يؤكد أمين عام مجلس أمناء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني في حواره مع "ايلاف"، أن المركز يتطلع من الجهات الحكومية مثل وزارة الثقافة والإعلام والتربية والتعليم مضاعفة الجهود من حيث التعاون مع المركز.
&
عبدالله الكبيسي من جدة: بعد أيام قليلة من التشكيل الجديد الذي صدر في السعودية بتغيير مجلس أمناء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، يتحدث لـ"إيلاف" أمين عام المركز فيصل بن معمر الذي احتفظ بمنصبه حول الاستراتيجية المقبلة للمركز.
&
وفي الحوار يؤكد بن معمر أن بعض الجهات الحكومية مثل وزارتي الثقافة والإعلام وكذلك وزارة التربية والتعليم ينتظر منها مضاعفة الجهود في بحث التوصيات، وينفي في نقطة أخرى أن يكون بعض أعضاء المجلس المعينين حديثاً إقصائيين كما يقول ذلك البعض عنهم.
&
وكان العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز وافق على& مجلس أمناء جديد للمركز، وجاء الشيخ عبد الله المطلق رئيسا للمجلس، و فيصل بن معمر نائبا لرئيس مجلس الأمناء ؛ إلى جانب عمله أمينا عاما للمركز . و ضمت عضوية مجلس الأمناء الجديد تسعة أعضاء هم: الدكتور سهيل قاضي، والشيخ قيس آل الشيخ مبارك، والدكتور حسن الهويمل، والدكتورة سهير القرشي، والدكتور عبد العزيز بن صقر، ومحمد الدحيم، والدكتور منصور الحازمي، والمهندس نظمي النصر والدكتورة نوال العيد.
&
وتأسس مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني عام 1424هـ بمبادرة من الملك عبد الله بن عبد العزيز عندما كان ولياً للعهد، وتدور مهمته في& تكريس الوحدة الوطنية وزرع ثقافة الحوار بين أطياف المجتمع. وفي البداية يتحدث بن معمر عن& العائد المرجو من تعيين مجلس امناء في مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، فيقول بأن هذا المجلس توج بالأمر الملكي بأن يكون المجلس ١١ عضوا، يمثلون التنوع في المجتمع عبر أول مجلس أمناء، ويعتبر اول مجلس يشكل بهذا الشكل، في السابق كان لجنة تاسيسية يرأسها الشيخ صالح الحصين رحمه الله، والمأمول تحقيق اهداف المركز من خلال مسيرة عشرة اعوام كنشر ثقافة الحوار وتعزيز الخطاب المعتدل ومحاولة تشجيع المجتمع بكل اطيافه على اهمية الحوار، مشاريع كبرى تحتاج لتحقيق الاهداف بشراكة وزارات حكومية والعمل بقوة مع ثلاث اضلاع المسجد والمدرسة والاسرة وبشريك استراتيجي هو الاعلام.
&
والمركز يهدف من جميع لقاءاته وبرامجه والأنشطة التي ينفذها لأن يصبح الحوار أسلوب حياة عند مناقشة مختلف القضايا انطلاقاً من ثوابت المجتمع الشرعية والاجتماعية، علما انه تم استفادة 3000 شاب من قوافل الحوار التي ينظمها المركز. و تشكيل مجلس الأمناء الجديد يعتبر مرحلة جديدة ومنعطفا هاما في مسيرة المركز، ولاشك أنه سيكون للأمناء المعينين دوراً كبير في تطوير عمل المركز وخططه وبرامجه، بالاضافة الى ما يتمتعون به من خبرات كبيرة ومؤهلات علمية كل في مجاله ؛ مما سيقدم آفاقا جديدة من المشاركات لاستكمال مسيرة المركز في نشر ثقافة الحوار في المجتمع.
&
وعن الاتهامات الموجهة إلى ان بعض الاسماء المعينة لها مواقف اقصائية ضد مخالفيهم، قال الأمين إنه "قد تتفاوت الدرجات لأي رأي من الآراء، ولكن في الحقيقة كل الذين تم اختيارهم مؤمنين برسالة الحوار ويسعى الجميع إلى ترسيخ مفهوم الحوار وسلوكياته في المجتمع ليصبح أسلوبًا للحياة ومنهجاً للتعامل مع مختلف القضايا، لتوسيع المشاركة لأفراد المجتمع وفئاته في الحوار الوطني وتعزيز دور مؤسسات المجتمع المدني بما يحقق العدل والمساواة وحرية التعبير في إطار الشريعة الإسلامية ".
