تعرض مطار طرابلس مجددا مساء الاثنين لاطلاق صواريخ اصاب احدها مباشرة طائرة على المدرج، وفق ما افاد مصدر امني.

وقال المسؤول الامني في المطار الجيلاني الداهش لفرانس برس ان "عشرات الصواريخ اطلقت على المطار"، فيما اوضح مصدر امني اخر ان طائرة تعرضت لاصابة مباشرة جراء صاروخ. ولاحقا، اظهرت صور بثت على الشبكات الاجتماعية طائرة تحترق. وقال مصدر ملاحي ان الطائرة تعود الشركة الليبية الخاصة "طيران البراق".

واغلق مطار طرابلس الاحد لثلاثة ايام بسبب مواجهات عنيفة اندلعت اثر هجوم على المطار شنته ميليشيات اسلامية تسعى الى طرد مجموعات من الثوار السابقين تسيطر عليه منذ 2011. وأوضح الداهش في وقت سابق ان عشر طائرات تضررت جراء المعارك.

وتمكن الثوار السابقون في كتائب الزنتان (جنوب غرب طرابلس) من صد هجوم الاحد. وتاتي أعمال العنف هذه على خلفية صراع على النفوذ بين الاسلاميين والليبراليين وخصوصا بعد الانتخابات التشريعية التي جرت في 25 حزيران/يونيو والتي ستعلن نتائجها النهائية بعد اسبوع ويتوقع ان تكون لمصلحة الليبراليين. واسفرت مواجهات الاحد عن ستة قتلى على الاقل و25 جريحا.

ثلاثة قتلى و30 جريحا في اشتباكات بين الجيش و"كتائب الثوار" في بنغازي
هذا وقتل ثلاثة جنود على الأقل وأصيب 30 آخرون بجروح متفاوتة الخطورة في اشتباكات جرت الإثنين في محيط مستشفى الجلاء وسط مدينة بنغازي (شرق ليبيا) بين الجيش النظامي وقوات "مجلس شورى ثوار بنغازي" المسيطرة على المستشفى.

وقال مصدر أمني لفرانس برس إن "وحدات تابعة لغرفة العمليات الأمنية المشتركة لتأمين مدينة بنغازي هاجمت فجر الإثنين مسلحين تابعين لمجلس شورى ثوار بنغازي المسيطر على مستشفى الجلاء لجراحة الحروق والحوادث وسط المدينة".

وأوضح أن "الاشتباكات كانت عنيفة للغاية واستخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة وانتقلت من محيط المستشفى إلى المناطق المجاورة له في شكل حرب شوارع". وقال مصدر مسؤول في مركز بنغازي الطبي إن "ثلاثة قتلى و30 جريحا بينهم من هو في حالة حرجة وصلوا إلى المركز نتيجة إصابتهم في اشتباكات اليوم".

ولم تعرف الجهة المسيطرة على المستشفى بعد هذه الاشتباكات حتى اللحظة، وساد هدوء حذر بعد المواجهات لكن الأماكن المؤدية لمحيط المستشفى شبه مغلقة. وغرفة العمليات الأمنية المشتركة أنشئت بقرار من رئيس مجلس الوزراء لتتولى تأمين المدينة وهي مزيج من الجيش والشرطة وعدد من كتائب الثوار، على رأسها قوات النخبة الخاصة والصاعقة.

وكانت الغرفة قالت في بيان مطلع تموز/يوليو إنها ستهاجم "المسلحين المسيطرين على مستشفى الجلاء" مطالبة في الوقت ذاته "المواطنين بالابتعاد من محيط الاشتباكات حال اندلاعها".

لكن "مجلس شورى ثوار بنغازي"& الذي أعلن تأسيسه في 20 حزيران/يونيو الماضي اتهم الغرفة بانها ذراع داخل المدينة لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر الذي يقود منذ 16 ايار/مايو الماضي عملية عسكرية تحت اسم "الكرامة" قال إنها "لمحاربة الإرهاب في بلاده".

وكان مجلس شورى ثوار بنغازي وهو ائتلاف لكتائب الثوار الإسلامية قال في بيان تأسيسه إن "ثوار المدينة أسسوا مجلسهم هذا بعد أن تخلى من أوكلت إليهم مسؤولية حماية المدينة وحفظ أمن أهلها، وبعد أن أعلنوا الحرب القذرة على ثوارها وأبنائها الشرفاء لإسقاط مشروعهم وخيانة دماء الشهداء".

واكد المجلس ان اهدافه تتمثل في "الحفاظ على الأمن والاستقرار في المدينة وضواحيها، وتوضيح الصورة الحقيقية لشباب المدينة وثوارها حتى لا تزيف الحقائق وتقلب الأمور".

ودعا المجلس إلى "نبذ الخلافات العصبية والجاهلية التي يحاول أهل الباطل زرعها بين أبناء قبائلها، وإلى إقامة الشريعة الإسلامية ونبذ النظم والقوانين العلمانية التي تفرض على المسلمين".

&الى ذلك علقت السلطات الليبية الاثنين جميع الرحلات الجوية من مطار مصراته الدولي غرب البلاد "لاسباب تقنية" بعد يوم من اغلاق مطار طرابلس اثر مواجهات دامية، فيما دعت دول الجوار الى وقف العمليات العسكرية واطلاق حوار وطني.

