انضمت بريطانيا الى الجهود الدولية والعربية الداعية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وإنهاء حمام الدم، لكنها انتقدت قرار مجلس حقوق الإنسان في شأن التطورات الراهنة.

نصر المجالي: يجول وزير الخارجية البريطاني الجديد فيليب هاموند المنطقة حالياً معلناً ان المملكة المتحدة& تعمل مع الجانب المصري ووزير الخارجية الأميركي والرئيس محمود عباس لضمان الحصول على وقف إطلاق نار يمكن تحقيقه.

وقال هاموند بعد اجتماعه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مساء الأربعاء، إن "وقف إطلاق النار لوحده ليس كافيا، لذلك يجب أن نعمل للحصول على حل دائم يسمح للفلسطينيين بالعيش في سلام وللإسرائيليين العيش في أمن".

وأضاف هاموند: "هذا هو هدفنا، ولن ندخر جهدا للوصول إلى هذا الهدف، وفي الوقت الحالي الحكومة البريطانية والشعب البريطاني يدعمان الجهد الإنساني لإنهاء المعاناة في قطاع غزة، وكذلك إعادة اعمار غزة".

كما تحادث وزير الخارجية البريطاني مع رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في إطار مساعيه مع الأطراف الآخرين للتوصل الى وقف اطلاق نار مستدام.

كلام عريقات

من جهته، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، إن عباس أكد خلال لقائه الوزير البريطاني " ضرورة التوصل لوقف إطلاق نار في قطاع غزة بالتزامن مع رفع الحصار عنه وتلبية حاجاته".

وذكر عريقات أن "العدوان على غزة له شكلان وهما العدوان العسكري بكافة أشكاله، والعدوان الآخر هو الحصار المفروض على أبناء شعبنا واستخدام الغذاء والدواء والحاجات الإنسانية كسيوف مصلتة على رقاب شعبنا ".

وأكد أن كل الجهود التي تبذل الآن هدفها إيجاد هذا التوازن " بمعنى وقف إطلاق النار مع رفع الحصار، وهذا ما نعمل عليه الآن". وقال عريقات، "هناك ضرورة لمعالجة جذور المشكلة، والتي تتمثل باستمرار الاحتلال الإسرائيلي، لذلك يجب إنهاء هذا الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة".

مجلس حقوق الإنسان

إلى ذلك، فإنه مع الترحيب الفلسطيني بقرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف الذي طالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية عاجلة في التوتر الحاصل في غزة، فإن بريطانيا& رفضت القرار على لسان وزير خارجيتها فيليب هاموند.

وقال هاموند ان قرار مجلس حقوق الإنسان الأربعاء لن يساعد في تحقيق وقف إطلاق نار دائم. بل إنه غير متوازن نهائيا وسوف يتسبب بتعقيد العملية باستحداثه آليات جديدة.

وأكد وزير الخارجية ان المملكة المتحدة يقلقها بشدة استمرار سفك الدماء في غزة، ومن المؤسف مقتل وإصابة عدد كبير من المدنيين، من بينهم نساء وأطفال. والأولوية العاجلة الآن هي لوقف سفك الدماء والعودة لوقف إطلاق النار والعمل للتوصل لحل طويل الأجل. وسوف ينصب تركيز جهودنا على تحقيق ذلك الهدف.

وقال هاموند: "لم تستطع المملكة المتحدة تأييد هذا القرار، لكنها تدرك مدى قوة المشاعر بشأن فقدان الأرواح ورغبة عدد كبير من أعضاء المجلس في &التعبير عن شعورهم ذلك من خلال إصدار قرار. وقد انضمت المملكة المتحدة لدول أوروبية أخرى بالامتناع عن التصويت".

حق إسرائيل

وأكد في ختام تصريحه: "وسوف نواصل حث إسرائيل على ممارسة ضبط النفس، وبذل كل الجهود الممكنة لتجنب وقوع ضحايا بين المدنيين، والعمل تجاه وقف فوري لإطلاق النار، مع إدراكنا بنفس الوقت لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها بمواجهة هذه الهجمات".

وكان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قد وافق على فتح تحقيق بشأن اتهامات لإسرائيل بارتكاب انتهاكات في غزة. وقالت المفوضة الأممية لحقوق الإنسان نافي بيلاي إن ثمة مؤشرات على ارتكاب الجيش الإسرائيلي جرائم حرب، وهو ما نفته إسرائيل بشدة.

كما نددت بيلاي بقيام مسلحين فلسطينيين باطلاق صواريخ ضد المدن والبلدات الاسرائيلية. وقالت بيلاي إن الأطفال والمدنيين الإسرائيليين لهم الحق في الحياة دون خوف مستمر من إطلاق الصواريخ.