أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اعفاء قائد عمليات محافظة نينوى الشمالية ومساعديه من مناصبهم واحالتهم الى المحكمة العسكرية بسبب ما قال انه تخاذلهم وتسهيلهم لسيطرة المسلحين على الموصل، فيما كذب مكتبه شائعة هروبه داعيا المواطنين الى عدم الالتفات لهذه الاقاويل التي تسعى الى النيل من معنويات المواطنين والمقاتلين.


أسامة مهدي من لندن: قرر رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي اعفاء قائد عمليات نينوى الفريق الركن مهدي الغراوي ونائبه عبد الرحمن حنظل ورئيس اركان عمليات نينوى العميد حسن عبد الرزاق من مناصبهم، واتخاذ الاجراءات القانونية بحقهم بسبب تخاذلهم وتركهم مواقعهم وعدم تأديتهم واجباتهم بالشكل المطلوب مما سهل على المسلحين السيطرة على عاصمتها الموصل (375 كم شمال غرب بغداد).

وقرر ايضا اعفاء قائد فرقة المشاة الثالثة العميد الركن هدايت عبد الكريم من منصبه واحالته للمحكمة العسكرية لهروبه من ساحة المعركة الى جهة مجهولة.
واوضح ان هناك اجراءات اخرى ستتخذ بحق الضباط والمراتب المتخاذلين.

واشار المالكي في بيان الليلة الى ان قيادة العمليات البرية ستتولى تشكيل مجالس تحقيقية بحق هؤلاء القادة.

وقال أن توجيهات لاحقة ستصدر لاعفاء قيادات عسكرية اخرى واحالتهم الى القضاء او التقاعد فيما وجه القوات البرية بتشكيل لجان تحقيقية بشأن الضباط الذين انسحبوا دون اوامر.

واكد المالكي انه سيتم اطلاع ابناء الشعب العراقي على الحقائق والملابسات التي ادت الى النكسة في الموصل.

مكتب المالكي يكذب شائعات هروبه

ومن جهة اخرى كذب مكتب المالكي شائعة هروبه داعيا المواطنين الى عدم الالتفات لهذه الاقاويل التي اشار الى انها تسعى الى النيل من معنويات المواطنين والمقاتلين.

وقال مكتب القائد العام للقوات المسلحة في بيان صحافي تسلمت "إيلاف" نسخة منه انه "لوحظ في الآونة الأخيرة بروز ظاهرة انتشار الشائعات المغرضة وأساليب الحرب النفسية التي تحاول النيل من معنويات أبناء شعبنا ومقاتلينا والتي اتخذ منها أعداء العراق أداة له".

واشار الى انه قد روجت "في الفترة الأخيرة إشاعات كان الغرض منها النيل من صمود شعبنا والتأثير على الانتصارات الميدانية التي يحققها البواسل من أبنائكم من ذلك بث إشاعة& هروب دولة رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة& وإصدار المجاميع الإرهابية بيان رقم (1) عبر فضائياته مصحوباً بإطلاق للعيارات النارية للتأثير على معنويات شعبنا".

وشدد بالقول "إننا في الوقت الذي نؤكد فيه بأن أكاذيب داعش وقوى الشر الذين اصطفوا في خندق الغدر والإجرام لن تنطلي على شعبنا الواعي وقواته المسلحة .. وندعوهم إلى التحلي بأعلى درجات اليقظة والانتباه لتفويت الفرصة على أعداء العراق.

يذكر انه خلال الايام الماضية لف الغموض مصير ثلاثة من أبرز قادة الجيش العراقي ممن تولوا ملف نينوى في الآونة الأخيرة (الفريق عبود كنبر قائد العمليات المشتركة، وعلي غيدان قائد القوات البرية، ومهدي الغراوي قائد عمليات نينوى) قبل ان يتم الكشف عن هروبهم من الموصل الى اقليم كردستان الشمالي حيث قامت طائرة عسكرية بنقلهم من هناك مطله الاسبوع الحالي الى بغداد.

وكان المالكي توعد في كلمته الأسبوعية الاربعاء الماضي& بمعاقبة "المتخاذلين والمتآمرين من قادة وضباط وآمرين في أحداث الموصل" من دون الإشارة إلى أسماء محددة، لكنه كشف عن أن "هناك متآمرين فسحوا المجال أمام جماعات إرهابية لدخول الموصل هربت من ضغط العمليات العسكرية الجارية في سوريا".

واكدت تقارير لاحقة ان القادة الثلاثة المنسحبين من الموصل عبود كنبر وعلي غيدان ومهدي الغراوي قد لجأوا إلى قوات البيشمركة وسلموا أنفسهم إثر الانهيار الذي حصل في الجهد العسكري هناك.

ومن جهتها أعلنت وزارة الدفاع العراقية في وقت سابق عن خطط لاحالة الضباط والمراتب المتسربين والمتخاذلين» إلى المحاكم العسكرية.

وقال بيان لوزارة الدفاع ان ما حدث من تداع في أداء الوحدات العسكرية في الموصل ليس نهاية المطاف وقد احتلت الكثير من المواقع والمدن سابقا في العراق أو في بلدان أخرى ووقعت بيد العصابات الإرهابية وقد جرى تحريرها واستعادتها من قبل القوات الأمنية والمواطنين الشرفاء المدافعين عن العراق وأهله وأن العبرة بالخواتيم.

وكان محافظ نينوى أثيل النجيفي قال في مؤتمر صحافي عقده في اربيل عاصمة الاقليم "قبل ساعة من فرار القادة العسكريين من المنطقة كنت معهم وطلبت منهم أن يسلحونا نحن أهل الموصل لنستطيع أن نحمي أنفسنا، فقالوا إنهم سيقدمون طلب تسليح من بغداد حتى يقدموها لنا بعدها، تركوا مدرعاتهم وسيارتهم المصفحة والهمرات العسكرية وناقلات الجنود وعددا كبيرا من الأسلحة في الموقع وفروا".

وطالب النجيفي بتقديم القادة العسكريين الذين كانوا يديرون العمليات في قيادة عمليات نينوى في ذالك اليوم وهم الفريق الأول الركن عبود كنبر والفريق أول الركن علي غيدان والفريق الركن مهدي الغراوي وقائد الشرطة الاتحادية فريق محسن ومن كان مجتمعا معهم لإدارة العمليات بتقديمهم لمحكمة عسكرية بسبب انهيارهم وانسحابهم فجأة.