اعتبر الخبير السياسي المصري السيد ياسين أن الحركات الشبابية والثورية في مصر هي حركات غوغائية مخربة تسعى الى هدم الدولة، وأشار إلى أن المرشح الرئاسي السيسي يمتلك استراتيجية لمستقبل البلاد ومنافسه صباحي لديه برنامج انتخابي، والامة تحتاج إلى الاول اكثر لأنه صاحب خبرة ادارية وقدرة على الحسم واتخاذ القرار، مشدداً على أن مصر بحاجة إلى استقرار ويد حاسمة تمنع الفوضى.


القاهرة: قال الخبير السياسي المصري، مدير المركز العربي للبحوث والدراسات، السيد ياسين، في حوار مع "إيلاف" اجرته معه في مقر المركز بوسط القاهرة حول أي من المرشحين الرئاسيين عبد الفتاح السيسي وحمدين صباحي تحتاجه الامة في ظروفها الحالية، قال إنه لا بد قبل الاجابة على هذا السؤال هو توضيح التوصيف السياسي لكل منهما، فالسيسي رجل دولة وصباحي مناضل سياسي وهناك فرق في هذا التوصيف، فالاول رجل دولة تولى مهام تنفيذية واتيحت له الفرصة للقيام بواجبات قيادية ويمتلك القدرة على الحسم واتخاذ القرار ولديه خبرة متنوعة اكتسبها بعمله في مؤسسات مختلفة.. أما صباحي فلم تتح له هذه الخبرات من قبل ولم يتم اختباره في مراكز قيادية أو تنفيذية، وبالتالي يمكن القول إن مرحلته تحتاج إلى وقت، فمصر تحتاج في الوقت الراهن إلى رجل دولة بكل ما تعنيه هذه الكلمة ولحسن الحظ إن السيسي قادم من المؤسسة العسكرية المصرية حيث تتربى فيها القيادات بتخطيط وتدرج وخوض تجارب عملية يثبت فيها الشخص جدارته وقدرته على القيادة والمبادرة واتخاذ القرار، وهذا ما لا يتوفر في صباحي.

برامج المرشحين

وفي رده على سؤال حول تحفظ السيسي في تقديم رؤيته لإوضاع ومستقبل البلاد، في حين أن صباحي اكثر وضوحًا في تقديم برنامجه الانتخابي، اشار السيد ياسين إلى أنّ القضية ليست قضية برنامج انتخابي وانما هو ما قاله شخصياً للرئيسين السابقين مبارك ثم مرسي بأن مصر بحاجة إلى رؤية استراتيجية للعشرين سنة المقبلة، وأن الدول المعاصرة المتحضرة تملك جميعها هذه الرؤية، وهو أمر تفتقده مصر، الامر الذي سبّب تخبطاً في القرار التنموي فهي بحاجة إلى من يصوغ هذه الرؤية الاستراتيجية وطبعًا هذه لا يصوغها فرد بمفرده، مهما كانت عبقريته، وانما تقوم بها جماعة تضم خبراء في جميع الاختصاصات.

واضاف أنه من خلال متابعته لحوارات ومقابلات المرشحين الرئاسيين فقد وجد أن السيسي لديه هذه الرؤية الاستراتيجية لكن صباحي يفتقدها، فهو لديه برنامج انتخابي وهنا الفرق، فالسيسي يتحدث عن الخروج من الوادي الضيق وتعمير الصحراء وانشاء اقاليم تنموية ومجمعات سكنية جديدة، وهذه غائبة عن برنامج صباحي، موضحاً أن المشكلة ليست في البرامج وانما في القدرة على التنفيذ وغيابها. واكد أن السيسي لديه وعي عميق في بناء مؤسسات وانشاء مجلس اقتصادي اعلى.. ولكن السؤال يبقى هل هو قادر على تحديث المؤسسات القائمة وانشاء مؤسسات جديدة قادرة على الفعل؟

الحركات الشبابية غوغائية!

وعن رأيه بالحركات الشبابية في مصر التي تتظاهر ضد الاوضاع الحالية وكيفية استيعابها، قال الخبير الاستراتيجي المصري إن حكاية هؤلاء الشباب أو الناشطين السياسيين أو الثوريين الاشتراكيين، وكل هذه تسميات مجازية،&أنك لا تعرف حقيقتهم ومن هم.

وتساءل قائلاً: هل هم يساريون أم يمينيون أم ناصريون أم اسلاميون.. وكلمة ناشط سياسي لامعنى لها.. واشار إلى أنّه بعد 25 يناير ورحيل حكم مبارك ظهر حوالي 300 ائتلاف شبابي يضم كثير منها شخصين أو ثلاثة، وقسم من هذه ممول من الخارج، وكلهم تخريبيون ينادون بهدم الدولة وانهاء الجيش لأنها من مخلفات مبارك كما يدعون.. فأي شباب هؤلاء؟ انهم يقولون إنهم ضد قانون التظاهر وفي هذا تحالفوا مع الإخوان المسلمين لنشر الفوضى في البلاد مع أن جميع دول العالم تحكمها مثل هذه القوانين منعًا للفوضى والعنف.

