قدمت صحيفة الـquot;تليغرافquot; البريطانية ما قالت إنها أدلة تدعم الاتهامات الموجهة للرئيس السوري بشار الأسد باستخدام السلاح الكيميائي لقتل شعبه، وتحدثت هذه المرة عن إثباتات باستخدام الكلورين السام.

قدت صحيفة التلغراف صورا إشعاعية لضحايا الغارات التي شنها الجيش السوري في الأسبوع الماضي، وتثبت تسمّمهم بمادة الكلورين واحتراق جهازهم التنفسي بالكامل قبل الموت.
وتقول الصحيفة إن هذه الأدلة تقطع الشك باليقين وتأتي بعد أيام من الاختبار الطبي الذي أجرته الصحيفة على عينات من التربة في سوريا، بإشراف خبير دولي بريطاني في مجال الأسلحة الكيميائية، أكد وجود بقايا غاز الكلورين والامونيا في عينات من التربة من عدة مواقع في شمال سوريا تعرضت لغارات جوية من قبل الجيش النظامي.
صورة الأشعة أخذت في اللحظات الاخيرة لمريومة حشاش، وهي شابة سورية توفيت بعدما قصفت مروحية منزلها بقنبلة كلورين شمال غرب سوريا في الشهر الماضي.
الشابة التى كانت تبلغ من العمر (16 عاماً) توفيت بعد أسبوع من إجراء الأشعة التي أوضحت أن جهازها التنفسي قد دمر واحترقت رئتاها بفعل غاز الكلورين كما أن صدرها امتلأ بالسوائل.
يقول الطبيب الذي أجرى الأشعة، ورفض الكشف عن اسمه خوفاً على سلامته الشخصية، إن quot;الشابة المتوفاة لم تبلغ من العمر إلا 16 عاماً، لكن جهازها التنفسي تعرض لدمار كبير وخاصة الحويصلات الهوائية والانسجة الرئويةquot;.
ويضيف إن وفاة هذه الفتاة كانت مؤلمة جداً quot;فعندما استنشقت غاز الكلورين اتحدت جزيئاته مع جزيئات السوائل في صدرها لتنتج حمض الهيدروكلوريك الذي أحرق أنسجة رئتيها مسبباً ألماً لا يطاق طوال أيامquot;.
يشار إلى أن الفحوصات التي أجريت على مريومة، هي جزء من مهمة تهدف إلى جمع العينات - سواء من التربة من مواقع الهجوم، والدم والبول من الضحايا ndash; لإثبات سلسلة من الهجمات بالأسلحة الكيميائية من قبل سلاح الجو السوري على القرى في محافظات إدلب وحماة الشمالية .
ويقول الطبيب quot;الرئة الصحية تبدو سوداء وشفافة على الأشعة السينية وتستطيع أن ترى القفص الصدري من خلالهاquot;، مشيراً إلى صورة الاشعة السينية لمريومة التي تظهر فيها الرئتان كقطعة بيضاء غامضة، مما يشير إلى مشاكل رئوية، وهي عارض من أعراض التسمم بغاز الكلور.
وأضاف: quot;وضعنا مريومة على جهاز التنفس الصناعي، لكننا واجهنا مشكلة وهي أن رئتيها ضعيفة جداً لمعالجة الأكسجين الذي حاولنا أن نعطيها إياهquot;، مشيراً إلى أن الشابة حاربت الموت لمدة أسبوع تقريباً قبل أن تستسلم لجراحها .
مريومة هي الفرد الثاني من عائلتها التي تقع ضحية للغاز السام المحرم الذي يستخدمه الأسد للقضاء على المعارضة، كما انه كان يستخدم في الحرب العالمية الأولى لخنق المقاتلين في خنادقهم.
محمود حشاش (6 سنوات) شقيق مريومة قتل يوم الهجوم بسبب استنشاق الغاز السام. أما والدته سناء، وهي حامل في شهرها السادس، فتقبع اليوم في العناية المركزة حيث تصارع الموت هي وجنينها، كما أن الأطباء رفضوا أن يبلغوها بوفاة ابنها الصغير محمود حتى لا تتأزم حالتها .
وعمل الطبيب على تصوير شهادة سناء التي روت ما حدث خلال الهجوم يوم 21 نيسان/ابريل، فتقول بصوت خافت: quot;كان محمود يرتدي ملابسه للذهاب إلى المدرسة عند الساعة العاشرة وكان جميع أفراد الأسرة في المنزل. فجأة سمعت صوت طائرة ولم ادرك ما حدث إلى ان شاهدت المطبخ يهوي وانفجر الدخان الأصفر في وجهي. ثم تذكرت أن محمود وحده في الغرفة المجاورةquot;.
quot;بدأت أبحث عنه بجنون إلى أن وجدته مغمى عليه على الأرض، فخلعت عنه ملابسه وحاولت سحبه إلى مكان آخر حيث الهواء النظيفquot;.
يقول الجيران ان القنبلة سقطت تماماً على منزل عائلة حشاش، وهبّ أهل القرية لنجدتهم فاصطحبوهم إلى العيادة الميدانية المحلية .
لكن بما أن الطفل محمود وشقيقته مريومة كانا في حالة حرجة، فقد نقلا بواسطة سيارة إسعاف إلى مستشفى باب الهوى، ثم لحقت بهما الأم التي رفضت تلقي العلاج قبل أن تطمئن إلى أطفالها quot;لأنهم ضعفاء ولا يحتملون الألمquot;.
وقال الأطباء انهم يتوقعون أن تنجو سناء وتتحسن حالتها، لكن هذا يعني أنها ستضطر بعد أيام قليلة لمعرفة أن ابنها حسن الذي حاولت إنقاذه من المنزل المسموم قد فارق الحياة وكذلك مريومة التي تألمت اياماً قبل وفاتها.