أعلن في مدينة السليمانية العراقية الشمالية مقر حزب الرئيس المنتهية ولايته جلال طالباني الاتفاق على ترشيح القياديين في الحزب برهم صالح وفؤاد معصوم لمنصب رئيس الجمهورية حصة الأكراد في الرئاسات الثلاث للجمهورية والبرلمان والحكومة.


أسامة مهدي: أكد ملا بختيار مسؤول الهيئة العاملة في المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني مساء اليوم الأحد أنه "بعد يومين من الحوارات حول تحديد مرشحي الاتحاد الوطني لمنصب رئيس الجمهورية، قررنا في النهاية أن يكون الدكتور فؤاد معصوم والدكتور برهم أحمد صالح مرشحي الاتحاد الوطني الكردستاني لمنصب رئيس الجمهورية".

وأضاف بختيار في تصريح وزعه مكتب إعلام الحزب، وحصلت "إيلاف" على نصه، أنه قد تم إبلاغ مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان وسليم الجبوري رئيس مجلس النواب العراقي بهذا القرار.

جاء إعلان ترشيح برهم صالح نائب رئيس الوزراء العراقي رئيس حكومة إقليم كردستان سابقًا وفؤاد معصوم رئيس أول برلمان عراقي بعد سقوط النظام العراقي السابق في اليوم الأخير من المهلة التي حددتها رئاسة مجلس النواب لقبول الترشيحات التي ستعرض على جلسته المقبلة الأربعاء المقبلة للتصويت على المرشحين.

ويبدو أن الرئيس طالباني الذي عاد إلى العراق من ألمانيا أمس بعد حوالى عامين من الغياب للعلاج هناك قد حسم خلافات قيادات حزبه حول المرشحين لخلافته في رئاسة العراق. فقد شهد الأسبوعين الماضيين خلافات بين أعضاء القيادة حول مرشحهم لرئاسة الجمهورية، حيث تم في البداية ترشيح برهم صالح وعمر فتاح، لكن الخلاف حولهما قاد إلى مرشح تسوية، هو فؤاد معصوم، ومن الواضح أن طالباني الذي يفضل شخصية شابة قد أعطى صوته لبرهم صالح ليقدم اسمه إلى الترشيح.

مرشحون آخرون من خارج الأكراد
إضافة إلى هذين المرشحين فقد تقدم ستة مرشحين آخرين لمنصب رئيس الجمهورية من غير الأكراد، بالرغم من أن المنصب مخصص لهذا المكون، وهم كل من: النائب مهدي الحافظ وزير التخطيط السابق وشاكر كتاب (من الصابئة المندائيين) عن "ائتلاف العراق" والنائب حنان الفتلاوي عن ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي، والناشطة النسوية رحاب الظاهر المقيمة في ألمانيا، إضافة إلى المستشار القانوني أحمد العبادي، والمرشح الرئاسي في انتخابات عام 2010 حسين الموسوي.

وعن تعدد هذه الترشيحات لمنصب الرئيس فقد أبلغ مصدر عراقي مطلع "إيلاف" أن رئيس الحكومة نوري المالكي يدفع باتجاه زيادتها ليؤكد لخصومه الأكراد أن هناك معارضة قوية لسياساتهم، إضافة إلى أن كثرة الترشيحات ربما تفشل مرشح الأكراد في الحصول على الغالبية المطلوبة، وهي نصف عدد أعضاء البرلمان زائد واحد، ومن ثم مساومة الأكراد على حصوله على الولاية الثالثة في رئاسته للحكومة مقابل دعمهم في نيل منصب رئيس الجمهورية.

مرشحان لمنصبي نائبي الرئيس
بالترافق مع ذلك فقد رشح ائتلاف القوى الوطنية الممثل للمكون السني زعيم ائتلاف "متحدون للإصلاح" رئيس مجلس النواب السابق أسامة النجيفي لمنصب نائب رئيس الجمهورية مرشحًا وحيدًا للمنصب ضمن الاستحقاق الانتخابي، خاصة بعد تنازله عن منصب رئيس مجلس النواب إلى النائب سليم الجبوري.

كما رشح المكون التركماني عضو قيادة كتلة الأحرار الممثلة للتيار الصدري فوزي أكرم ترزي لمنصب النائب الثاني للرئيس، مؤكدًا أنه على ثقة بأن يحظى المكون التركماني بمقبولية وبأصوات عديدة تحت قبة البرلمان، لأن التركمان يرفضون تقسيم العراق تحت أية مسميات.

سيرة ذاتية للمرشحين الكرديين اللذين سيخلف أحدهما طالباني
والمرشحان الكرديان هما عضوان في قيادة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس المنتهية ولايته جلال طالباني وهما :

*برهم صالح:
ولد الدكتور برهم أحمد صالح في مدينة السليمانية في كردستان العراق عام 1960.
- إنضم في نهاية العام 1976 إلى صفوف الإتحاد الوطني الكوردستاني.
- اعتقل عام 1979 من قبل النظام السابق مرتين بتهمة الانخراط في صفوف الحركة الوطنية الكردية.. وأمضى 43 يومًا في معتقلات الأمن في هيئة التحقيق الخاصة في كركوك، ولقي أنواع التعذيب داخل السجن.

- أنهى الدراسة الإعدادية، فور الإفراج عنه، بتفوق وحصل على المرتبة الأولى في كردستان، والثالثة على مستوى العراق بعد حصوله على معدل (96.5%).
- غادر العراق متوجهًا إلى بريطانيا إثر استمرار ملاحقته الأمنية.