مطلوب رئيس يحقق الاستقرار

وعمّا يريده من الرئيس الجديد، اكد السيد ياسين أن مصر بحاجة إلى استقرار ويد حاسمة تمنع الفوضى في الشارع.. وقال إن كلمة حقوق الانسان التي يتكئ عليها من يطلقون على انفسهم نشطاء هي كلمة مطاطة يستخدمونها بشكل سيئ فهم مثلاً يريدون مهاجمة مبنى وزارة الدفاع أو الداخلية وعندما يتصدى لهم حراسهما، ويُقتل عدد منهم، يطلقون عليهم شهداء ثم ينادون بحقوقهم.. وهذا كلام غوغائي تخريبي.
وحول رأيه بما يقوله بعض السياسيين عن عودة الدولة الامنية، تساءل السياسي المصري عمّا يعنونه بهذا، وقال إن هذا كلام غوغائي يريدون من خلاله اضافة إلى قتل الشرطة أن تغادر أجهزتها وتشكيلاتها لمقراتها وتترك البلد نهبًا للمخربين.

المرشحان الرئاسيان والامتداد لعبد الناصر

ورداً على سؤال عن رأيه في ادعاء كل من السيسي وصباحي بأنه امتداد للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، شدد السيد ياسين بالقول إن هذا كلام لامعنى له، فليس احدهما قريباً والآخر بعيداً عن عبد الناصر وفي هذا الكلام نوع من المزايدات السياسية، فالزمن تغيّر والسيسي نفسه قال لكل زمان رجاله.

لا إخوان في عهد السيسي

وعن رأيه بكلام السيسي بأنه لن يكون هناك إخوان مسلمون في عهده، وعمّا اذ كان هذا عزلاً لقطاع كبير من المجتمع المصري ورفضاً لتحقيق مصالحة وطنية اشار السيد ياسين إلى أنّ للمصالحة الوطنية شروطها.. والإخوان يريدون عودة مرسي وهذا امر ليس منطقيًا كما انهم يرفضون خارطة الطريق المعمول بها حاليًا، كما يرفضون الدستور ويعارضون الانتخابات.. واكد قائلاً: لا مصالحة ابدًا في هذا الاطار.
واضاف أن تيار الاسلام السياسي في مصر ليس كبيراً، وقد انقلب عليه الشعب الذي يريدون أن يحكمونه بالقنابل في غباء سياسي لا مثيل له.

الخروج من عنق الزجاجة

وحول الكيفية التي يمكن من خلالها الخروج من هذه الاوضاع، اشار السيد ياسين مدير مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بمؤسسة الأهرام سابقًا إلى أنّ المشكلة ليست سياسية وانما ثقافية تتطلب عمليات تغيير للعقول الصدئة المغلقة المتطرفة التي تجهل ما يدور حولها.

وأوضح أن الإخوان المسلمين لايملكون فكرًا عصريًا تنويريًا وقادتهم لديهم نظريات متخلفة يعود زمنها إلى 70 عاماً، فمثلاً يوجه مرشدهم محمد بديع قبل رمضان الماضي رسالة إلى الشعب المصري حول فضائل شهر رجب، وهذه كارثة لأن الرجل الاعلى منصباً في تنظيم الإخوان يخاطب الشعب بلغة امام جامع في زاوية ضيقة، وهذا يمثل جهلاً للواقع المعاش ولإحتياجات الناس.. ولذلك فهم يشكلون خطرًا على الهوية المصرية، وعلى الامن القومي المصري، وعلى الدولة المصرية.

وشدد السيد ياسين على أنه من الضروري لمواجهة ذلك العمل على تغيير اتجاهاتهم وفق خطة ترتكز على خطاب ديني وسطي واعلامي وتعليمي ثقافي تنويري تنخرط فيه ايضًا مؤسسات المجتمع المدني، بحيث يلامس المرحلة الراهنة ومتطلباتها.. وشدد بالقول إن المطلوب الآن سياسة ثقافية جديدة وليس سياسة امنية، وعلى الإخوان الاعتراف بجرائمهم ضد الشعب المصري وتغيير ثقافتهم وافكارهم البالية.

يذكر أن المركز العربي للبحوث والدراسات ومقره القاهرة مختص بدراسة حركات الاسلام السياسي ويتشكل من ثماني وحدات بحثية في السياسة والشؤون الدولية والإقليمية ثم الاقتصادية، وكذلك الثقافية والاجتماعية ووحدة البحوث المستقبلية.. ووحدة البحوث التاريخية، اضافة إلى وحدة للترجمة ووحدة للمعلومات والنشر.