وصف المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي الحرب في العراق بأنها "مواجهة بين الإنسانية والهمجية المتوحشة" وانتقد وسائل الإعلام الغربية التي تصورها على أنها حرب بين الشيعة والسنة.
نصر المجالي: قال المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي إن القوى الخارجية كثيرا ما تستغل الانقسامات العرقية والدينية في الدول الإسلامية وإنها "تحلم باندلاع حرب بين الشيعة والسنة" وذلك لن يحدث.
ويشار إلى أن إيران حليفة مقربة لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ويتسم رد فعلها الرسمي على ما يحدث في العراق بالحذر لأن رجال الدين يريدون التهوين من شأن فكرة المواجهة بين الشيعة والسنة.
جاءت تصريحات خامنئي خلال استقباله السبت لأسر شهداء السابع يونيو (حزيران) 1981 ومن بيمهم آية الله بهشتي و 72 من رفاقه حيث قضوا في حادث تفجير مقر الحزب الجمهوري الحاكم ’نذاك في طهران وتتهم إيران جماعة (مجاهدين خلق) بالتورط في الحادث.
وحذر المرشد الإيراني مما وصفه بأنه دعاية غربية "لمجموعة من الحمقى وبقايا عهد صدام حسين" في إشارة على ما يبدو إلى جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام المتشددة والعشائر السنية التي تحالفت من قبل مع طاغية العراق المخلوع وتحارب الآن مع جماعة الدولة الإسلامية.
وقال عن أعمال العنف في العراق "إنها معركة بين أنصار الإرهاب ومعارضيه إنها معركة بين مشجعي أمريكا والغرب وبين من يؤيدون استقلال أممهم... إنها مواجهة بين الإنسانية والهمجية المتوحشة."
ووصف خامنئي في كلمته ما يحدث في العراق وأماكن أخرى في الشرق الأوسط بأنه مؤامرة غربية.
يقظة الشعب
واكد خامنئي على ضرورة وعي ويقظة الشعب والمسؤولين في البلاد، وعدم الاستهانة بكيد العدو واضاف انه لا ينبغي نسيان احقاد الاعداء المتراكمة، اذ انهم كارهون للثورة والشعب الايراني الذي يتعرض لحقد المستكبرين بسبب جهاده.
واشار الى ان جميع هجمات الاستكبار العالمي ضد الشعب الايراني وفي مواجهة الصحوة الاسلامية مصيرها الفشل بالتاكيد، مؤكدا ان الاعداء لا يملكون اي بديل عن التجسيد الرائع للسيادة الشعبية الدينية في ايران الاسلامية.
ودعا المرشد الإيراني جميع ابناء الشعب، مسؤولين ونخبا وفنانين وكتابا وعلماء وطلبة جامعيين، للحفاظ على التراث القيم لشهداء الثورة الاسلامية الشامخين واداء المسؤولين تجاه عظمتهم.
واعتبر خامنئي ان التخلص من "هاجس الصحوة الاسلامية ونهضة العالم الاسلامي" السبب الاساس وراء محاولات جبهة الاستكبار لاثارة الحرب بين الشيعة والسنة، واكد في تبيينه للسبل الاساسية لمواجهة الاعداء بان السيادة الشعبية الاسلامية هي وصفة العلاج التي لا بديل عنها.
مخططات العدو
واضاف ان الشعب الايراني الابي والباسل تمكن لحد الان بفضل الباري تعالى وبفضل وحدته ويقظته ووعيه من احباط مخططات العدو، ولا شك انه سيبحبط من الان فصاعدا ايضا جميع هجمات ومؤامرات الاستكبار، ومن المؤكد ان جبهة قوى الهيمنة ستهزم في النهاية امام الصحوة الاسلامية.
وقال خامنئي إن دراسة هذه الجريمة الكبرى (تفجير 1981) والتمعن فيها يشير الى ان نظام الظلم العالمي الذي كان يشعر امام "منطق الجمهورية الاسلامية وفكر وثقافة الشعب الايراني" بالضعف والهزيمة، قد قدم الدعم والحماية للعناصر التي ارتكبت هذه الجريمة الوحشية والعناصر التي اغتالت نحو 17 الفا من مسؤولي وابناء هذا الشعب.
كما اعتبر أن "هذا اليوم مسرحا لفضيحة ادعياء مناصرة حقوق الانسان بالكامل واضاف، ان الضالعين وراء تلك الجريمة والعناصر التي اغتالت الالاف من ابناء الشعب الايراني هم في احضان الغربيين منذ ذلك الحين ويحظون بالترحيب الان ايضا في البرلمانات والمؤسسات الحكومية في اميركا والغرب".
واوضح المرشد الإيراني انه في الوقت الذي يحتضن فيه ادعياء حقوق الانسان الغربيون العناصر الضالعة في الاغتيالات الدموية بحق ابناء الشعب الايراني، يجري اتهام الجمهورية الاسلامية الايرانية التي نفسها ضحية للارهاب وانتهاك حقوق الانسان بارتكاب مثل هذه الاعمال، وهذه الحقائق تعتبر معيارا جيدا لتقييم مزاعم الغربيين.
قصف سردشت
واشار خامنئي الى القصف الكيميائي لاهالي مدينة سردشت في 29 يونيو (حزيران) عام 1987 من قبل نظام صدام حسيني في العراق واضاف، ان اميركا واوروبا ورغم القصف الكيميائي لاهالي مدينة سردشت (غرب ايران) وقبل ذلك لاهالي مدينة حلبجة (كردستان العراق)، ايدت ودعمت النظام البعثي اعواما طويلة ولم تبد اي اعتراض على صدام ما دامت الاستفادة منه كانت قائمة، وهو ما يعتبر ايضا معيارا اخر للكشف عن حقيقة مزاعم الغربيين.
وتحدث عن صمود الشعب الايراني امام الاعداء واضاف، ان هذا الشعب بصموده وتحمله الاثمان قد جعل المنطق الذي يحمله منتصرا في مواجهة الاعداء بحيث ان كل انسان منصف اليوم يعتبر الجمهورية الاسلامية الايرانية والشعب الايراني مظلوما ولكن في الوقت ذاته "مقتدرا وابيا ومستقلا ومتطورا" وهو الطريق الذي سيستمر بفضل الباري تعالى وببركة وفاء الشعب لطريق الشهداء بسرعة وقوة اكبر.
وفي الختام، اعتبر خامنئي "احباطات الاعداء" على مدى العقود الثلاثة الاخيرة بانها ادت الى تراكم احقادهم تجاه الشعب الايراني واضاف، ان المستكبرين في العالم الكارهون للامام والثورة والشعب الايراني لا يتخلون عن مخططاتهم ومؤامراتهم، لذا ينبغي على الشعب والمسؤولين التحلي باليقظة والوعي التام.
&
التعليقات