتائج بغير ما يتم إعلانه.
تحذير
فقد حذر عضو مجلس أمناء كتلة الأحرار الصدرية علي التميمي مفوضية الانتخابات من رد فعل قوي في العاصمة وباقي المحافظات في حال عدم مصداقية الأخيرة بالإعلان الحقيقي لنتائج الانتخابات.
وقال إذا كانت هناك عدم جدية ومصداقية من مفوضية الانتخابات بالإعلان الحقيقي عن النتائج، فإن رد الفعل سيكون قويًا في بغداد وفي المحافظاتquot;، محذرًا quot;من التلاعب بنتائج الانتخاباتquot;، وقائلًا quot;هذا التلاعب يدل على عدم احترام إرادة الناخب، وبالتالي إن المصداقية بإعلان النتائج هي حق من حقوق كل كتلة سياسية.
لعبة مكشوفة
ورأى البعض أن هناك لعبة مكشوفة من قبل الجهات والمنظمات والأحزاب، التي تعلن عن نتائج الانتخابات، وتروّج لفوز جهة وخسارة أخرى، وحتى قبل الانتهاء من عدها.
فقال نمير عبد الله، موظف حكومي، أعتقد أن البعض من القنوات والجهات تريد أن تثير المواطن من خلال ترويجها للنتائج غير الصحيحة، ومن ثم اللعب على أعصابه إذا ما ظهرت النتائج عكسية. وأضاف: هؤلاء يحاولون أن يسبقوا الأمور للتغطية على خسارة الجهة التي يساندونها، ومن ثم عند إعلان النتائج النهائية ستدّعي أنه قد تم تزوير الانتخابات.
عدم تقبل الخسارة
إلى ذلك أكد أحمد المطير، طالب جامعي، أن البعض لا يريد أن يتقبل الخسارة، وهذه هي المشكلة التي نتخوف منها، وقال: الجميع يريد إثارة مريديه، فهو هنا إذا فاز في الانتخابات فهي أفضل انتخابات في العالم، نزيهة وشريفة وشفافة، وإذا خسر فهي تزوير وشابها التلاعب غير القانوني، ولذلك عليه أن يستفز جمهوره، ويعلن حمل السلاح ضد (المزورين) وضد مفوضية الانتخابات وليذهب الوطن إلى الجحيم!.
وأضاف: أن الناس متخوفة من القوائم التي ستخسر، فهي لن تتقبل الخسارة بسهولة، وهذه هي المشكلة الكبيرة التي تنتظرنا.
هاجس الخوف
من جهتها، قالت الكاتبة أحلام عبيد، من خلال متابعتي للأخبار بعد غلق صناديق الاقتراع، توجست خيفة، وقلت (الله يستر) من الأيام المقبلة، لأن الجميع يريد أن يفوز، وكل حزب يتوعد إذا ظهرت النتائج، وخسر الانتخابات، وهناك أخبار باتت ترعب الناس تشير إلى نشوء خلافات كبيرة بين عمار الحكيم والمالكي للسيطرة على المراكز الانتخابية، مما أدى إلى فرض حظر التجوال وتصريح الحكومة بانتشار ميليشيات مسلحة تحاول السيطرة على المراكز الانتخابية، وهذا وحده مرعب لأن الناس تنتظر أن يستقر الوضع بعد الانتخابات، وتأمل بالتغيير، ولكن.. أنا خائفة جدًا.
التعليقات