وصرح مصدر ملاحي في العاصمة طرابلس ان قرار اغلاق مطار مصراتة (200 كلم شرق طرابلس) اتخذ لاسباب تقنية. واوضح المصدر طالبا عدم ذكر اسمه ان "مركز قيادة المنطقة الغربية بكاملها موجود في مطار طرابلس وبعد اغلاقه اضطر مطار مصراته الى الاغلاق".

واغلق مطار طرابلس الاحد لثلاثة ايام بعد ان تعرض ثوار الزنتان، الذين يسيطرون عليه، والذين يناهضون الاسلاميين الى هجوم من جماعات اسلامية. وقتل ستة اشخاص في اشتباكات عنيفة، بحسب مسؤول في وزارة الصحة.

وقال مسؤول امني في مطار مصراتة ان اضرارا لحقت بعشر طائرات على الاقل تابعة للخطوط الليبية وشركة الخطوط الجوية الافريقية ومعظمها من طراز ايرباص.& واكد ان "معظم هذه الطائرات ستحتاج صيانة قبل ان تتمكن من التحليق مرة اخرى".

وشاهد مصور فرانس برس العديد من طائرات الركاب الواقفة على المدرج وقد اخترقها الرصاص.& وساد الهدوء في العاصمة الليبية الاثنين رغم ان المليشيات الاسلامية توعدت بطرد الليبراليين من المطار. وقال المصدر الملاحي انه لم يبق الان سوى مطارين يعملان في مدينتي البيضاء وطبرق شرق ليبيا.

الا ان الحكومة حظرت على الاجانب التوجه الى شرق البلاد بعدما شن الضابط المتقاعد المنشق خليفة حفتر هجوما في مدينة بنغازي شرق البلاد ضد الميليشيات الاسلامية وسط ايار/مايو الماضي. وشنت الميليشيات الاسلامية هجومها على مطار طرابلس الاحد بهدف طرد ثوار الزنتان من مواقع رئيسة يسيطرون عليها جنوب العاصمة بما فيها المطار.

ورغم انه تم صد الهجوم الا ان اشتباكات وقعت كذلك في مواقع اخرى يسيطر عليها ثوار الزنتان واستمرت ساعات عدة خاصة على الطريق المؤدي الى المطار. وثوار الزنتان يعادون الاسلاميين وهم الذراع المسلحة للتيار الليبرالي ويؤلفون الكتائب الاكثر تنظيما وتسليحا في ليبيا، والتابعة بشكل غير رسمي لوزارة الدفاع.

والسلطات الانتقالية في ليبيا العاجزة عن تشكيل جيش نظامي لم تتمكن ايضًا من حل او على الاقل نزع اسلحة الثوار السابقين الذين يفرضون نفوذهم على بعض مناطق البلاد. ومستفيدا من ضعف السلطات، شن اللواء المتقاعد خليفة حفتر المدعوم من وحدات في الجيش في 16 ايار/مايو عملية ضد الميليشيات "الارهابية" في شرق البلاد.

ومذاك تدور مواجهات شبه يومية بين قواته والمجموعات الاسلامية خصوصا في بنغازي كبرى مدن شرق ليبيا ومعقل المجموعات المتشددة. وكان ثوار الزنتان اكدوا دعمهم لعملية اللواء حفتر الذي يتهمه الاسلاميون بانه يقوم بانقلاب.

وادى تصاعد القتال الى اعلان بعثة الامم المتحدة الاثنين اجلاء موظفيها من ليبيا "لاسباب امنية"، بحسب بيان تسلمته وكالة فرانس برس. وقال البيان ان بعثة الامم المتحدة في ليبيا "تعلن سحب موظفيها من ليبيا لاسباب امنية"، مشيرا الى ان البعثة قد بدأت فعلا باجلاء قسم من موظفيها في الاسبوع الماضي.

من ناحية اخرى دعت دول جوار ليبيا الاثنين في ختام اجتماع بتونس إلى وقف العمليات العسكرية في ليبيا وإطلاق حوار وطني ليبي واعلنت انشاء لجنة "أمنية" وأخرى "سياسية" لمساعدة هذا البلد على الخروج من حالة الفوضى التي يعيشها.

وشدد ممثلو هذه الدول في بيان في ختام اجتماع استمر يومين بمدينة الحمامات (جنوب العاصمة) على "ضرورة وقف كامل العمليات العسكرية بليبيا" وحثوا "كل الأطراف والفعاليات السياسية في ليبيا على حلّ خلافاتها عبر الحوار، وانتهاج مسار توافقي".

وشارك في الاجتماع وزراء خارجية تونس والجزائر والسودان والنيجر وتشاد، ومساعد وزير خارجية مصر، والقائم بأعمال سفارة ليبيا في تونس، وممثلون عن الاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية.

ولم يتمكن وزير الخارجية الليبي من المشاركة في الاجتماع بسبب المواجهات التي اندلعت امس الاحد بين مجموعات مسلحة من اجل السيطرة على مطار طرابلس.
&