سجلت القوات الاوكرانية تقدما عسكريا الاثنين على المتمردين الموالين لروسيا مع فك الحصار عن مطار لوغانسك، لكنها فقدت طائرة شحن اسقطها صاروخ ترجّح اوكرانيا ان يكون روسيا، ما يفاقم التوتر العالي اصلا بين البلدين. وقالت الرئاسة الاوكرانية في بيان ان طاقم الطائرة التي شاهد صحافيو وكالة فرانس برس حطامها في حقل قريب من بلدة دافيدو-ميكيلسكي في لوغانسك، اتصل برئاسة الاركان الاوكرانية.
هذا النبا يؤكد بصورة غير مباشرة معلومات من مصدر متمرد مفادها ان مظليين شوهدوا في السماء بعد اسقاط الطائرة في منطقة لوغانسك شرق اوكرانيا. واطلقت عملية بحث للعثور على افراد الطاقم كما قال متحدث اوكراني في الاراضي التي تسيطر عليها كييف.
&
وقال البيان "نظرا الى ان الطائرة كانت تحلق على علو 6500 متر من المستحيل ان تكون اصيبت بصواريخ ارض-جو محمولة ما يعني انها اسقطت بصاروخ من طراز اخر اكثر قوة اطلق على الارجح من اراضي اتحاد روسيا". واوضح المتحدث العسكري الاوكراني اندري ليسنكو فرضية ان يكون صاروخ ارض-جو بانتسير اطلق من طائرة روسية اقلعت من مطار ميليروفو.
وقال سكان المنطقة لوكالة فرانس برس ان تدمير الطائرة الاوكرانية عند قرابة الساعة 12,30 (9,30 تغ) تذكر بحادث تدمير طائرة شحن اخرى في 14 حزيران/يونيو قرب مطار لوغانسك وقضى فيه 49 عسكريا اوكرانيا. وياتي الحادث بعد اقل من 24 ساعة على تقدم قوات كييف قرب لوغانسك وفك الحصار عن مطارها اثر معارك طاحنة.
&
والمطار المتضرر والمغلق منذ اسابيع كان خاضعا لسيطرة الموالين لكييف ومحاصرا من قوات انفصالية. وبدا المطار نقطة دفاع مهمة لدفاعات المتمردين على طريق لوغانسك. ومساء الاحد اكد "وزير الدفاع" لدى المتمردين ايغور ستريلكوف لوكالة ريا نوفوستي حصول مواجهات عنيفة في محيط لوغانسك، حيث نشرت القوات الاوكرانية عشرات الدبابات بحسب قوله.
وتواصلت المعارك صباح الاثنين بحسب الجهاز الاعلامي "لجمهورية لوغانسك الشعبية" المعلنة ذاتيا وطالت بلدات ماتاليست (شمال) واولكساندريفكا (غربا) وغيورغييفكا ورسكوشنا (جنوب غرب) والمطار (جنوب) ما يكشف مناورة الحصار التي تعتمدها قوات كييف.
&
وتابع المصدر ان القوات الانفصالية هاجمت قوافل تابعة للجيش الاوكراني من اتجاهي المطار وغيورغييفكا. واوضحت بلدية لوغانسك صباح الاثنين ان تبادل اطلاق النار ادى الى مقتل ثلاثة مدنيين وجرح 14 في الساعات الـ24 الاخيرة.
&
في الوقت نفسه يبدو السعي الى اتفاق سياسي في طريق مسدود. فلقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل الاحد في ريو دي جانيرو لم ينتج الا اتفاقهما "على وجوب ان تبدأ في اقرب فرصة مفاوضات مباشرة بين الحكومة الاوكرانية والانفصاليين"، للتوصل الى وقف اطلاق النار.
&
لكن تنفيذ هذه المطالب يصطدم منذ ايام باشتراط اوكرانيا الاستعادة المسبقة للسيطرة على حدودها مع روسيا، الامر الذي ترفضه روسيا والمتمردون ضمنا لكن بحزم. وتفاقمت صعوبة الحوار بين الطرفين الاحد بعد حادث على حدود اوكرانيا وروسيا. واتهمت روسيا قوات كييف بالوقوف وراء اطلاق قذيفة اسفرت عن مقتل شخص في الاراضي الروسية وتحدثت عن "تصعيد فائق الخطورة" مهددة اوكرانيا "بعواقب لا يمكن عكسها".
