&اظهرت دراسة جديدة أن فيينا عاصمة الجاسوسية في العالم بوجود 7000 جاسوس على الأقل يعملون في المدينة منتحلين صفات شتى للتستر على نشاطهم. &
كانت فيينا في فترة الحرب الباردة مركزًا للنشاط الجاسوسي يتربص طرفاها بأحدهما الآخر في ساحتها، ويعقدان الصفقات بينهما علنًا. &
&
وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي حافظت فيينا على موقعها هذا بسبب جغرافيتها التي وضعتها وسط اوروبا على مقربة من منطقة البلقان لكي يواصل جواسيس العالم ممارسة ثاني اقدم مهنة في التاريخ. &
&
ومنذ هجمات 11 ايلول/سبتمبر على الولايات المتحدة أصبحت فيينا ساحة مصغرة لصراعات الشرق الأوسط ايضًا. &
&
ويقول اميل بوبي مؤلف كتاب "الفراغ" الذي يسلط الضوء على تاريخ التجسس في فيينا ان هذا النشاط الخفي كان مزدهرًا منذ ايام الامبراطورية النمساويةـ المجرية.&
&
وان قوانين النمسا لم تتغير رغم انهيار الامبراطورية واشتعال حربين عالميتين ومواجهة استمرت عشرات السنين بين الشرق والغرب. "ونتيجة لهذا الوضع فان الأنشطة التجسسية في النمسا لا تشكل مخالفة ضد القانون إلا إذا استهدفت أسرار الدولة النمساوية بصورة مباشرة"، بحسب الكاتب بوبي. &
&
ويقول بوبي ان كل ثاني دبلوماسي في فيينا ربما كان مرتبطا باستخبارات بلده وكل سفارة تزدحم بعدد فائض من الموظفين.
&
واكد غيرت رينيه بولي، الرئيس السابق لجهاز مكافحة التجسس في النمسا، ان الرقم 7000 جاسوس الذي اورده المؤلف استنادا الى حسابات خبراء هو "مستوى الأساس" الذي يمكن ان يُستكمل بأعداد أخرى من الأشخاص المرتبطين بالنشاط الجاسوسي بهذه الطريقة أو تلك. &
&
وقال بولي لصحيفة الديلي تلغراف "ان فيينا بورصة معلومات ولدينا أكثر القوانين التي تحكم هذا النشاط ليبرالية في العالم". &واضاف أن فيينا ايضا "مدينة لطيفة لعيش الجواسيس واستقدام عائلاتهم اليها، فيها نظام تعليمي متقدم وخدمات صحية جيدة، ينتقل الجواسيس اليها بعد فترات صعبة من العمل في صربيا أو العراق أو افغانستان".&
&
ويعمل في فيينا التي تستضيف طائفة واسعة من وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، عدد كبير من البعثات الدبلوماسية التي توفر واجهة مثلى للتجسس. &فهي ليست مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية فحسب، بل تستضيف منظمة الأمن والتعاون في اوروبا ومنظمة البلدان المصدرة للنفط "اوبك" ايضا. &
&
ورغم التغيرات التي تحدث في اولويات العمل الجاسوسي وتداخل دوائره وتفاوت أهميته حسب التطورات الدولية فان المنافسة التقليدية بين الولايات المتحدة وروسيا تبقى الأشد احتداما ولدى البلدين أكبر عدد من الجواسيس لخوض هذا الصراع الخفي بهم. &
&
وتبدى الاعتراف الضمني بدور فيينا هذا عندما وقع عليها الاختيار لإجراء اكبر عملية تبادل للجواسيس في السنوات الأخيرة. إذ جرى على مرأى العالم تبادل 14 جاسوسا اميركيا وروسيا بينهم الجاسوسة الروسية الحسناء آنا تشابمان على مدرج مطار فيينا عام 2010. &
&
وقال مؤلف كتاب "الفراغ" ان الجاسوسية "جزء من ثقافة فيينا ومجتمع المدينة قائم على الأسرار، فالأشخاص يعيشون كي تكون عندهم أسرار. وإذا كان لديك سر في فيينا فأنت شخص ذو شأن".&
التعليقات