يُعقد مؤتمر في روما لدعم الجيش اللبناني في ظل مواجهة المنطقة ككل لتحديات كثيرة منها أحداث سوريا والعراق، ويجمع الفرقاء على الإرادة الدولية في تعزيز قوة الجيش اللبناني.


بيروت: يُعقد غدًا مؤتمر روما لدعم وتسليح الجيش اللبناني بمشاركة أكثر من ثلاثين دولة على مستوى وزراء دفاع وخارجية أو ممثلين عنهم، من بينهم وزيرة خارجية إيطاليا فيديريكا موغيريني ووزير خارجية مصر نبيل فهمي بالإضافة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي.

فأي دور لهذا المؤتمر في دعم الجيش اللبناني؟

يؤكد النائب غازي يوسف (كتلة المستقبل) في حديثه لـ"إيلاف" أن كل المؤتمرات التي تمت لدعم الجيش اللبناني لم تنجح كليًا، ولم نأخذ أي دعم إلا من خلال الهبة السعودية للجيش اللبناني، وقد يكون مؤتمر روما لدعم الجيش اللبناني ضمن إطار الاستعراض أكثر من الواقع، لأن زيارات عديدة تمت لمسؤولين إيطاليين للبنان، ولكن المؤتمر الإقليمي والدولي باعتقادي الشخصي لن يؤتي بنتيجة مرجوّة.

أما النائب مروان فارس (8 آذار) فيقول لـ"إيلاف" إنه منذ فترة هناك تحضيرات جارية في لبنان من أجل إنعقاد هذا المؤتمر لدعم الجيش في روما، وهناك إرادة دولية بأن يعزّز الجيش والدلالة على ذلك الهبة السعودية للجيش اللبناني، وفي ظل المناخات الدولية الصعبة والقاسية ومع وجود الإرهاب الدولي، أصبح دعم الجيش اللبناني مطلبًا دوليًا وليس محليًا فقط، ويأتي مؤتمر روما في مكانه المناسب لتحقيق ذلك.

ومن المفترض، يتابع فارس، أن يكون موقف الحكومة اللبنانية معززًا لجهة المساعدة في دعم الجيش، وما نلاحظه جهود الحكومة اللبنانية لحضور المؤتمر والمشاركة غدًا بموضوع دعم الجيش في مؤتمر روما.

تماسك الجيش

ما الذي يحتاجه الجيش اللبناني اليوم كي يبقى متمساكًا ويستمر بخططه الأمنية؟ يقول يوسف: "الجيش اللبناني يمسك الوضع جيدًا على الأرض، ولكن بحاجة لأن يملك معدات أكثر للتدخل بصورة أوسع من خلال وحدات متخصصة جديدة.

ويؤكد فارس أنه ليس من مصلحة إسرائيل حصول لبنان والجيش اللبناني على معدّات ثقيلة، وأميركا تساند إسرئيل في ذلك، إنما مع وجود إرادة دولية بتقوية الجيش لا بد أن تظهر في المرحلة المقبلة، من خلال تحدي الإرهاب، ونتمنى أن تنجح أي مبادرة هدفها تقوية الجيش اللبناني.

الخطط الأمنية

هل نجح الجيش اللبناني في خططه الأمنية الأخيرة؟ يجيب يوسف أنه أخيرًا نجح الجيش اللبناني بذلك، منذ خمسة أشهر حتى اليوم عندما أخذ القرار بأن تُنفذ الخطط الأمنية في كل لبنان، والجيش اللبناني لا يستطيع العمل لوحده من دون قرار أودعم سياسي.

في هذا الخصوص يقول فارس إن الجيش اللبناني نجح في خططه الأمنية الأخيرة، لأنه في المناطق الشمالية نشر الجيش ألويته مع تعاون كبير من أجل الحد من الإرهاب خصوصًا في منطقة عرسال، والجيش كفيل برد الهجمات عن البقاع الشمالي.

أحداث سوريا والعراق

في ظل أحداث سوريا والعراق أي دور للجيش اللبناني بمسك الأمن في لبنان؟ يقول يوسف إن الخطر يأتي من سوريا والعراق ومن داعش وكل أنواع التطرّف السني والشيعي، وهذا يتطلب من الجيش الاستعداد أكثر للتدخل ليكون حاضرًا لدرء أي مخاطر تنجم عن هذه التطوّرات الأخيرة.

يؤكد فارس أن لبنان كان يعتمد سابقًا سياسة النأي بالنفس، ولكن للمؤسف لا يمكن حصول ذلك لان الحدود بين لبنان وسوريا مفتوحة وواسعة، ولا يمكن أن يكون لبنان بعيدًا عن الأحداث السورية، وسياسة النأي بالنفس لم تثبت سوى فشلها.