أكد اطباء أن استخدام النظام السوري أسلحة كيميائية ضد شعبه أسفر عن تشوهات خلقية في المواليد أو ولادة أطفال ميتين.


إعداد عبد الاله مجيد: قال طبيب إن معدل ولادة أطفال ميتين في مستشفى للاجئين في بلدة عرسال اللبنانية قرب الحدود السورية يزيد الآن على 10 بالمئة، في حين أظهرت أشرطة فيديو نشرها ناشطون ولادة اطفال مشوهين في مستشفيات سورية. وقال والدا طفلة ولدت مشوهة ثم توفيت قرب دمشق إنهما على اقتناع بأن التعرض إلى الغاز السام هو السبب.

غاز سارين هو السبب

ولدت الطفلة فاطمة عبد الغفار من الغوطة الشرقية يوم الثلاثاء، لكنها توفيت بعد تسع ساعات. وقال والد الطفلة محمود عبد الغفار لصحيفة ديلي تلغراف إن الطبيب الذي أشرف على ولادة ابنته قال إن التعرض إلى ما أكدت الأمم المتحدة أنه غاز سارين السام كان على الأرجح هو سبب تشوهها الخلقي.

واستنشقت زوجة عبد الغفار الغاز خلال هجوم على الغوطة الشرقية في آب (اغسطس) الماضي، حين كانت بعد في الشهر الأول من الحمل، لكن بدا حينها أنها تماثلت للشفاء. وقال عبد الغفار إن زوجته مروى استنشقت الغاز، ومرضت حين وقع الهجوم الكيميائي، "ونقلناها إلى مركز طبي حيث قاموا برشها وتحسنت صحتها، لكن ولادة الطفلة كانت عسيرة وماتت صباح اليوم التالي".

وأكد عبد الغفار عدم وجود اسباب وراثية أو عوامل بيئية وراء التشوه الخلقي لطفلته، فليست هناك حالات تشوه خلقي في ولادات عائلته أو عائلة زوجته البالغة من العمر 17 عامًا.

تشوهات جنينية

قال ناشطون في الغوطة الشرقية إنهم يستطيعون أن يجزموا بأن الطفلة فاطمة توفيت نتيجة تعرض الأم إلى غاز السارين السام. وافادت صحيفة ديلي ستار اللبنانية بأن طفلًا آخر توفي في المنطقة نفسها الثلاثاء.

وقال أبو ابراهيم بكر، رئيس اطباء الأمراض النسائية في مركز الزهراء للأمراض النسائية في الغوطة الشرقية، إن آخر ضحية في المركز تعرضت ايضًا للغاز السام خلال الهجوم، موضحًا لصحيفة ديلي ستار أن التعرض لأسلحة كيميائية يمكن بكل تأكيد أن يسبب تشوهات جنينية، خصوصًا في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.

وأشار الناشط نضال شيخاني إلى انتشار الخوف بين الأهالي من أن يكون الهجوم على الغوطة الشرقية بأسلحة سامة سبّب تشوهات في المواليد الجدد.

وقال شيخاني إن هذه التشوهات هي نتيجة الأسلحة الكيميائية التي استخدمها النظام السوري في آب (أغسطس) الماضي، وأن فاطمة ولدت مشوهة خلقيًا بسبب التعرض&لغازات سامة مرات متعددة، وهي اول حالة تُسجل في المنطقة منذ اندلاع الثورة وتوفيت بعد ساعات من ولادتها.

يولد ميتًا

كانت آثار الهجوم الكيميائي محسوسة حتى خارج المنطقة.& وقال الطبيب قاسم الزين مدير العمليات الطبية للاجئين السوريين في عرسال إن الأطباء لاحظوا زيادة في نسبة ولادة أطفال ميتين وتزايد الحاجة إلى استخدام الحاضنات وكذلك تخلف النمو.

ونقلت صحيفة ديلي تلغراف عن الدكتور الزين قوله: "نحن نستقبل نحو 100 ولادة شهريًا في عرسال زهاء 12 بالمئة منها ولادات اطفال ميتين، وغالبية هذه الحالات تحدث لنساء تعرضن لغازات سامة، لكننا لاحظنا أيضًا أن جميع النساء اللواتي يعشن في مناطق تتعرض للقصف بالبراميل المتفجرة والقذائف الصاروخية مصابات بأمراض جنينية".

وفي حالة أخرى، تتلقى الطفلة جود العلاج في مستشفى في محافظة أدلب بعد ولادتها مشوهة بلا النصف الأسفل من ساقها اليسرى وبلا عدة أصابع. وكانت والدة جود في الشهر الثاني من الحمل عندما تعرضت إلى غاز خلال القتال في حمص صيف العام الماضي.

تقارير بريطانية

قدمت الباحثة البريطانية كريستين غوسدن، التي درست آثار التعرض لأسلحة كيميائية شهادة أمام الكونغرس الاميركي عن حدوث تشوهات خلقية في ذرية الناجين من هجمات كيميائية، وكذلك ارتفاع معدلات الاسقاط وولادة أطفال ميتين ووفيات بين الرضع.

وقالت وزارة الخارجية البريطانية إن التقارير التي تتحدث عن تشوهات خلقية ووفيات بين المواليد الجدد تؤكد الحاجة الملحة إلى ازالة الأسلحة الكيميائية في سوريا.

وأعلنت منظمة هيومن رايتس ووتش لحقوق الانسان في تقرير هذا الاسبوع أن النظام السوري ما زال يستخدم الغاز في شن هجمات ضد مقاتلي المعارضة بعد القاء قنابل من غاز الكلور على مواقعهم في مدن متعددة الشهر الماضي.