توقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في القاهرة، مساء الجمعة، قادما من المغرب، وإلتقى الرئيس عبد الفتاح السيسي في الطائرة ومسؤولين كبارا، ولم ينزل أرض المطار في تأكيد على انفراد "إيلاف" في تقرير سابق لها حمل عنوان "خادم الحرمين يزور مصر بشكل مفاجئ للقاء السيسي".

صبري عبد الحفيظ من القاهرة: في زيارة مفاجئة، ولفتة وصفت بـ"الكريمة"، حطت طائرة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في أرض مطار القاهرة، أثناء عودته من المغرب في طريقه إلى الرياض. وكما انفردت "إيلاف" في تقرير سابق لها عن الزيارة، لم ينزل العاهل السعودي من طائرته، نظراً لظروفه الصحية، بل صعد إليه السيسي، وعقد الملك والرئيس إجتماعا ًمنفرداً في قاعة الإجتماعات بالطائرة الملكية.
وعرض التلفزيون المصري لقطات للسيسي، وهو يصعد سلم الطائرة، للقاء الملك، ورحّب كبار رجال الدولة في مصر بزيارة العاهل السعودي، الذين صعدوا للطائرة الملكية أيضاً، وهم: ابراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، والفريق أول صدقي صبحي، وزير الدفاع، ووزير الخارجية سامح شكري، بالإضافة إلى السفير السعودي في القاهرة، أحمد عبد العزيز القطان.
وعقد العاهل السعودي والرئيس المصري اجتماعاً بحضور الوفدين السعودي والمصري، استغرق نحو نصف الساعة، وهنأ خادم الحرمين السيسي على فوزه بالانتخابات الرئاسية، وتناولا الأوضاع في البلاد، والإعداد لمؤتمر المانحين لمصر، بالإضافة إلى الأوضاع في سوريا والعراق والمنطقة العربية.
وتلاقي زيارة العاهل السعودي ترحيباً واسع المجال في مصر على المستويين الرسمي والشعبي، لاسيما في ظل السخاء السعودي تجاه مصر في أزمتها سياسياً وإقتصادياً. وعلى المستوى الشعبي، أعرب المصريون عن خالص إمتنانهم للدعم السعودي والزيارة الملكية، وقالت عبير السعيد، (محامية)، إن الملك عبد الله بن عبد العزيز، أثبت أنه بالفعل "كبير العرب"، كما وصفه الرئيس السيسي، وأضافت لـ"إيلاف" أن الزيارة الملكية لمصر حتى وإن كانت خاطفة، فإنها تمثل تتويجاً للكرم المفرط من جانب خادم الحرمين مع مصر منذ ثورة 30 يونيو، &التي انتصر فيها الشعب للمرة الثانية خلال أقل من ثلاث سنوات على نظام حكم الإخوان الإستبدادي، الذي يسعى لتقسيم وتقزيم مصر.

لتفة كريمة
فيما وصف أدهم عبد العزيز، وهو طالب يدرس الحقوق في جامعة القاهرة، الزيارة بأنها "لفتة كريمة من رجل كريم"، وقال لـ"إيلاف" إن الزيارة ما سبقها من سخاء سعودي مع مصر في أزمتها يؤكد أن مصر والسعودية ليستا دولتين شقيقتين، بل هما كيان واحد، أو "جسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"، كما قال الرسول محمد الكريم.
وقال سمير نعيم، وهو سائق تاكسي في القاهرة، إنه يشعر بالإمتنان للملك السعودي، والشعب السعودي، وأضاف لـ"إيلاف" أن زيارة خادم الحرمين رغم إعتلال صحته، تؤشر على مدى حبه القوي لمصر، وأنه لا ينظر إليها باعتبارها دولة شقيقة، بل دولة لا تنفصل في مصيرها عن السعودية، وقال: "أهلاً بكبير العرب في بيته الثاني مصر".
وذكرت حملة "قرار الشعب" المؤيدة للسيسي، أن، الزيارة "تحمل رسالة واضحة للجميع أن مصر والسعودية على قلب رجل واحد في مواجهة التحديات التي تواجه مصر والمنطقة بأكملها".
وقال محمد فارس، مؤسس الحملة في تصريح أرسله لـ"إيلاف": "إن شعب مصر يرحب بحكيم العرب الملك عبد الله ابن عبد العزيز، خادم الحرمين الشريفين على أرض مصر، واصفًا هذه الزيارة بالمباركة، لما للملك عبد الله من مواقف تاريخية تجاه مصر في وقت أزماتها.
وأشار فارس الى أن "زيارة خادم الحرمين لمصر هي خطوة عزيزة على قلب كل مصري، خاصة وأن الرئيس السيسي كان أعلن من قبل أن أول زيارة له ستكون للمملكة العربية السعودية، إلا أن الملك عبد الله آثر على نفسه وبدأ بالزيارة لإيمانه بدور مصر وأهميتها في المنطقة"، لافتاً إلى أن "مصر شعبا وحكومة لن تنسى ما قدمته السعودية لمصر وقت محنتها والتي حاولت خلالها بعض الدول المعادية لنا استغلالها من أجل اسقاط الدولة المصرية وهو ما تصدى له جيشنا العظيم بيت الوطنية المصرية".
وتحظى السعودية ملكا وشعباً بحب خاص في قلوب المصريين، زاد مع دعم السعودية لبلادهم في أزمتها الإقتصادية والسياسية، التي تلت ثورة 30 حزيران (يونيو) 2013، التي أزاح فيها الجيش بقيادة السيسي نظام حكم الإخوان، وعزل الرئيس السابق محمد مرسي. وامتناناً منه للدعم السعودي، أعلن الرئيس السيسي أن أول زيارة له للخارج ستكون إلى السعودية، إلا أن خادم الحرمين الشريفين زاد في كرمه، واستبقه بزيارة لمصر، في تأكيد واضح لاستمرار الدعم غير المحدود.&
&