صنعاء: بعد أكثر من ستة أشهر على صدور قرار اعتماد النظام الفيدرالي وتقسيم اليمن إلى ستة أقاليم، دشن محافظتا تعز وإب "الأكبر سكانا على مستوى البلاد " أولى خطوات شكل الدولة الجديد في إطار إقليم الجند الذي يضمهما معا.
وجاءت هذه الخطوة من خلال عقد لقاء مشترك للجنتين الأمنيتين بمحافظتي "تعز" و"إب"، وسط البلاد "برئاسة محافظ تعز شوقي أحمد هائل ومحافظ إب يحيى الإرياني.
ويبلغ مجموع سكان محافظتي تعز وإب، نحو 7 ملايين نسمة وهو ما يجعل إقليم الجند الأكبر سكانا بين الأقاليم الستة للبلد، البالغ تعداد سكانه 24 مليون نسمة، كما أن ذلك دفع ناشطين إلى إطلاق لقب (الصين الشعبية) على الإقليم.
وبحسب وكالة الأنباء الرسمية، "سبأ"، فقد ناقش اللقاء القضايا الأمنية المشتركة وتعزيز عملية التنسيق والاتصال والتواصل الأمني ومحاربة الجريمة وترسيخ دعائم الأمن والاستقرار باعتبارهما الركيزة الرئيسية في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.
وأكد مسؤولو المحافظتين على أن التنسيق الأمني المشترك سيكون له كبير الأثر في التسريع بتهيئة البنى التحتية لإقليم الجند في مختلف الجوانب على طريق تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
كما جرى الاتفاق على القيام بوضع رؤية مشتركة لتنفيذ مناطق أمنية وتغطية الفجوة الأمنية لسد الاختلالات الأمنية التي يتسلل منها المطلوبون أمنياً والخارجون عن القانون بين المحافظتين.
وكانت الحكومة اليمنية قد أصدرت مؤخراً قراراً باعتماد محافظة تعز عاصمة ثقافية للبلاد, وقبل ذلك بفترة كان قد جرى اعتماد محافظة إب عاصمة سياحية، وذلك بالإضافة إلى كون صنعاء عاصمة سياسية وعدن عاصمة اقتصادية للجمهورية اليمنية.
وفي تعليق لـ"العربية.نت"، تحدث الباحث الاستراتيجي خالد محمد قائلاً: قد يكون مجموع العدد السكاني الكبير للمحافظتين عائقا أمام استفادة أبناء إقليم الجند من مزايا النظام الفيدرالي وحصص المجتمعات المحلية تنمويا، ولكن بالنظر إلى أن محافظتي تعز وإب، تتصدران قائمة الأكثر تعليما ومدنية ووعيا وهو ما يجعل إقليم الجند قادرا على منافسة باقي الأقاليم بثروته البشرية.
وأضاف أيضاً: التركيز على الجانب الأمني قبل كل شيء يعني أن مسؤولي المحافظتين يسيرون على الطريق الصحيح لجعل إقليم الجند جاذبا للاستثمارات وللسياحة، وهو ما يمكن أن يعود بدخل يفوق عائدات النفط والغاز التي تعول عليها أقاليم أخرى.
وجاء إطلاق اسم الجند على الإقليم الذي يضم محافظتي تعز وإب بالاستناد إلى الأهمية التاريخية التي اكتسبتها شهرة جامع الجند الذي بناه الصحابي الجليل معاذ بن جبل في السنة السادسة للهجرة حين ابتعثه الرسول الكريم محمد (ص ) لدعوة اليمنيين إلى الإسلام .
وفيما كانت "تعز" خلال حقبة الدويلات الإسلامية المتعاقبة عاصمة للدولة الأيوبية ثم الرسولية، فقد كانت "إب" من خلال مدينة جبلة عاصمة للدولة الصليحية التي كان أبرز ملوكها الملكة أروى بنت أحمد.
التعليقات