قررت بلدية مدينة طرابلس اللبنانية إزالة لوحات إعلانية ترويجية للبيرة، فأثار القرار موجة واسعة من الانتقادات.


متابعة إيلاف من بيروت: تعاقبت التفسيرات التي قدمها رئيس بلدية مدينة طرابلس (شمال لبنان) نادر الغزال وآخرها أنه تم نزع إعلان البيرة "بسبب عدم دفع الرسوم"! وفي البيان أيضاً أن القرار يهدف الى تجنب "التطرف" ويأتي بتمن من هيئة العلماء المسلمين التي نفت بدورها أن تطون قد طلبت ازالة الإعلان.

وأزال عمال بلدية طرابلس اللبنانية، وهي ثاني كبرى مدن البلاد، ويقارب تعداد سكانها نصف مليون شخص، وتضم غالبية سنية وعلويين ومسيحيين، ثلاث لوحات إعلانية لمشروب البيرة، بقرار من رئيس البلدية نادر الغزال. وبرر الغزال قراره في حينه بتلقيه "تمنيًا" من "هيئة علماء المسلمين"، المكونة من رجال دين سنة، غالبيتهم من السلفيين، بإزالة هذه الإعلانات. إلا أن مصدرًا في الهيئة نفى علمه بطلب من هذا النوع، وقال "إن ما قام به رئيس البلدية لا نعارضه، لكن ليس كما أعلم أن رجال دين مسلمين قد طلبوا منه ذلك".

وقد شهدت مدينة طرابلس اللبنانية، أعمال عنف وتصاعدًا في نفوذ الجماعات الإسلامية المتشددة، منذ اندلاع النزاع في سوريا المجاورة قبل ثلاثة أعوام.
ونشر الغزال بيانا على صفحته الرسمية على موقع "فايسبوك"، أشار فيه الى إن "توقيت هذه الإعلانات غير موفق في مرحلة يزداد التطرف فيها في كل الاتجاهات، فلا ينقصها المدينة أي استفزاز بأي اتجاه". وأكد أنها "ليست المرة الأولى التي نزيل فيها لوحات إعلانية، نرى أنها غير مناسبة سياسيًا أو اجتماعيًا أو أخلاقيًا أو صحيًا".

أرفق البيان بصورة عن مرسوم بلدي صادر في العام 2004، يحدد فيها "مواصفات الإعلان في النطاق البلدي"، ومنها "ألا يتضمن مسكرات أو مشروبات تحتوي على الكحول ولو بنسبة ضئيلة". وأكد الغزال في بيانه أن المعلن لم يتقدم بطلب مسبق للحصول على إذن بنشر الإعلان.
ثم عاد الغزال ليصدر بيانا توضيحيا أشار فيه الى أن الإعلان الذي تمت ازالته قد خالف شروط النشر والتي ترتبط بأخذ موافقة السلطة المحلية ودفع الرسوم المتوجبة للترخيص. وأكد البيان "بغض النظر عن مضمون هذا الإعلان، قامت ورش البلدية بإزالته تطبيقا للقانون ليس إلا. وأما ما يثار على صفحات التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام من لغط وتحريف للحقيقة، فإنما يهدف في الدرجة الأولى إلى تشويه صورة المدينة".

وكان القرار الذي تم تداوله بشكل واسع على شبكات التواصل الاجتماعي قد أثار موجة من ردود الفعل الرسمية. واستهجن حزب الكتائب الاجراءات التي اتخذتها بلدية طرابلس بازالة الاعلانات التي لها علاقة بالكحول، واعتبر الامر "مخلاً بالحريات العامة وبالوجه التعددي للبنان". وكلّف المكتب السياسي ندوة المحامين تحضير مراجعة قانونية ليصار الى تقديمها طعنا بالقرار البلدي.

مفتخرون بالبيرة
وبالرغم من الطابع المحافظ للمدينة، إلا أن بيع الكحول وتناولها يعد أمراً شائعاً فيها، ولاسيما في المقاهي والمطاعم والمحال التجارية، علماً أن أحدها يقع في الشارع الخلفي للبلدية، ولم يمنع القرار البلدي بيع المشروبات الكحولية في المطاعم والمحال. وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، تعليقات منتقدة لقرار رئيس البلدية، أبرزها وسم ("هاشتاغ") "#تصور_مع_قنينة_بيرة" (التقط صورتك مع زجاجة من البيرة) على موقع "تويتر". وتداول مستخدمون على الموقع صورًا لهم يحتسون البيرة. ونشرت مستخدمة اسمها باميلا غانم، صورة مع أحد أصدقائها وهما يحتسيان البيرة داخل بركة للسباحة، مع تعليق قالت فيه "لأنني طرابلسية وأفتخر".
&
كما أطلق السبت على "تويتر" حساب جديد اسمه "تريبولي لوفز بير" (طرابلس تحب البيرة).

&