&أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الجمعة، أن القوات العراقية وبإسناد وطني شامل وإجماع دولي واسع، استعادت المبادرة، وبدأت هجمات لتطهير كل المدن من الارهابيين، فيما تم الإعلان عن نشر إيران ثلاث وحدات عسكرية من قوات الحرس الثوري في عدة مناطق عراقية.&


لندن: قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، في كلمة إلى العراقيين الليلة إن العراق يمر الآن بمنعطف خطير ومؤامرة كبرى تستهدف وجوده، وتسعى لجعل بلاد الرافدين ومهد الحضارات قاعدة للتكفير والكراهية والإرهاب، ودفع شعبه الموحد المتآخي عبر العصور إلى التقاتل وتدمير بعضهم للبعض الآخر. واضاف ان أمة تمتلك كل هذا التاريخ العظيم وشعبا ورث كل هذه الحضارات واحتضن كل هذه المقدسات لا يمكن ان يخضع لسيطرة مجموعات من الظلاميين والتكفيريين الذين لا يفقهون الا مهنة القتل والتكفير وتدمير الحياة بكل معانيها.
&
وأشار إلى ان المرجعية الدينية العليا "كما عودتنا دائما إلى جانب العراق وشعبه استشعارًا لحجم الخطر الداهم، وعمق المؤامرة الخبيثة، فدعت كل الموطنين العراقيين القادرين على حمل السلاح إلى التطوع في القوات المسلحة، والانخراط في تشكيلاتها ومساندتها بكل ما تستطيع معتبرة ذلك واجبا شرعيا فضلا عن كونه واجبا وطنيا، وقد وجهنا باستيعاب جميع المتطوعين".
وقال "لقد تضافرت النداءات من المرجعيات الشيعية والسنية بضرورة الاندفاع لمساندة القوات المسلحة في جهادها لدحر الارهابيين ورد كيدهم إلى نحورهم.&
واضاف "اننا اذ نثمن هذه المواقف المشرفة، نامل أن يكون ذلك مثالا يحتذى لجميع المرجعيات الدينية والسياسية والزعامات العشائرية والقوى المدنية وكل الحريصين على هذا الوطن ووحدته وتاريخه ومستقبله".
&
وقال "اننا اذ نؤكد لمرجعيتنا الرشيدة وكل الشعب العراقي العزيز من الموصل الحدباء وحتى البصرة الفيحاء على متانة الموقف وتماسك قواتنا المسلحة الباسلة وتأهبها لتطهير كل المدن من براثن هولاء الارهابيين واعادة النازحين إلى ديارهم فاننا نحذر الجميع في الداخل والخارج من التهاون او التراخي مع هؤلاء الارهابيين الذين لا يرعون حرمة لأحد ولا قدسية لمكان، وقد أعلنوا أهدافهم صراحة ونفذوها مباشرة في هدم العتبات المقدسة ودور العبادة وقتل من لا يبايعهم ويخضع لطاعتهم ايًا يكن.&
ودعا المالكي المواطنين إلى "عدم الالتفات لحرب الشائعات التي يبثها الطابور الخامس وتنتشر بين الناس عن او غير قصد في محاولة لإضعاف معنويات المواطنين والقوات المسلحة كما حدث في مؤامرة الموصل". وشدد بالقول "ان قواتنا الباسلة وبإسناد وطني شامل وإجماع دولي واسع استعادت المبادرة وبدأت هجمات لتطهير كل مدننا العزيزة من هؤلاء الارهابيين".&
&
وجاءت هذه الكلمة اثر اجتماع عقده المالكي عصر اليوم مع القادة الأمنيين في مدينة سامراء (125 كلم شمال بغداد)حيث بحث معها الاوضاع الامنية والاستعدادات لشن هجمات مضادة ضد مسلحي تنظيم دولة العراق والشام الاسلامية ومعهم مقاتلون ينتمون لحزب البعث المحظور بقيادة عزة الدوري نائب الرئيس العراقي السابق. كما ناقش في قضاء سامراء بمحافظة صلاح الدين وبحث مع المحافظ أحمد عبد الله الجبوري اجراءات استعادة الامن في مناطق المحافظة.
ويشهد العراق تدهوراً امنياً واسعا خطيرا دفع بالمالكي الثلاثاء الماضي إلى إعلان حالة التأهب القصوى في البلاد وذلك بعد سيطرة مسلحين من تنظيم "داعش" على محافظة نينوى الشمالية بالكامل وتقدمهم نحو محافظات صلاح الدين وكركوك وديالى والانبار وسيطرتهم على بعض مناطقها.

&ايران نشرت 3 الوية للحرس الثوري في العراق
وأكد مسؤول رفيع في الحكومة العراقية الجمعة، أن إيران نشرت بالفعل ثلاث وحدات عسكرية من قوات الحرس الثوري في عدة مناطق في العراق، في الوقت الذي جددت طهران نفي أنباء عن دخول قوات عسكرية إيرانية إلى العراق.
وقال المسؤول الأمني العراقي والذي نقلت عنه "سي ان ان" شرط عدم الكشف عن هويته نظراً لحساسية الموضوع، إن ثلاث وحدات من "فيلق القدس"، التابع للحرس الثوري الإيراني، تتمركز في الوقت الراهن في محافظة "ديالى"، مشيراً إلى أن هذه الوحدات تضم نحو 500 مقاتل على الأقل.
&
وأشار المصدر إلى أن عناصر الحرس الثوري انضمت بالفعل إلى القوات الحكومية في معاركها ضد مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، المعروف باسم "داعش"، والذي يسيطر مقاتلوه على مناطق واسعة في شمال العراق، وبدأوا يتقدمون باتجاه الجنوب.
وفي طهران، نفى مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والأفريقية، حسين أمير عبداللهيان، صحة أنباء دخول قوات عسكرية إيرانية إلى العراق، وقال في تصريحات أوردتها وكالة "فارس" للأنباء الجمعة، إن "القوات المسلحة العراقية قد هبت بقوة لمواجهة الإرهابيين".
&
وذكر المسؤول الإيراني أن "بطولات القوات المسلحة العراقية قد أدهشت عناصر داعش وحماتهم، وجعلتهم في حيرة من أمرهم"، معرباً عن ثقته في أن القوات العراقية ستقضي على من أسماهم "الارهابيين والتكفيريين"، وشدد على أن "الجمهورية الإسلامية في إيران تدعم العراق في تصديه للإرهاب بكل قوة".
وكان ممثل المرجع الشيعي الأعلى في العراق، علي السيستاني، قد دعا العراقيين إلى التطوع والانضمام إلى الجيش العراقي، لمحاربة من وصفهم بـ"الإرهابيين"، وشدد الشيخ عبدالمهدي الكربلائي، في خطبة الجمعة، على أن "مواجهة وقتال الإرهابيين هي مسؤولية الجميع".
&