ونقلت صحيفة كومرسانت عن مصدر قريب من الكرملين صباح الاثنين ترجمة لهذه "العواقب" عبر "ضربات محددة الاهداف" قد تشنها روسيا على مواقع محددة في اراضي اوكرانيا انطلقت منها بحسب المصدر النيران الى اراضيها. ونفت كييف اطلاق النار على الاراضي الروسية. وقال الناطق باسم مجلس الامن القومي والدفاعي الاوكراني اندري ليسينكو "لا شك في ذلك. القوات الاوكرانية لا تطلق النار على اراضي الاتحاد الروسي. لم نطلق النار".
&
ورأى الخبير اليكسي غولوبوتسكي، المدير المساعد في "وكالة صياغة نماذج الاوضاع" انه سيكون من العبث ان يستفز الجيش الاوكراني القوات الروسية كي ترد نظرا الى تفوقها العسكري البارز. وقال "بالنسبة الى اوكرانيا هذا النوع من اطلاق النار لا يؤدي الا الى مضاعفة المشاكل، مع صور منازل مدمرة وجرحى (في روسيا)، وهي لا تحتاج ذلك اطلاقا".
واضاف ان "احداثا كهذه تخدم مصالح الانفصاليين ورعاتهم. لان روسيا توفر الاسلحة للانفصاليين وتسيطر على جزء من الاراضي، فمن السهل عليها ادارة اتجاه المدافع الى الاراضي الروسية". وتابع انه "باتهام اوكرانيا، تصبح المسألة ضربة دعائية كبرى".
&
الاحد دعا بوروشنكو مجلس اوروبا الى ادانة سلوك روسيا واتهمها بادخال "معدات عسكرية ثقيلة" بشكل غير شرعي الى بلاده و"مهاجمة مواقع الجنود الاوكرانيين". في اثناء اتصال هاتفي مع الرئيس المنتهية ولايته لمجلس اوروبا هيرمان فان رومبوي طلب منه ادراج الازمة الاوكرانية على جدول اعمال المجلس الاوروبي المقبل الذي ينعقد في 16 تموز/يوليو.
&
في هذا الوقت دعي السفراء المعتمدون في كييف الاثنين الى اجتماع في مقر الرئاسة من اجل اطلاعهم على اثباتات مادية على الدعم الذي تتهم روسيا بتقديمه الى الانفصاليين. واعلنت وزارة الخارجية الروسية الاثنين انها دعت منظمة الامن والتعاون في اوروبا لارسال مراقبين الى الحدود الروسية الاوكرانية غداة سقوط قذيفة في مدينة روسية حدودية ما ادى الى سقوط قتيل.
كما دان حلف شمال الاطلسي الاثنين "تعزيز" الانتشار الروسي على الحدود مع اوكرانيا الذي يعد "خطوة الى الوراء في نزع فتيل الازمة". وقال مسؤول في الحلف الاطلسي "منذ منتصف حزيران/يونيو لدينا ادلة عن وصول تدريجي لالاف الجنود الروس قرب الحدود مع اوكرانيا".
&
&
&
موسكو تفكر في "ضربات محددة الاهداف" في اوكرانيا بعد الحادث الحدودي&
&
ذكرت صحيفة كومرسانت الروسية نقلا عن مصدر قريب من الكرملين اليوم الاثنين ان روسيا تدرس امكانية توجيه "ضربات محددة الاهداف" على الاراضي الاوكرانية بعد سقوط قذيفة في مدينة حدودية روسية اسفر عن سقوط قتيل.
&
وقال هذا المصدر للصحيفة ان "لصبرنا حدودا"، موضحا ان "الامر لا يتعلق باي عملية واسعة بل بضربات محددة الاهداف وآنية حصرا على مواقع يتم اطلاق النار منها في اوكرانيا".
&
وتابع هذا المصدر ان "موسكو تعرف تماما من اين يتم اطلاق النار".
&
واعلنت موسكو امس مقتل روسي واصابة اثنين آخرين "بجروح خطيرة" نتيجة اطلاق قذائف من الاراضي الاوكرانية، وحذرت كييف من "عواقب لا يمكن عكسها" واصفة ذلك بالعدوان من قبل اوكرانيا التي نفت اطلاق النار على اراض روسية.
&
ونفى الناطق باسم مجلس الامن القومي والدفاعي الاوكراني اندري ليسينكو ان تكون اوكرانيا اطلقت قذائف.
&
التعليقات