&
وعن استراتيجية الحوار في المرحلة المقبلة وهل يضع المشاكل الاقليمية في اعتباره ام هو حوار داخلي بحت، أكد بن معمر أن المرحلة القادمة سيكون التركيز الكلي على الشباب الموجود في المملكة والتعامل مع التطرف ومكافحته بكل الوانه واشكاله ومنع تغلغه في المجتمع بما يتناسب مع رسالة المملكة العربية السعودية خصوصا انها نجحت نجاح باهر في القضاء على التطرف بكل اشكاله والوانه. وأضاف "ستكون مساحات كبيرة للشباب للمساهمة في تنمية المجتمع، لإنهم يمثلون النسبة الأكبر الذين أضحوا يمثلون 65% من مجمل سكان المملكة، ونحن في المركز نعطي الشباب أهمية كبيرة منذ البداية إيمانا منا بالدور الاساسي الذي يقدمه الشباب في مراحل التنمية المختلفة، ووصولا إلى المرحلة الحالية التي تعتمد على الجودة، وقوامها الاستثمار في الإنسان بما يمكنه من صنع مستقبل مشرف له ولبلده" .
&
واشتكى بن معمر من غياب صوت المركز اعلاميا في الفترة الاخيرة وعزاه إلى أن بعض وسائل الاعلام تبحث عن الاثارة في المواضيع، مضيفا "نحن اصبحنا نناقش مواضيع اكثر جدية وتحتاج الى عصف ذهني وتوافق في الاراء، ولم تولد شراكة حقيقية بين المركز والاعلام، كذلك الاعلام بالشكل التجاري مكلف جدا".
&
وعن مشكلة السعوديين مع الحوار وكيف للحوار ان يحلها، أوضح بن معمر أن المجتمع يواجه فوضوى فكرية لا يستيطع ان يقومها ويضبطها الا شيء واحد فقط وهو النقاش المتزن الملتزم بالثوابت الشرعية والوطنية، وأكد بن معمر أن "ثورة المعلومات وخاصة شبكات التواصل الاجتماعي مسحت جهود كبيرة واصبح السباق معها صعب جدا، فاصبح اي شخص لديه فكرة معينة اصبح رئيس تحرير نفسه، الواقع هذا يحتاج الى قفزات نوعية في قضية التعامل، يستوجب علينا تفعيل استراجيتنا المسجد والمدرسة والاسرة بمشاركة الاعلام ستكون فعالة جدا في الفترة القادمة" .
&
وشرح الأمين العام للمجلس& الاستراتيجية الجديدة و ابرز ملامحها قائلاً "إن الشراكة بين العناصر الثلاثة المسجد والمدرسة والاسرة بشريكنا الاساسي الاعلام والعنصر المستهدف وهو الشباب، باعتبارهم معادلة مهمة وفعالة خصوصا هذا الجيل الذي يسبق عصره مما يستوجب علينا اللحاق بالركب برفقتهم". وأضاف بن معمر أن "الرؤية الحكيمة لخادم الحرمين ونضرته المستقبلية لأهمية الحوار بين الاديان وجهوده في مكافحة الارهاب والتطرف ودعم المشاريع تكمن في سلسلة من الأمور المترابطة، فمبادرة الملك عبدالله للحوار بين اتباع الاديان والثقافات التي اطلقها عام 2005 وهي باسم جميع المسلمين بكل طوائفه فهي دعوة للسلام والاستقرار وهذه المبادرة نظرة استباقية حكيمة لأحداث وقعت وثبت منها انه بدون الحوار واللقاء بين اهل الحكمة من اهل الثقافات والديانات لن تحل مشاكل المجتمعات حيث ايقن الجميع ان الحروب ونحوها لم تخلف الا الدمار".
&
وحول إن كان الحوار محصور في النخبة من اهل المجتمع وارتباط الحوار بعجلة التنمية، قال بن معمر: "احد عناصر الخطة القادمة والتي تكلمت عنها آنفا انها من خلال المسجد والمدرسة والاسرة لذلك سوف يكون هناك تنوع في نوعية الناس بجميع فئاتهم العمرية والعقلية، سنعالج مانريد علاجه وننطلق نحو المستقبل بمشاركة جميع الأطياف الفكرية وجميع شرائح المجتمع رجالاً ونساء وشباباً وذوي احتياجات خاصة، ومن جهة التنمية فإنها ترتبط بثوابتنا الشرعية والوطنية، والحوار يقرب المسافات في القضايا المختلف عليها ونعمل من خلاله راي عام كتوظيف المرأة وتطوير التعليم".

&