واشنطن: منذ اسبوع تقريبا وباراك أوباما يدرس رد بلاده على التقدم الصاعق للجهاديين في العراق. في ما يلي عرض لمختلف الخيارات وكلها حساسة المتاحة امام الرئيس الأميركي.
&1 - قوات برية
موقف أوباما واضح في هذا الشان حيث اكد "لن نرسل قوات قتالية أميركية الى العراق".
وشكل انسحاب القوات الأميركية من افغانستان والعراق نقطة اساسية في السياسة الخارجية لأوباما. وعليه فان اي عودة الى الوراء تبدو غير ممكنة.
وهناك شبه اجماع في الكونغرس حول الموضوع كما ان الشعب الأميركي ليس متحمسا لارسال قوات الى العراق حيث قتل قرابة 4500 جندي أميركي وتكلفت واشنطن عشرات مليارات الدولارات.
&2 - غارات جوية بواسطة مقاتلات
تتصاعد عدة اصوات في الولايات المتحدة خصوصا بين الجمهوريين للمطالبة بشن غارات جوية قوية وسريعة. وقال السناتور ليندساي غراهام "يجب استخدام القوة الجوية الأميركية".
واعلن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري الاربعاء ان بغداد "تقدمت بطلب رسمي" من واشنطن لشن غارات جوية ضد الجهاديين.
ويمكن ان تقلع مقاتلات "اف -18" من حاملة الطائرات جورج بوش الموجودة في الخليج.
واذا كانت هذه الغارات لا تتطلب انتشارا كبيرا لقوات برية الا ان الخبراء يشددون على صعوبة تنفيذها دون "عيون على الارض" خصوصا وان الجهاديين ينتشرون في مناطق سكنية مكتظة مما يزيد مخاطر وقوع ضحايا بين المدنيين.
ونشرت الولايات المتحدة الاسبوع الماضي 170 عسكريا في بغداد لحماية سفارتها كما يبقى مئة جندي اخر منتشرين في المنطقة وينتمون على الارجح الى القوات الخاصة على استعداد للتدخل ويمكن ان يلعبوا دورا حاسما "لتوجيه" اي ضربات محتملة.
3 - غارات جوية محددة الاهداف بواسطة طائرات بدون طيار
منذ توليه مهامه في البيت الابيض وأوباما يفضل دائما اعمالا عسكرية محددة الاهداف بواسطة طائرات بدون طيار سواء في اليمن او باكستان او افريقيا.
ومرة اخرى يمكن ان يفضل هذا الخيار، ولو ان السياق مختلف.
واوضح دانيال بايمان من معهد بروكينغز "في اليمن الولايات المتحدة تستهدف بعض زعماء العشائر المعروفين. في العراق، التحدي اكبر بكثير. ليس من المضمون ان الطائرات بدون طيار قادرة على التمييز بشكل كبير"، محذرا من "صعوبة تحديد الاهداف".
ولاستخدام طائرات بدون طيار من طراز "ريبر" او "بريداتور"، واشنطن بحاجة لموافقة الدول التي يمكن ان تنطلق منها مثل الكويت او قطر او الامارات التي لا تبدي ثقة كبيرة في الحكومة العراقية.
&4 - الدبلوماسية
بعد عامين ونصف العام على انسحاب اخر الجنود الأميركيين من العراق، لا يخفي البيت الابيض خيبة امله المتزايدة ازاء حكومة نوري المالكي التي تجاهلت نداءاتها من اجل تشكيل حكومة تضم مختلف طوائف وشرائح الشعب العراقي.
ويشدد البيت الابيض على ان الولايات المتحدة لن تلتزم بعمل عسكري في غياب تحقيق تقدم سياسي.
وقال أوباما "دون جهود سياسية اي عمل عسكري على مدى قصير& واي مساعدة يمكن ان نقدمها سيكون مصيرها الفشل ما لم تكن مرفقة بجهود سياسة".
واعتبر بايمان ان "الرئيس محق بتشجيع الاصلاحات لكن المالكي اقام نظاما اقصى منافسيه وقام على التفرقة من اجل تعزيز سلطته. سيكون من الصعب اقناعه بتغيير سياسته".
كما اثير امكان التعاون مع ايران الا انه يصطدم بعدة عراقيل واي تعاون عسكري بين طهران وواشنطن مستبعد في الوقت الحالي.
التعليقات