أعرب دانييل واني، زوج السودانية التي حُكم عليها بالاعدام بعد إدانتها بالردة، عن سعادته لرؤية ابنته التي وضعتها والدتها في السجن، مؤكدًا في الوقت نفسه حزنه لإصرار السلطات السودانية على ابقاء زوجته، الطبيبة مريم يحيى ابراهيم اسحق، مكبلة اليدين.


إعداد عبدالاله مجيد: قال زوج السودانية التي حُكم عليها بالاعدام بعد إدانتها بالردة، دانييل واني (27 عامًا) أن زوجته ولدت فيما كانت قدماها مقيدتين. واضاف في مقابلة مع صحيفة ديلي تلغراف: "أبقوا قدميها مقيدتين بسلسلة وهي حزينة جدًا بسبب ذلك". وكان واني مُنع من زيارة زوجته فور ولادتها، لكن السلطات السودانية وافقت الأربعاء وسمحت له ولمحاميه بدخول السجن حيث أزيلت القيود عن قدميها.

وقال دانييل: "كان رائعًا أن أرى ابنتي الرضيعة، وأنا سعيد جدًا، انها طفلة جميلة". وقررت مريم أن تسمي ابنتها مايا، وحين سُئل دانييل عن السبب قال إن حماته هي التي اختارت الأسم.

مرتين في الأسبوع

وحُكم على مريم بالاعدام في وقت سابق من آيار (مايو) بعد ادانتها بالردة، لرفضها التخلي عن الديانة المسيحية واعتناق الاسلام، مصرة على انها لم تكن ذات يوم مسلمة لأن والدها المسلم هجر العائلة حين كانت طفلة صغيرة، في حين أن المحكمة اعتبرتها مسلمة وأدانتها بالردة.

ورغم أن مريم كانت في الأيام الأخيرة من الحمل، فإنها أُبقيت مكبلة في زنزانتها في أحد سجون الخرطوم، ولم يُسمح لها بمغادرة السجن لانجاب مولودتها في المستشفى. وقال زوجها إنه سيحاول أن يزور زوجته مرة أخرى الجمعة، لكنه استبعد أن توافق السلطات على ذلك، لأنه لا يستطيع أن يزورها أكثر من مرتين في الاسبوع. وأكد أن هذا يجعل الأمر صعبًا عليه.

مارتن في السجن

وترزح مريم في السجن منذ شباط (فبراير)، وتردد أن شقيقها سلمها إلى السلطات، لكن واني قال إنه لا يعرف ولا يريد التعليق على ذلك.

وأوضح واني، وهو بيوكيميائي، انه التقى مريم عن طريق شقيقته، وانه مصاب بمرض ضمور العضلات الذي حكم عليه بأن يكون أسير الكرسي المتحرك. ويحمل واني الجنسية الاميركية وتزوج من مريم عام 2011 ورُزق لهما ولدًا اسمه مارتن، وهو الآن في السجن مع والدته.

وقال واني: "مارتن بخير ولا اعتقد أنه يعرف ما يجري، لكنه سعيد وثمة امرأة تساعد في العناية به". وقال واني انه عندما حُكم على مريم بالاعدام، أدانتهما المحكمة بالزنا ايضًا لأنها لم تعترف بقرانهما المسيحي. واضاف: "هم يقولون أن اطفالي ليسوا أطفالي لأن زواجنا باطل".

بعد عامين

واستأنف واني الحكم الصادر عليه وعلى زوجته وهما بانتظار النظر في الاستئناف. وإذا رُفض سيلجأ إلى المحكمة العليا السودانية. وقرر القاضي ألا يُنفذ حكم الاعدام بمريم عامين بعد الانجاب، لكن الزوجين يتضرعان أن يُنقض الحكم قبل انتهاء الفترة.

وأكد واني أن مريم لن تتخلى عن ديانتها، وهي قالت له ذلك. وأضاف أن مريم تعرف أن العالم يتحدث عنها وعن قضيتها، "وهي حقًا تقدر ذلك وتشكر العالم، وتدعو إلى الضغط على الحكومة السودانية للرجوع عن الحكم".