شن الطيران الحربي الاسرائيلي مساء السبت اربع غارات على منطقتي رفح وخان يونس في جنوب قطاع غزة، ما اسفر عن اصابة شخصين بجروح ووقوع اضرار مادية، وفق ما افادت مصادر امنية وطبية وشهود.

وقال الطبيب اشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة لوكالة فرانس برس "اصيب مواطنان مدنيان احدهما شاب (31عاما) بشظايا في القدم وحالته متوسطة عندما قصفت طائرة اسرائيلية مجموعة من المواطنين شرق رفح مساء اليوم".

واكد شهود عيان ان طائرة اسرائيلية اطلقت صاروخا على الاقل تجاه مجموعة شبان كانوا في المنطقة القريبة من الحدود شرق رفح ما ادى الى اصابة اثنين منهم بجروح متفاوتة وتم نقلهما بواسطة سيارة اسعاف الى مستشفى ابو يوسف النجار في رفح لتلقي العلاج.

وبهذه الغارة يصل الى اربع عدد الغارات التي نفذها سلاح الجو الاسرائيلي مساء السبت. وفي وقت سابق قال مصدر امني فلسطيني ان "طائرات العدو من طراز اف 16 قصفت بعدد من الصواريخ اهدافا مختلفة في رفح وخان يونس ما الحق اضرارا في موقع ومنازل لمواطنين واراض زراعية".

وذكر شهود عيان ان الطائرات الحربية "قصفت بصاروخين ثكنة موقع سعد صايل التابع لكتائب القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) في رفح حيث اوقع دمارا في الموقع من دون تسجيل اصابات".

واوضح الشهود ان "مزرعة للدواجن وارضا زراعية بجانبها في بلدة القرارة (شرق خان يونس) تعرضتا للقصف الجوي بثلاثة صواريخ ما اسفر عن وقوع اضرار كبيرة". واكد الشهود ان غارة ثالثة استهدفت ارضا زراعية ايضا شرق خان يونس والحقت اضر ارا دون وقوع اصابات.

وذكر شهود ان مسلحين فلسطينيين اطلقوا عددا من القذائف والصواريخ من قطاع غزة على المناطق الاسرائيلية المحاذية لحدود القطاع قبل وبعد الغارات الجوية الاسرائيلية ،دون ان يتبنى اي فصيل فلسطيني مسؤوليته عن هذه الهجمات.

وكانت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي اعلنت في وقت سابق ان صاروخين اطلقا السبت من غزة على جنوب اسرائيل وسقطا في ارض خالية من دون ان يسببا اضرارا.

واطلق 14 صاروخا الجمعة من غزة على اسرائيل. وقال الجيش الاسرائيلي ان احد هذه الصواريخ سقط في القطاع بينما تمكنت منظومة القبة الحديدية من اعتراض ثلاثة صواريخ اخرى.

وردا على اطلاق الصواريخ الجمعة، اغار الطيران الاسرائيلي على "ثلاثة اهداف" في قطاع غزة قال الجيش انها تابعة لحركة حماس في جنوب القطاع، من دون الاعلان عن اصابات في الجانب الفلسطيني.

وقال مصدر في حماس ان "اتصالات مكثفة تجري خصوصا من قبل مصر بهدف احتواء التصعيد في العدوان الاسرائيلي لكن لم تفض لاي تفاهم لتثبيت التهدئة حتى هذا المساء" مشددا على ان الحركة "لا تريد التصعيد لكن لن تقف مكتوفة الايدي امام العدوان الاسرائيلي على ابناء شعبنا".

امتدت المواجهات بين الفلسطينيين والشرطة الاسرائيلية السبت الى بلدات عربية عدة في اسرائيل بعد مقتل فتى فلسطيني حرقا ردا على ما يبدو على قتل ثلاثة شبان اسرائيليين.

في موازاة ذلك تواصل سقوط الصواريخ من قطاع غزة على جنوب اسرائيل، ما يدفع الى الخشية من تدهور مع حركة حماس التي تسيطر على هذا القطاع. فقد جرت للمرة الاولى مواجهات بين متظاهرين غاضبين وعناصر من الشرطة الاسرائيلية في بلدات عربية في وسط وشمال شرق اسرائيل في منطقة تعرف بالمثلث، خصوصًا في بلدات الطيبة وقلنسوة والطيرة حسب ما افاد شهود.

واضاف المصدر نفسه ان المتظاهرين الغاضبين لمقتل الفتى الفلسطيني رشقوا عناصر الشرطة بالحجارة فردوا باطلاق القنابل المسيلة للدموع لتفرقتهم. وقالت الشرطة الاسرائيلية ان 25 عربيا اسرائيليا اعتقلوا واصيب ضابط شرطة بجروح. ومساء السبت انتقلت المواجهات المتفرقة الى الناصرة وام الفحم وعرعرة.

ويصل عدد العرب الاسرائيليين الى 1.4 مليون شخص ويشكلون 20 بالمئة من سكان اسرائيل. وهم يتحدرون من نحو 160 الف فلسطيني بقوا في اراضيهم بعيد اعلان دولة اسرائيل عام 1948.

ولم تتوقف تظاهرات الغضب في القدس الشرقية المحتلة على قتل الفتى محمد ابو خضير (16 عاما) منذ العثور على جثته الاربعاء الماضي في القسم الغربي من المدينة المقدسة. وكان ابو خضير خطف مساء الثلاثاء من حي شعفاط في القدس الشرقية قبل العثور على جثته محروقة حسب محامي عائلته قرب غابة.

وتحدثت وسائل اعلام عن امكانية ان يكون مقتل الفتى عملا انتقاميا بعد العثور الاثنين على جثث ثلاثة اسرائيليين خطفوا في 12 حزيران/يونيو في جنوب الضفة الغربية المحتلة.& وتذكر المواجهات الحالية& بالانتفاضتين الفلسطينيتين (1987-1991) و2000-2004).

وتفيد التقارير الاولية اثر تشريح جثة الفتى بوجود دخان في رئتيه ما يعني انه كان لا يزال على قيد الحياة عندما احرق. وقال المدعي العام الفلسطيني محمد العويني ان الفتى اصيب بجرح في الراس الا ان ذلك لم يكن سبب الوفاة، موضحا ان "الحروق كانت تغطي نحو تسعين بالمئة من جسده وهي السبب المباشر لوفاته".

وقال الوزير الفلسطيني المكلف شؤون القدس عدنان الحسيني انه جرى تشويه وجه الفتى. واعتقلت الشرطة الاسرائيلية طارق ابو خضير (15 عاما) ابن عم محمد ابو خضير في شعفاط الخميس في القدس الشرقية بعدما تعرّض للضرب على ايدي عناصر من الشرطة على ان يمثل امام محكمة في القدس الاحد، حسب ما نقلت عائلته.

وتم نشر شريط فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيه رجال مقنعون من عناصر الشرطة على الارجح وهم يضربون بقسوة شخصا مقيدا شبه فاقد الوعي. ولم تؤكد المتحدثة باسم الشرطة لوبا السمري ان هذا الشخص هو طارق ابو خضير، الا انها اوضحت ان الاخير واحد من ستة فلسطينيين اعتقلوا الخميس. وقالت انه كان يحمل مقلاعا وهاجم الشرطة.

وفي قطاع غزة اطلق نحو 20 صاروخا من القطاع على مناطق في جنوب اسرائيل. وتمكنت انظمة القبة الحديدية من اعتراض احدها قبل اصابته بئر السبع. وردت اسرائيل على هذا القصف بشن اربع غارات على قطاع غزة اوقعت جريحين حسب مصدر طبي فلسطيني.
&