أكد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، حرص المملكة المتحدة على تعزيز العلاقات ووجود علاقات طويلة الأمد مع إقليم كردستان، لكنه لم يعلق على قرار اربيل ضم مدينة كركوك النفطية المتنازع عليها مع بغداد.&

نصر المجالي: رحّب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في ختام زيارة لبغداد وإربيل ببدء انعقاد جلسات البرلمان، وحث على تشكيل حكومة عراقية فورا تكون ممثلة للجميع.
&
وقالت وزارة الخارجية البريطانية إن الهدف من زيارة وزيرها هيغ إلى إربيل هو تأكيد ضرورة الوحدة السياسية للقادة العراقيين.&
&
وكان هيغ عبّر في مؤتمر صحافي مشترك في إربيل مع رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني عن سروره لزيارة الإقليم، ووجّه الشكر "للرئيس بارزاني لما أبداه من كرم ضيافة، كما أشكره على المحادثات المثمرة بيننا".&
&
وقال: لقد حضرت إلى هنا لأبحث مع القيادات الكردية الأزمة الملحة في العراق، والتي تمثل تهديدا خطيرا للمنطقة بأسرها. وخاطب الوزير البريطاني مضيفه بارزاني قائلا: "إن قوات الأمن الكردية تؤدي دورًا هامًا في وقف تقدم داعش، وقدموا تضحيات كثيرة في هذا الكفاح الحيوي. وإننا نقف إلى جانبكم في رفض الجرائم الوضيعة التي يرتكبها الإرهابيون".
&
وأضاف وزير الخارجية البريطاني أن "هناك نية لدى بغداد لتشكيل حكومة شراكة وطنية تشمل كافة أطياف الشعب العراقي دون تمييز"، وشدّد على "ضرورة التعاون بين شيعة العراق وسنته وكرده للعمل معا وإنشاء حكومة قوية قادرة على تشخيص الأخطاء".
&
وحدة مقابل الخطر&
&
وتابع: مثلما كانت رسالتي في بغداد يوم أمس، أكدت ضرورة التوحد بمواجهة هذا الخطر، وأهمية تشكيل حكومة جديدة ممثلة للجميع بأسرع وقت ممكن. ونحن نأمل أن يبذل الشيعة والسنة والأكراد كل ما باستطاعتهم كي يتحقق ذلك.
&
وقال هيغ: أرحّب بالإعلان يوم أمس عن بدء انعقاد جلسات البرلمان العراقي في الأول من يوليو (تموز)، وأحث كافة الأحزاب على الحضور كي تبدأ عملية انتخاب رئيس جديد للبرلمان ورئيس للدولة وعملية تشكيل حكومة جديدة واسعة التمثيل، وذلك تماشيا مع ما ينص عليه الدستور. وإننا نعتقد، كأصدقاء للعراق، بأن تلك هي خطوات عاجلة وحيوية.
&
وأشار إلى أنه بحث مع بارزاني الوضع الإنساني الخطير في العراق "وتوجهت بالشكر لحكومة إقليم كردستان لما بذلته من جهود لمساعدة النازحين"، مشيرا الى ان المملكة المتحدة كانت من أوائل الدول التي قدمت مساعدات إنسانية، وقد يكون هناك المزيد مما يمكننا عمله وسوف نعمله لتقديم المساعدة.
&
وختم وزير الخارجية تصريحه: وأخيرا، هذه أول زيارة أقوم بها إلى إربيل. وإلى جانب بحث هذه المسائل العاجلة، كانت زيارتي هذه فرصة لمعاودة تأكيد العلاقات المتينة بين المملكة المتحدة وإقليم كردستان. وقد أسعدني الترحيب بزيارة رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، والوفد المرافق له إلى لندن في شهر مايو (أيار)، ويسرني أنني اتيت لرد الزيارة. وبينما نعمل معا للمساعدة في معالجة الأزمة الحالية، فإننا نعمل أيضا لتعزيز وتعميق أواصر العلاقات الأوسع نطاقا بيننا.
&
كركوك&
&
ولوحظ أن هيغ لم يعلق على تصريحات رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني في شأن كركوك المتنازع عليها بين بغداد والإقليم، وكان بارزاني اعتبر بأن المادة 140 من الدستور العراقي قد "انجزت وانتهت" بعد دخول قوات البيشمركة الى المناطق المتنازع عليها عقب انسحاب قطعات الجيش منها، ولفت الى ان الكرد "صبروا 10 سنوات لتحقيق المادة 140 لكن من دون جدوى".&
&
وأضاف بارزاني أن هذه المناطق كانت فيها قوات حكومية لكنها انسحبت بعد احداث الموصل وكان لا بد من دخول قوات البيشمركة اليها لحمايتها ومنع سقوطها بيد الارهابيين.
&
وأضاف رئيس إقليم كردستان: "صبرنا 10 سنوات مع الحكومة الاتحادية لحل قضية المناطق المتنازعة وفق المادة 140 لكنها مرت دون جدوى، مشيرا إلى أن "دخول قوات البشمركة إلى تلك المناطق جاء لحمايتها ومنع سقوطها بأيدي الإرهابيين بعد انسحاب القوات الحكومية منها".
&
لندن ـ إربيل
&
ويشار إلى أن وزير الخارجية البريطاني تحادث أيضاً مع رئيس وزراء إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، ظهر اليوم الجمعة 27 حزيران 2014، وليام هيغ وزير الخارجية البريطاني والوفد المرافق له ضم عددا من المسؤولين في وزارة الخارجية والسفير البريطاني في بغداد والقنصل العام البريطاني لدى إربيل.
&
وذكر بيان لحكومة الاقليم انه "جرى خلال اللقاء بحث آخر التطورات والمستجدات العسكرية والأمنية على الساحة العراقية والأوضاع عقب العاشر من حزيران (يونيو) الحالي وسيطرة مسلحي منظمة داعش الإرهابية على محافظة الموصل، كما سلط الضوء على الجهود الرامية إلى معالجة المشاكل في العراق والبدء بالعملية السياسية في البلاد بشكل يضمن مشاركة جميع القوى والأطراف العراقية على أساس الشراكة الحقيقية".
&
وأضاف نيجيرفان بارزاني انه "نتيجة للتطورات الأخيرة، تغيير وضع العراق تماما وأن أية معالجة للمشاكل ينبغي أن تكون على ضوء وأسس الواقع الجديد، خاصة بعد التطورات الأخيرة في العراق، كما شدد على أن المشاكل في العراق هي سياسية وتحتاج بالدرجة الأولى إلى حلول سياسية، لان الأساليب العسكرية والعمليات المسلحة لا تستطيع معالجة تلك المشاكل".
&
وختم البيان بأن "الجانبين شددا خلال اللقاء على ضرورة الإهتمام بالعلاقات الثنائية بين اربيل ولندن في جميع المجالات، وفي هذا الصدد أبدى وزير الخارجية البريطاني رغبة بلاده في الإستمرار في تعزيز العلاقات ووجود علاقات طويلة الأمد مع إقليم كردستان".
&