بيروت: قتل 115 شخصا على الاقل غالبيتهم من المسلحين الموالين للنظام، في حين لا يزال مصير نحو 250 آخرين مجهولا، في معركة سيطر خلالها تنظيم "الدولة الاسلامية" على حقل للغاز في وسط سوريا، بحسب حصيلة جديدة اوردها المرصد السوري لحقوق الانسان الجمعة.
وكان المرصد افاد في وقت سابق الجمعة عن مقتل 90 شخصا على الاقل في الهجوم "الاكبر" الذي يشنه التنظيم الجهادي ضد موقع تابع لنظام الرئيس بشار الاسد منذ بدء نشاطه في سوريا في ربيع العام 2013.
وفي حين لم تعلن السلطات او وسائل الاعلام الرسمية اي نبأ عن الحادث، بثت حسابات مؤيدة للنظام على مواقع التواصل الاجتماعي صورا للضحايا، ووصف بعض المستخدمين ما حدث بانه "مجزرة".

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس "ارتفعت الى 115 شخصا على الاقل غالبيتهم من الحراس وعناصر الدفاع الوطني، عدد الذين تأكد مقتلهم وإعدامهم من قبل تنظيم الدولة الإسلامية خلال الهجوم الذي شنّه على حقل الشاعر للغاز في ريف حمص" وانتهى بسيطرته عليه الخميس.

واوضح ان بين الضحايا "11 موظفاً مدنياً في حين ان الآخرين هم من حراس الحقل وعناصر الدفاع الوطني"، مشيرا الى ان "مصير أكثر من 250 آخرين، مدنيين ومسلحين، لا يزال مجهولا".
وكان افاد في وقت سابق ان عدد الضحايا المدنيين الذين قتلوا هو 25 وانهم من عمال الحقل.
وبحسب عبد الرحمن، فان العديد من الضحايا "اعدموا بعد اسرهم".

واوردت "شبكة اخبار حمص الاسد" المؤيدة للنظام على موقع "تويتر" الخبر التالي "وصول حوالى ثلاثين شهيدا الى مشافي حمص من حقل الشاعر النفطي"، مضيفة "حمص ما زالت تنزف.. هل من مجيب؟".
واضافت ان هؤلاء "كانوا يرابضون لحماية نفط سوريا الذي يستخرج منه بنزين سيارات المسؤولين والقادة الامنيين"، متسائلة عن سبب عدم ارسال دعم لهم.
وكتب احدهم على حسابه على تويتر"مجزرة قذرة راح ضحيتها العشرات من عناصر الجيش السوري والعمال والمهندسين العاملين في الحقل"، متحدثا عن "صور مؤلمة لشهدائنا".
وسيطر تنظيم "الدولة الاسلامية" الخميس على الحقل الواقع قرب مدينة تدمر شرق حمص.&

واظهرت اشرطة مصورة تداولتها حسابات جهادية على مواقع التواصل على الانترنت عشرات الجثث المكدسة في حقل واقع في منطقة صحراوية، تعود في غالبيتها الى رجال بملابس عسكرية، بعضهم مصاب بطلقات في الرأس. ولا يمكن التأكد من صحة اشرطة الفيديو.
ويظهر في شريط آخر مقاتل يقوم بضرب احدى الجثث بحذاء على الرأس، قبل ان ينتقل المصور ليظهر نحو اربعين جثة مكدسة في مجموعتين منفصلتين، اضافة الى جثث اخرى ملقاة بشكل افرادي.
وبدت في هذه اللقطات، ثلاثة جراء بيضاء وسوداء، متحلقة حول جثة ملقاة في حفرة صخرية.

وفي شريط آخر عنوانه "أبو لقمان الالماني بين جثث النصيرية في معركة شاعر"، بدا مقاتل يجلس القرفصاء على تلة ترابية وامامه نحو عشرين جثة مكدسة فوق بعضها البعض، قبل ان يتحدث باللغة الالمانية، ويردد بين الحين والآخر كلمات وعبارات بالعربية، منها "خنازير، حيوانات"، و"من فضل الله عز وجل"، و"كفار"...

واكد محافظ حمص طلال البرازي لفرانس برس الخميس سيطرة مسلحين على "محطة للغاز" في جبل الشاعر، متحدثا عن فقدان الاتصال مع ثلاثة تقنيين، ومؤكدا ان الجيش النظامي يشن حملة لاستعادة السيطرة على المحطة.
ودان عبد الرحمن عمليات القتل، قائلا ان "المرصد يدين الاعدامات الميدانية بصفتها جريمة حرب، بغض النظر عن الطرف الذي يرتكبها".

وهي المرة الاولى التي تحصل مواجهة بين تنظيم "الدولة الاسلامية" وقوات النظام بهذا الحجم. ويتهم مقاتلو المعارضة اجمالا "الدولة الاسلامية" بعدم خوض اي قتال على الجبهات مع قوات النظام.
وتدور منذ كانون الثاني/يناير معارك عنيفة بين "الدولة الاسلامية" وتشكيلات من المعارضة المسلحة، ادت الى مقتل اكثر من ستة آلاف شخص في مناطق مختلفة، بحسب المرصد.
واعلن التنظيم قبل نحو اسبوعين اقامة "الخلافة الاسلامية"، مطلقا على نفسه "الدولة الاسلامية"، ونصب البغدادي "خليفة".

وعزز التنظيم مناطق سيطرته في شمال سوريا وشرقها خلال الاسابيع الماضية، تزامنا مع الهجوم الكاسح الذي يشنه منذ اكثر من شهر في العراق وسيطرته على مناطق واسعة في شماله وغربه.
&


&