تجري عمليات انقاذ مكثفة الاثنين في جنوب شرق الصين عبر المناطق الجبلية المنكوبة من جراء زلزال قوي ضربها الاحد، واسفر عن حوالى 400 قتيل والفي جريح. وانهار اكثر من 80 الف منزل، فيما تضرر حوالى 124 الف مسكن جراء الزلزال الذي بلغت قوته 6,1 درجات، بحسب المركز الاميركي لرصد الزلازل، وضرب الاحد شمال شرق اقليم يونان، بحسب ما اوردت وسائل الاعلام الصينية.
في اعقاب الهزة انهار اكثر من 80 الف منزل، وشهد 124 الفا اضرارا كبيرة، بحسب السلطات، التي تحدثت عن 398 قتيلا على الاقل، واكثر من 1800 جريح. في مدينة لونغتوشان الصغيرة، التي تقع على مستوى مركز الزلزال، وضعت متطوعة ارضا جثة رضيع على مهل الى جانب جثة ثمانيني. في الشارع نفسه رصفت جثث اخرى لفت باغطية علاها الغبار وربطت، بحسب مراسل فرانس برس.
واكدت شابة بألم "هناك 70 او 80 جثة هنا". وافاد احد السكان "نحن عاجزون عن نقلهم الى اي مكان اخر لان الطرقات مقطوعة". في منطقة لوديان التي تشمل لونغتوشان، ما زال بعد ظهر الاثنين يصعب ارتياد الطرقات بسبب الامطار الغزيرة والانهيارات الارضية التي سبقت الزلزال. وادى سوء الاحوال الجوية الى تعقيد عمل فرق الاغاثة التي واصلت عمليات البحث عن ناجين بين انقاض المنازل واجلاء الناجين.
وصرح الطالب المشارك في اعمال الانقاذ ما هاو لوكالة انباء الصين الجديدة "لا وقت لدينا للاهتمام بالجثث، علينا اولا مساعدة الاحياء". في منطقة لوديان تحدث مراسلو الصين الجديدة عن مشاهدة "ناجين مبللين بالمطر يجلسون على حافة الطرقات في انتظار الطعام والاغذية. وكان بعضهم يرتجف تحت المطر".
ونقل التلفزيون الرسمي الصيني صور منازل مدمرة بالكامل على سفوح التلال فيما فاض نهر مجاور نتيجة انسداد مجراه بالوحول والصخور المنهارة. وتحدث الاعلام الرسمي عن حشد حوالى 18 الف شخص من بينهم 11 الف عنصر اطفاء وشرطي و7 الاف جندي وعسكري من اجل اعمال الانقاذ.
وقالت وكالة انباء الصين الجديدة ان فرق الانقاذ "تعمل وسط استمرار هطول المطار ما ادى الى انخفاض درجات الحرارة في المنطقة فيما سجل نقص في المواد الغذائية والادوية". وعانت المستشفيات المحلية والمرافق الطبية المرتجلة من صعوبات جمة في ادارة الدفق المستمر للمصابين بجروح خطيرة بسبب نقص المعدات.
وصرح طبيب منهمك في احدى الخيم "لا يمكننا اجراء عمليات (جراحية). من المستحيل معالجة نزيف داخل الجمجمة في هذه الظروف"، على ما نقلت الصين الجديدة. وقطعت شبكات الكهرباء والمياه عن مختلف انحاء المنطقة اثر الزلزال، فيما اجلي حوالى 230 الف شخص بشكل عاجل من منازلهم، كما افادت السلطات.
وصرحت احدى سكان دائرة جاوتونغ التي تشمل المناطق المتضررة، مو تشاهونغ لفرانس برس "لحظة (الزلزال) اهتز المنزل بعنف وانطفأت الانوار فجأة، اصبت بالهلع".
ووصل رئيس الوزراء الصيني لي كيكيانغ ظهرا الى لوديان، وحث على مضاعفة جهود البحث عن ناجين، بحسب الاعلام الرسمي.
وتوافد متطوعون من مختلف انحاء الصين الاثنين الى اقليم يونان من اجل المساعدة على اعمال الغوث. وفي مطار العاصمة الاقليمية كونمينغ، كانت مجموعة من الصينيين تناقش كيفية الوصول الى المناطق الاكثر تضررا.
وقال احدهم لوكالة فرانس برس "من واجبنا تقديم المساعدة". على موقع ويبو للتواصل الاجتماعي، عبر الكثير من الصينيين عن قلقهم وحزنهم وتضامنهم مع المنكوبين. وتشمل منطقة لوديان حوالى 266 الف نسمة، وتبعد 300 كلم شمال العاصمة الاقليمية كونمينغ. وسبق ان شهدت المناطق الجبلية الواقعة بين اقاليم يونان وسيشوان وغيزهو والتي يصعب الوصول اليها زلازل قوية في العقود الاخيرة.
ففي عام 1974 ادى زلزال بقوة 6,8 درجات في المنطقة نفسها الى مصرع اكثر من 1400 شخص. وفي ايلول/سبتمبر 2012 لقي 80 شخصا مصرعهم اثر هزتين متتاليتين في دائرة جاوتونغ نفسها.
كما تعرض اقليم سيشوان المجاور، الذي يعد من اكثر اقاليم الصين ازدحاما بالسكان، في ايار/مايو 2008 لزلزال مدمر بقوة ثماني درجات ادى الى مصرع وفقدان 87 الف شخص.
&
التعليقات