أطلقت صحافية إيرانية لاجئة في بريطانيا مبادرة تحدٍّ ضد&السلطات في بلادها حول فرض الحجاب، وقوبلت المبادرة، وهي صفحة على (فايسبوك) تحت عنوان "حريتي المختلسة"، برد فعل واسع النطاق.&


تقول الصحافية مسيح علي نجاد إن الصفحة اجتذبت اكثر من 130 ألف مشترك خلال 10 أيام فقط، &فكرة الصفحة تقوم على نشر صور لسيدات وفتيات ايرانيات بدون الحجاب الذي جعلته السلطات الايرانية اجباريًا على السيدات منذ ثمانينات القرن الماضي.
&
وقالت نجاد لصحيفة (الغارديان) اللندنية إنها فور انشائها الصفحة انهمرت عليها الصور التي تلتقطها السيدات الايرانيات لأنفسهن خلسة دون حجاب. مشيرة إلى أنها لا تناهض فكرة الحجاب لكنها مع اتاحة حرية الاختيار وضد جعله اجباريًا بقوة القانون.
&
وأشارت إلى أن هدفها بالأساس من انشاء تلك الصفحة كان اعطاء مساحة للسيدات الايرانيات اللواتي لا يجدن منصة للتعبير، وجاءت فكرة ارسال صورة وتعليق لتعبّر السيدة عن مشاعرها في تلك اللحظات التي تتحرر فيها من قيود المجتمع وتشعر بمداعبة الهواء لخصلات شعرها.
&
ضغوطات&
&
يذكر أن الصحافية مسيح علي نجاد كانت غادرت طهران العام 2009 طالبة اللجوء في بريطانيا تحت ضغوطات كثيرة في إيران، وهي كانت فجرت في العام 2005 فضيحة المكافآت لأعضاء مجلس الشورى (البرلمان)، مما جعلها عرضة لمطاردة السلطات.
&
وكشفت صفحة (حريتي المختلسة) التي اطلعت عليها (إيلاف) عن أن آلاف الفتيات والنساء الإيرانيات نشرن صورهن بدون حجاب، إما على شاطىء البحر أو في الشوارع أو في الحدائق أو أثناء قيادة السيارات.&
&
وحمل تعليق لصاحبة إحدى الصور (مريم) وهي تقود سيارتها بدون حجاب: "أود أن اشعر بالرياح التي تهب على وجهي".&
&
وأظهر منشور آخر صورة ملتقطة في الجزيرة الساحلية الإيرانية الجميلة (كيش) لأم مع ابنتها، وكلتاهما بدون حجاب. بينما كتبت إحدى الفتيات: "ها نحن نتدحرج على الصخور بحرية والنسيم البارد يلامس خصلات شعرنا بحرية، هل هذا مطلب كبير؟".&
&
معركة روحاني&
&
يشار الى أن الرئيس الإيراني حسن روحاني يخوض منذ توليه الرئاسة في الصيف الماضي معركة حول (الحجاب) مع الجناح المتشدد في القيادة الإيرانية.&
&
وكان روحاني طلب من الشرطة الدينية أن تكون متساهلة اكثر في المسائل الاجتماعية خصوصًا قضية ارتداء الحجاب. ووعد روحاني بعد انتخابه بدعم ائتلاف من المعتدلين والاصلاحيين، باجراء اصلاحات خصوصاً تحرير السياسة والثقافة.
&
وكان روحاني قال في خطاب في المعهد الوطني للشرطة عن الحجاب:"اذا كان يجب توجيه تحذير فيتعيّن على الشرطة أن تكون آخر من يعطيه".&
&
واضاف "على نسائنا أن يشعرن بالأمان والارتياح بوجود قوات الشرطة"، معتبرًا أنه يجب تعليم احترام اللباس الاسلامي "في المدارس والجامعات والمساجد".
&
وقال الرئيس الإيراني إن الترويج للفضيلة في المجتمع يجب أن يتم من خلال مكافحة الفقر والبطالة وليس المواجهة مع الشرطة.
&
يذكر أن وحدات خاصة من الشرطة تقوم بعمليات بانتظام في الشوارع للتحقق من تطبيق صارم للباس الاسلامي الذي يلزم النساء في ايران على ارتداء الحجاب. ويمكن للمخالفات أن يتعرضن لتحذير شفهي أو غرامة أو التوقيف لعدة ساعات.
&
وإلى ذلك، قالت الصحافية مسيح علي نجاد لصحيفة الغارديان انها منذ صفحة (حريتي المختلسة) تلقت وابلاً ضخمًا من الرسائل والمنشورات والصور "وبالكاد يلامس عيني النوم لانشغالي بفرز تلك الرسائل والصور والتحقق من صدقيتها".&
&
حسابات حقيقية&
&
وقالت نجاد إن الصور تم إرسالها من حسابات حقيقية ورغم ذلك، فإنها طلبت من مرسليها الإذن قبل نشرها، ولكن لم يكشف عن أسمائهم الكاملة.&
&
وأكدت مسيح نجاد: "ليس لدي أي نية على الإطلاق لتشجيع الناس على تحدي الحجاب القسري أو الوقوف ضده"، قالت: "أريد فقط أن اعطي صوتًا للآلاف والآلاف من النساء الإيرانيات اللواتي يعتقدن أنهن ليست لديهن منصة ليقلن كلمتهن".&
&
وقالت إنها لا تعارض الحجاب، كما أن والدتها محجبة، ولكنها تعتقد بأن تكون للناس الحرية في الاختيار. وأشارت إلى أنها ارتدت الحجاب لثلاثين عاماً "ولكن آن الأوان لكي أكون أنا نفسي".&
&
ويشار في الختام، إلى أن الجناح المتشدد في القيادة الإيرانية وجه تحذيرًا الأسبوع الماضي للرئيس المعتدل روحاني بأنه لا مجال لأي حل وسط. كما أن مجموعة من الرجال والنساء من التيار المحافظ نظموا مظاهرة احتجاج في طهران مطالبين بتشديد القواعد الإسلامية على الحجاب ومعاقبة من يخالف ذلك بشدة.