رغم أن داعش نجحت في توظيف رجال ونساء سعوديين إلا أن قرارات تجريم كل سعودي يخرج من المملكة للقتال في صفوف داعش أو النصرة وإعلان التنظيمين جماعات إرهابية، حشدت المواطنين وراء الحملة التي تستهدف تأمين البلاد من هذه الجماعات.


الرياض: كشفت أجهزة الأمن السعودي تنظيمًا إرهابيًا متصلًا بالقاعدة، واعتقلت 62 مشتبهًا بهم، بينهم فلسطيني هو قائد التنظيم، ويمني وباكستاني، والبقية سعوديون، منهم خمسة وثلاثون ممن سبق أن أطلق سراحهم في قضايا أمنية، وآخرون لا يزالون رهن المحاكمة، إلى جانب البحث عن أربعة وأربعين متوارين عن الأنظار مطلوبين للاستجواب، مررت بياناتهم إلى الشرطة الدولية، لإدراجهم على قوائم المطلوبين.

وضبطت الشرطة معملاً لصناعة المتفجرات وأموالاً، إضافة إلى الكشف عن خطوط لتهريب الأشخاص والأسلحة عبر اليمن. وكشفت السلطات عن تواصل مباشر بين التنظيم في السعودية وداعش في سوريا، مضيفًا أن التنظيم بعد أن فشل في تجنيد السعوديين كان يخطط لبثّ الفوضى وحالة الارتباك في البلاد.

همة المواطنين

تم هذا الكشف بهمة رجال الأمن السعوديين، وبمساعدة قيمة من المواطنين السعوديين انفسهم.

فقد نقلت التقارير عن جاسر الجاسر، الكاتب والصحافي المختص في شؤون القاعدة، تأكيده أولًا أن وصول تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام إلى السعودية أمر طبيعي، إذ استقطب المئات من الشباب السعوديين، "لكن وسائل الإعلام وعلى مدى عشر سنوات ساهمت في رفع درجة الوعي بين الجمهور السعودي، لذا معظم من تم إيقافهم وأعلن عنهم أوقفوا بجهود المواطنين بالدرجة الأولى، أي أن المواطنين أبلغوا عنهم وليس كما كان الحال في السابق حين كان الأمن يبذل جهدًا مضاعفًا للوصول إليهم، وهذه المرة وجد الجهاز الأمني مواطنين متعاونين معه إلى أقصى مدى، يسلمونه المطلوبين والمشتبه بهم".

حشد مدني

لا يتفاجأ المراقبون من هذا التعاون المدني مع الأجهزة الأمنية، خصوصًا بعدما تمكن التنظيم من تجنيد المئات من السعوديين للقتال في سوريا، فتكون الجبهات السورية مجرد مناورات تدريب بالذخيرة الحية، ليعودوا إلى السعودية مزودين بما يلزم من خبرات ميدانية، ليشكلوا تهديدًا فعليًا للأمن في المملكة العربية السعودية، استنادًا إلى خطاب القاعدة نفسه.

وبالرغم من نجاح داعش في توظيف رجال ونساء سعوديين، مستعينًا بالتضليل الديني، وسارقًا الأنصار من القاعدة بفضل دوره "الجهادي" المفترض ضد النظام السوري، إلا أن العيون الأمنية المفتوحة، والقرارات السعودية بتجريم كل سعودي يخرج من المملكة للقتال في صفوف داعش أو النصرة، ثم إعلان التنظيمين جماعات إرهابية، كل ذلك حشد المواطنين السعوديين وراء الحملة التي تستهدف تأمين البلاد من الجماعات ذات الافكار المضللة.