دعا الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر اليوم إلى حكومة وحدة وطنية بوجوه جديدة تمثل جميع أطياف الشعب العراقي وتلبّي مطالب السنة، وطالب بوقف القتال وتطويع المدنيين تجنبًا لحرب أهلية طائفية، وبدعم دولي للجيش العراقي.


لندن: شدد الصدر في خطاب متلفز إلى العراقيين مساء الأربعاء، تابعته "إيلاف" عبر قنوات محلية، شدد على ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة وطنية بوجوه جديدة من جميع الأطياف وبعيدة عن المحاصصة الطائفية، تتعهد بتلبية المطالب السلمية المشروعة لسنة العراق المعتدلين، الذين عانوا التهميش والإقصاء، في إشارة إلى الاحتجاجات المستمرة منذ أواخر عام 2012 في المحافظات السنية السنية الشمالية والغربية.

وأكد الصدرعلى ضرورة التوقف عن القتال وتطويع المدنيين لتجنب الحرب الطائفية.. وأشار إلى أنه طالما حاول التقريب بين المذاهب. وقال "لقد صليت خلفهم، وتناغمت مع مطالبهم، وأعني السنة المعتدلين، لانتشالهم من أفكار أتباع الثالوث والتنظيمات الإرهابية التي تتبع التسنن".. لكنه قال إنه لم يكن من قبلهم تجاوب على الإطلاق، وإن كان بعض الشيء، فإنه كان خجولًا، ولا ينهض بالمطلوب، حتى وصل الأمر إلى ما وصل إليه الآن".

المعتدلون تحت نفوذ مدّعي التسنن

وأضاف أن سنة العراق المعتدلين صاروا تحت نفوذ مدعي التسنن، وأصبح شيعة العراق تحت أفكاك الظالم الذي يريد المصالح الشخصية، لا المذهبية، ولا الوحدة الإسلامية الوطنية". وقال "إن مشروعنا أصبح أدراج الرياح، وباتت الوحدة الإسلامية الوطنية تحت وطأة الحرب الضروس، التي سوف لن يكون فيها منتصر".

وأوضح "أن علينا تجنيب العراق النتائج الوخيمة لهذه الحرب".. داعيًا إلى وقف القتال وعمليات التطويع والتعدي على المدنيين، في إشارة إلى دفع الحكومة إلى عمليات تطوع المواطنين تحت مسميات دعم القوات المسلحة، حيث تحاول استغلالها لتنفيذ أجندتها في مواجهة خصومها.

وشدد على ضرورة الاتفاق على ميثاق وعهد بين سنة العراق وشيعته لاستنكار الإرهاب ورفض زجّ التنظيمات الإرهابية والبعثية الصدامية في هذا الحوار مع عدم إقصاء السنة منه، محذرًا من أن لهذه الميليشيات باعًا في العمل على تفتيت العراق.&

ودعا الصدر من أسماها الأطراف الخارجية "لاسيما قوى الاحتلال والدول الإقليمية إلى رفع يدها عن التدخل في العراق وشؤونه".. وطالب "بتوفير دعم دولي من الدول غير المحتلة لجيش العراق لضمان استمرار محاربة الإرهاب وإنهائه".

يهود الأمة يعلمون بأسنا

وأوضح الصدر أن الاستعراضات التي نظمها جيش المهدي التابع له ضمن سرايا السلام في بغداد ومدن عراقية أخرى السبت الماضي كان "للتأكيد للجميع تأهبنا واستعدادنا للقتال". وقال "إن يهود الأمة على علم بشجعاتنا وبأسنا، فلقد أذقناهم حر سلاحنا وتعلقنا من جهة وتجذر إيماننا وحسن عقيدتنا من جهة أخرى".

يذكر أن العراق يعاني حاليًا من انهيارات أمنية خطيرة دفعت برئيس الوزراء نوري المالكي إلى إعلان حالة التأهب القصوى في البلاد في العاشر من الشهر الحالي بعد سيطرة مسلحي& داعش على محافظة نينوى بالكامل، وتقدمهم نحو محافظات صلاح الدين وكركوك وديالى والأنبار وسيطرتهم على بعض مناطقها قبل أن تتمكن القوات الأمنية من استعادة السيطرة على العديد من المناطق.