- أصبح منذ بداية الثمانينيات عضوًا في تنظيمات أوروبا للاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي المنتهية ولايته جلال طالباني ومسؤولًا عن العلاقات الخارجية للاتحاد في العاصمة البريطانية لندن.
- إلى جانب نضاله السياسي عكف على إتمام دراسته الجامعية فحصل على البكالوريوس في الهندسة المدنية والإنشاءات عام 1983 من جامعة كارديف في بريطانيا. ثم حصل على شهادة الدكتوراه في الإحصاء وتطبيقات الكومبيوتر في مجال الهندسة عام 1987 من جامعة ليفربول في بريطانيا. وعمل مهندسًا استشاريًا لإحدى الشركات الأوروبية.

وقد انتخب برهم صالح عضوًا في قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني في أول مؤتمر علني للحزب في كردستان المحررة من الدكتاتورية في أوائل عام 1992، وكلف بمهمة إدارة مكتب علاقات الاتحاد الوطني في الولايات المتحدة الأميركية.
- أصبح ممثلًا لأول حكومة في إقليم كردستان التي تمخضت عن أول إنتخابات برلمانية في كردستان عام 1992، ومسؤولًا للعلاقات الخارجية في العاصمة الأميركية واشنطن.

- وقد عمل على توسيع شبكة علاقات الاتحاد الوطني الكردستاني وحكومة الإقليم لدى دوائر القرار المؤثرة في واشنطن وشارك في نشاطات المعارضة العراقية ومؤتمراتها قبل سقوط النظام السابق عام 2003.

- تولى برهم صالح منصب رئيس حكومة إقليم كردستان العراق للفترة من كانون الثاني (يناير) عام 2001 وحتى منتصف عام 2004 بتكليف من قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني، وبذل خلال فترة رئاسته للحكومة جهودًا كبيرة في تحسين الوضع المعاشي لمواطني الإقليم وتطوير الخدمات، وأرسى دعائم مشاريع تنموية طموحة نالت رضى الجماهير الكردستانية في وقت كان الإقليم الكردي محاصرًا من الناحية الاقتصادية والتنموية.

- وبعد سقوط النظام السابق ربيع عام 2003 أصبح نائبًا لرئيس الوزراء في الحكومة العراقية المؤقتة في النصف الثاني من عام 2004 ووزيرًا للتخطيط في الحكومة الانتقالية في عام 2005 ونائبًا لرئيس الوزراء في الحكومة العراقية المنتخبة (حكومة نوري المالكي) وتولى الملف الاقتصادي كرئيس للجنة الاقتصادية.
- وقد أطلق كممثل عن الحكومة العراقية مبادرة العهد الدولي، والتي هي ميثاق للالتزامات المتبادلة بين العراق والمجتمع الدولي لمساعدة العراق على الإيفاء بالتزاماته في بناء عراق ديمقراطي اتحادي مزدهر آمن مع نفسه ومع محيطه الإقليمي والدولي.

- وأسس الجامعة الأميركية في العراق في مدينة السليمانية مقر حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، ويشغل منصب رئيس مجلس أمنائها حاليًا.
- تولى برهم صالح رئاسة حكومة إقليم كردستان التي تشكلت عام 2009.
- ويتمتع الدكتور برهم أحمد صالح بعلاقات كردستانية، عراقية، إقليمية ودولية واسعة، لكونه سياسيًا معتدلًا منفتحًا على جميع القوى والتيارات السياسية في البلاد وبشبكة علاقات وثيقة مع الوسط الإعلامي والثقافي.د

- له نشاطات في المجال الثقافي ودعم نشاطات المجتمع المدني، ويرأس هيئة أمناء الملتقى العراقي، وهو لقاء ديمقراطي عراقي يضم شخصيات ديمقراطية وطنية ووجهاء من أطياف المجتمع العراقي، ويضم الملتقى منظمة واعدون ومشروع هيوا لدعم الطلبة المتفوقون في مختلف الجامعات العراقية.
- متزوج ولديه بنت وولد.

*فؤاد معصوم :
الدكتور فؤاد معصوم شخصية أكاديمية سياسية عراقية كردية معروفة بالاعتدال، وتتجنب الصدامات مع الكتل والأحزاب والتنظيمات، ويتمتع بعلاقات طيبة مع التيارات السياسية والاجتماعية والدينية، وخصوصًا المرجعيات الدينية، من دون أن تكون تلك العلاقات قائمة على أساس الانتماء الديني أو السياسي أو العرقي. وقد نشأ في بيت وطني متدين، ووالده الشيخ الملا معصوم كان رئيس علماء كردستان.&
&
ومعصوم حاصل على شهادة الدكتوراه في الفلسفة الإسلامية من جامعة الأزهر عام 1975 وموضوع أطروحته "إخوان الصفا فلسفتهم وغايتهم". والده المرحوم الشيخ الملا معصوم كان رئيس علماء كردستان، ومن دعاة التقارب المذهبي والتعايش الديني.

عمل أستاذًا سابقًا في كلية الآداب في جامعة البصرة ومحاضرًا في كلية الحقوق وكلية التربية في جامعة البصرة أيضًا. وكان أول رئيس وزراء لحكومة كردستان العراق في مطلع التسعينات.. وأول رئيس للمجلس الوطني العراقي (البرلمان) بعد سقوط النظام السابق عام 2003.. وشغل رئاسة مجلس كتابة الدستور العراقي في بدايته. وهو أحد مؤسسي الاتحاد الوطني الكردستاني عام 1975.. ثم تولى رئاسة التحالف الوطني الكردستاني داخل البرلمان العراقي.
&&
يذكر أن منصب رئيس الجمهورية هو من نصيب التحالف الكردستاني بحسب التوافقات السياسية والمحاصصة الطائفية والقومية المعقودة بين المكونات والأحزاب في الدورات الرئاسية الماضية.

&
&
&