احتج صحافيو تونس على قناة تلفزيونية قدمت إسلاميين على شاشتها كمحللين سياسيين، وحذروا من تبييض الإرهاب في تلفزيونات خاصة مقابل الأموال.

دعت نقابة الصحافيين في تونس الثلاثاء السلطات الى "مجابهة" ما سمته "تبييض الإرهاب" و"الدفاع عن التنظيمات الارهابية" مقابل دفع اموال في تلفزيونات تونسية، في وقت أعلنت وزارة الداخلية الليبية مقاضاة إعلامي ليبي بتهمة نشر "الفتن" عبر تلفزيون تونسي خاص.&

&
وجاءت دعوة نقابة الصحافيين غداة بث تلفزيون "نسمة" التونسي الخاص برنامجاً حواريًا شارك فيه مواطنان ليبيّان ينتميان إلى جماعات إسلامية "متطرفة"، بحسب النقابة التي اعتبرت أن قناة "نسمة" الواسعة الانتشار في تونس أعطتهما "مجالاً مطوّلًا لبثّ الدعوات المباشرة للاقتتال والحرب والفتنة".
&
وقالت النقابة في بيان إن الاسلاميين الليبيين اللذين قدمهما التلفزيون بـ"صفة محللين سياسيين لتسهيل تقبّل رسالتهما وتغليف الإرهاب بموضوعية كاذبة"، "قاما بالترويج للإرهاب وتبييضه في صيغة تحتوي على كثير من المغالطة".
&
وأضافت "تعمدت القناة توجيه الحوار في اتجاه واحد داعم لمجموعات (الاسلامي الليبي) عبد الحكيم بلحاج، وتنظيم القاعدة، وأنصار الشريعة والمجموعات المقاتلة الى جانبهم" في ليبيا.
&
وتابعت أنها دعت "الصحافيين الذين ساهموا في إنتاج هذا البرنامج الحواري (..) ومقدم البرنامج (إلى المثول) أمام لجنة أخلاقيات المهنة" التابعة للنقابة وطالبت التلفزيون بـ"الاعتذار للشعب التونسي".
&
وذكرت بأنه "سبق لقناة نسمة (..) بثّ حوار مع عبد الحكيم بلحاج وتمكينه من تلميع صورته، وهو المشتبه فيه من قبل وزارة الداخلية التونسية بالتحضير لأعمال إرهابية في تونس".
&
وطالبت النقابة الحكومة بـ"تحمّل مسؤولياتها في مجابهة محاولات تبييض الإرهاب والتصدي للأشخاص التونسيين والأجانب الذين يستعملون الأراضي التونسية للدفاع عن التنظيمات الإرهابية"، كما طالبت النيابة العامة "بفتح تحقيق عاجل في الغرض".
&
ودعت "كل الشخصيات الوطنية وممثلي المجتمع المدني والأحزاب السياسية إلى اعتبار انخراط وسائل الإعلام في محاربة الإرهاب معيارًا أساسيًا في التعاطي معها، وتغليب المصلحة الوطنية على الظهور الإعلامي".
&
كما دعت "الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري" (هيئة دستورية لتعديل الاعلام) إلى "تحمل مسؤولياتها واتخاذ الإجراءات اللازمة (..) حرصًا على سلامة المحتوى الإعلامي من شبهات الإرهاب المتداخل مع المال الفاسد الذي أصبح بارزًا للعيان في بعض القنوات".
&
وفي تونس، تواجه تلفزيونات خاصة ومدوّنون ومحامون تُهم "تبييض إرهابيين" ليبيين لدى الرأي العام التونسي مقابل تلقي أموال طائلة من جماعات "إرهابية" ورجال اعمال "فاسدين" موالين لهم في تونس.
&
إلى ذلك اتهمت وزارة الداخلية الليبية الإعلامي الليبي ناظم الطياري الذي شارك مساء الاثنين في البرنامج الحواري الذي بثته قناة نسمة التونسية بـ"نشر الإشاعات" في &قناة "غير ليبية".
وقالت الوزارة في بيان إنها "باشرت اتخاذ الإجراءات لرفع قضية ضده بتهم التشهير والتضليل وزرع الفتن، وستتم ملاحقته قانونياً لذلك".